الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 26th May,2003 العدد : 13

الأثنين 25 ,ربيع الاول 1424

نريد وزارة للثقافة والفنون
هذا هو عنوان مقالي الاسبوعي كنت اكتبه لصحيفة "اليوم" سابقاً لينشر الخميس في صفحة "الرأي" ونشر في شهر شوال 1420هـ.
وكان صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبد العزيز امير منطقة الرياض قد رعى يومها انطلاق فعاليات الرياض عاصمة للثقافة العربية لعام 2000م
ومما جاء في ذلك المقال:
ان اختيار عاصمة بلادنا الرياض عاصمة للثقافة العربية من قبل وزارات الثقافة العربية ومنظمة "اليونسكو" الدولية ليؤكد مدى التطور الثقافي الذي
وصلت اليه بلادنا بحيث اكتسب مداه بقوة فعالياته بالتأييد والاكبار من قبل الاوساط الثقافية في الوطن العربي والعالم، والثقة الكبيرة التي اعطيت لبلادنا
لتسهم بشكل واسع في اغناء الثقافة العربية واثرائها بالانجازات الفكرية والادبية والثقافية بكل ابعادها ومنابعها في القرن الواحد والعشرين وبمختلف اشكال
الفنون والقيم الانسانية ومقومات التقدم العلمي في عصر علوم التكنولوجيا والتقنيات الحديثة والتبادل الفكري والعلمي بيننا وبين جميع دول العالم وشعوبها
فقد اصبح العالم في ايامنا هذه اشبه ب"القرية" الكونية الصغيرة وان الانجازات العلمية الفائقة في مختلف المجالات لم تعد حكراً علي هذه الدولة او تلك او
هذا الشعب او ذاك.. بل اصبحت في تناول الجميع.. ومن حق الجميع.. والقضية هي قضية احتوائها ومعرفة أسرارها ولقد اكد راعي الحفل في خطابه على
دورنا في هذه المجالات قائلا: نسعى لأن يكون هذا الحدث موسماً يجلو للعالم مقومات ثقافتنا وتوجهاتنا" ومن جهته اعرب مدير عام اليونسكو عن اهمية
الدور الذي تؤديه بلادنا في هذا المضمار بقوله: "ان المملكة العربية السعودية تتمتع بحضور وثقل دولي كبير لها مع اليونسكو علاقة وطيدة، وقد اسهمت في
الكثير من المشروعات وما زالت من اوائل الدول التي ادركت رسالة المنظمة ودعمتها بكل الوسائل والطرق الكفيلة بتحقيق اقصى استفادة ممكنة".
وقال الدكتور محمد عبده يماني: ان هذا الاختيار يلقي علينا مسؤولية كبيرة في المرحلة القادمة لكي ننهض ونعيد النظر في مناهجنا التربوية، ونعيد النظر في
مساراتنا الثقافية.. نفتح المجالات ونشجع الناشئة والشباب ونكرم الادباء والمفكرين ونسعى الى حجز دور بارز في مجال الادب والفكر والثقافة.
وقلت بناء على هذه المعطيات والمرئيات في هذه الاجواء المضينة الواعدة.. وانا اطمع واطمع كمواطن الى قيام وزارة للثقافة والفنون لتهتم بالشؤون الثقافية
والفنون التشكيلية والموسيقى والمسرح والسينما وعلوم الاتصالات الحديثة، والفنون الصوتية، والنحت والرسم والاخراج السينمائي والتلفزيوني وجميع
الفنون على اختلافها ودراسة آلياتها ومقوماتها الفنية وما يجد من جديد بالاضافة الى الوسائل الاعلامية ودور الصحافة.. والعمل على تمثيل بلادنا في مثل
هذه المجالات والانشطة الانسانية والابداعية في المحافل الثقافية والفنية العربية والدولية وانشاء المعاهد العلمية والثقافية الخاصة بهذه الجوانب المهمة والمتعلقة او
بالاحرى المرتبطة ارتباطاً عضوياً بالثقافة والآداب والعلوم والفنون والاستفادة من تجارب وخبرات الدول التي سبقتنا في هذا المضمار الحيوي وقد وقع اثناء
حضوره احتفالاتنا باختيار الرياض عاصمة للثقافة لعام 2000م وقع الدكتور كوتشميرو ماتيسيورا المدير العام لمنظمة الامم المتحدة للتربية والثافة اليونسكو
مع صاحب السمو الملكي الامير طلال بن عبد العزيز رئيس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الامم المتحدة الانمائية وقع في تلك الفترة اتفاقيتين
تربويتين في مجال تقنيات التعليم تقدر تكلفتهما بـ000 ،377 ،2 دولار احداهما عن توظيف التقنية في تدريس الرياضيات بالمرحلة الثانوية في المملكة
العربية السعودية وتبلغ مساهمة البرنامج بالمشروع 100 ألف دولار.. وتعنى الاتفاقية الاخرى بالمشروع العربي لنظم المعلومات ودعم التخطيط التربوي
الذي تستفيد منه التربية في دول عربية ويساهم البرنامج في المشروعاً بـ350 الف دولار كما وقع معالي وزير التربية والتعليم، الدكتور محمد بن احمد
الرشيد مذكرة تفاهم مع مدير عام اليونسكو تقدم المنظمة بموجبها مشروعاً لتطوير المباني التعليمية بالمملكة واجراء البحوث بشأن تصميمها وتشييدها
وصيانتها بالاضافة الى ارسال فريق عمل استشاري للعمل تحت مظلة "اليونسكو" لدعم دراسات وابحاث وتقديم الدعم التقني لتحسين المرافق التعليمية
بالمملكة من حيث تصميمها واساليب انشائها وتجهيزها وصيانتها وغيرها من الشؤون المتعلقة بهذا الجانب البالغ الاهمية من ناحية توفير احدث الوسائل
العمرانية والتقنية في العدد الخاص الذي اصدره النادي بالمنطقة بمناسبة اختيار الرياض عاصمة للثقافة واعتبر بمثابة ملف خاص "دارين الثقافية" التي يصدرها
النادي شهريا وشملت مساهمتي مقالا تحت عنوان: "الثقافة وحضارة الانسان" وهذه فقرات منه "ان الثقافة تعكس حضارة الانسان، وتظهر بجلاء تراث
المجتمعات، والحضارة والتراث رصيدان متضخمان في اعماق معطيات الحياة، يؤكدان تقاليد المجتمعات، وعادات شعوبها، وقيمها السائدة، واعرافها، المتوارثة
التي نمت في اجواء البيئة، واحضان الطبيعة بالمفهومات التي تكونت عبر السنين والايام، وعركتها الاحداث، فتبلورت قيمتها، وبرزت مظاهرها، وانتعشت
معالمها، بتجسيد كيانها المادي، واصالتها الروحية فأصبحت معلماً قائماً بذاته يتحدث عن نفسه مؤثراً ومتأثراً بما يحيطه من مظاهر الحياة بطبيعتها وديمومتها.
ان الانسان هو لولب محركه في مثل هذه المعطيات المجتمعية الواسعة، وهي من البديهيات في خصوصياته، وفي حركته الدؤوبة في البناء والاعمار وفي سيرورة
هذه الدلائل والتكوينات الاساسية والبنى التحتية.
وتتم ولادة الثقافة وتبني مرتكزاتها على الاسس المتينة مدعمة بالتجارب والخبرات المتعددة، وفي مناحي الحياة شتى التي يكتشفها الانسان فهي جوهر
مكونات الاشياء في مفرزات تقاليد وعادات وخبرات الآخرين الذين سبقونا في بناء المدن على ارض صلبة وقيم انسانية متجددة ومتطورة ذات مردود ايجابي
في النمو والتحويلات والعطاوات يعكسها التراث البشري، وتتميز بها المدن كمشاعل النور تضيء الطريق، نحو الاعلى والاقوى والاكثر نفعاً والاخلد كياناً
والاكرم ارومة.
والثقافة كانت ولا تزال وستبقى طاقات عميقة الجذور في المجتمعات البشرية، يستمد الانسان من جذورها قواه الفكرية والروحية، وتكويناته المادية ليبني
على ضوئها ومفاهيمه ويضع اللمسات الاخيرة في درب اولويات كينونته الثقافية كإنسان يبني نفسه ومجتمعه متأثراً ومؤثراً بما حوله وبالناس الذين
سبقوه وتركوا له آثارهم ومعطياتهم المدعمة بتجاربهم المعرفية، ومعطياتهم الفكرية ليأخذ منهم ويؤكد وجوده في الحياة على ضوء مفاهيمها الطيبة النائلة
خيراً في الحياة.
انا من دعاة المطالبة ب"نريد" على شكل اقتراح للحوار والمناقشة، وهكذا طالبت "نريد جامعة للتصنيع والتكنولوجيا" عام 1406ه ونشر المقال
ب"مجلة الشرق الدمامية" بعددها 335 تاريخ 25 ربيع الاول 1406ه وما زالت المطالبة مستمرة ان مطلب: " نريد وزارة للثقافة والفنون" ملء السمع
والبصر بعد ان اعلن عن قيام وزارة الثقافة والاعلام في التشكيل الوزاري الجديد التي ستولي ان شاء الله اهتمامها نحو الثقافة والفنون والادب والعلم على
اسس حضارية وتراثية.


عبد العزيز السنيد

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
مسرح
وراقيات
ذاكرة
مداخلات
المحررون
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved