الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 26th May,2003 العدد : 13

الأثنين 25 ,ربيع الاول 1424

لغتنا العربية.. والثمن البخس!
أنور بن محمد آل خليل

كان غاصا بالضحك وهو يروي لأصحابه حكاية والده مع ذلك الآسيوي قائلا: سمعت صوته يعلو بعصبية غير معهودة فأسرعت لاستطلاع الامر..؟ إذ به
يتشاجر مع احد الباعة وعندما اقتربت منه دفعني وهو يقول "سيب أنت مافيه معلوم مشكل.." حاولت إفهامه بأنني ابنه وينبغي له الهدوء لمعرفة المشكلة،
فلم يكترث ودفعني ثانية قائلا: "هذا نفر ما فيه كويس معلوم ما فيه كويس..".
ومع عدم ادراكي عما اذا كان صاحبنا يضحك لعصبية والده أم للهجته الحوارية، الا ان "لغة" والده ذكرتني بقصيدة وقعت بين يدي وهي على ما يبدو
واحدة من مجموعة قصائد عصماء تروى على لسان بعض العمالة الوافدة، وقد اتسعت دائرة انتشارها في اوساط المجتمع وانتقلت مع الكثير من النكت
المشابهة الى شبكة الانترنت من باب الطرافة "السامجة"! حتى وصل الحال الى "زخرفة" جداريات سيارات النقل المتجولة بمفردات وجمل لا تبعد كثيرا عن
مفاهيمها ذلك من باب تعميم الفائدة..! فراعني تقبلنا لذلك مع ما كنا قد كِلناه في السابق ولا نزال للهجاتنا العامية وما ألصقناه بها من تهمة تهديدها
لفصاحة لغتنا العربية، واستهزاء البعض من "المتمدنين" بما لا يزال ينطق به اللسان القروي من لهجات قديمة هي كما نعلم لهجات عربية أصيلة اقر بفصاحتها
معلم الأمة عليه افضل الصلاة وأتم التسليم. ومع هذا فلم اجد أمة تعوج لسانها غرضى لوافد الا نحن، ومن هنا فلو تسنى لتلكم اللهجات ان تسخر لفعلت
ذلك شماتة بنا كنوع من رد الاعتبار.. وبشرتنا بأن يوما ما سيأتي تكون عاميتنا هي لغة النخبة، وعلينا في هذه الحالة إعادة كتابة معاجمنا اللغوية "البالية"! بما
يتوافق مع فصاحة لغة العولمة الجديدة! التي تحدث بها والد صديقنا وكتبت بها معلقات الانترنت، بوصفها مرشحة لتصبح لغة للتداول نتحاور بها مع
مخترعيها "الأفذاذ" في المستشفيات والأسواق والفنادق بل وحتى داخل بعض معاقل اللغة الفصحى وأنديتها..! وأطفالنا يتجرعون "بيانها الممجوج" من
المربيات وعمال المدارس.
وعلى حد علمي فإن عولمة الأيادي العاملة التي يروج لها تجار استقدامها، تقوم على مبدأ الأخذ والعطاء أي تبادل مصالح، الا ان ما تشهده ساحة العمل في
بلدان الخليج هو اخذ دون عطاء وتعدٍ على المجتمع وخصوصيته الثقافية.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
مسرح
وراقيات
ذاكرة
مداخلات
المحررون
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved