الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 26th May,2003 العدد : 13

الأثنين 25 ,ربيع الاول 1424

الشاعر عبدالله بن إدريس لـ "المجلة الثقافية":
ما زال الشعر في مكانته رغم تعدد الأصوات وكثرة الكلام
الشعر السعودي يوشك أن يتفوق على الشعر العربي في الوقت الحاضر
الشعراء فيهم من أبدع وحلق.. وفيهم من فشل وتزحلق

الثقافية عبد الحفيظ الشمري:
الأديب الشاعر عبدالله بن ادريس ظل وعلى مدى خمسة عقود وفيا للشعر رغم مشاغله الادارية وأعماله في حقل الأدب والثقافة؛ فقد ظل الشاعر ابن
ادريس وفياً لهذا الهاجس الانساني الخفي حتى استطاع ومن خلال طروحاته الشعرية ان يصنع لذاته المبدعة مكاناً بين الشعراء ليعرف بين جيل كامل بتميزه
وتجديده في بناء القصيدة الحديثة. "الشعر سيد الكلام"..
هكذا يصف ضيفنا الشاعر ابن ادريس الخطاب الابداعي؛ بل إن هناك عدداً من القضايا الأدبية والفكرية ناقشناها معه لتكون اجاباته تصويرا حقيقيا لمرحلة
الشعر الآن؛ بل هي استشراف لإمكانية ان يلحق الشعر والأدب بركب العلوم الأخرى..
فحول هذه القضايا وقضايا أخرى كان لنا معه هذا الحوار:
* الشيخ الأديب عبدالله بن ادريس نود ان نسألكم بداية: كيف حال الشعر هذه الأيام..؟.. وهل تراه على ما يرام؟
عبارة "على ما يرام" توحي بكامل الرضا عن واقع الشعر العربي في هذه البلاد وفي جميع أرجاء العالم العربي.. وهو وصف لا ينطبق على الشعر وما يرادفه
من النتاج الأدبي، والفكري، والثقافي، والمعرفي.. بعامة. لكني استطيع القول: ان الشعر في هذه الأيام وان قل كاتبوه يوحي بأنه ما زال متشبثا
"بكرسيه" الحاكم على كل أنواع الكلام.. وان كثر منافسوه. ولكن البقاء دائما للأصلح والأكثر التصاقا بالنفس البشرية والشعر هو ذلك.
* مشروعكم الشعري وعلى مدى خمسة عقود لا يزال بعيداً عن الأنظار.. لماذا؟
كيف يكون بعيداً عن الأنظار وقد نشر كثير منه في الصحف والمجلات المحلية والعربية عبر خمسة عقود.. ثم جمعت كثيراً منه في ديوانين أولهما "في زوفي"
"300ص" من الحجم الكبير.. يعادل "3" دواوين حديثة. وطبع ثلاث طبعات "1404 14121413هـ" كانت الطبعة الأولى "000 ،10"
عشرة آلاف نسخة، أما الطبعتان الثانية والثالثة فكانت كل واحدة منهما "3000" فمجموع طبعاته "16000" ستة عشر ألف نسخة وقد نفدت جميع
طبعاته الآن.
أما الديوان الثاني "ابحار بلا ماء" فقد نشر عام 1419هـ ووزع الديوانان في العالم العربي.. إضافة الى المملكة، وهناك ديوان ثالث تحت الاعداد.
أما تطلعك لكمية أكبر من شعري الذي طبع.. وما سميته "مشروعك الشعري على مدى خمسة عقود".
فأقول: إنني لم أعمل ولم أخطط لمشروع شعري قط.. فأنا لا أكتب الشعر إلا حينما أتفاعل بكل مشاعري وأحاسيسي.. مع هذا الهم.. أو هذا الحدث أو
ذاك.. أو مع أي تجربة ذاتية هي تفرض نفسها عليّ.. ولكني لم أجعل الشعر حرفة لي أوَّظفه هنا أو هناك.. وهذا هو الفارق بين شعري الطبيعة وشعر
الصنعة.
ثم ان المهم ليس في الكم ولكن في النوع والكيف. وأرجو أن يكون "كَيْفُ" شعري خيراً من كمِّه..!
* بمن تأثرت من شعراء الجيل القديم..؟ ومن يطربك منهم؟
منذ شغفت بالقراءة في صغري.. وأنا لا أحدد نوع ما أقرأ.. فكل ما يقع في يدي من كتاب أو ديوان شعر عربي،، أو أية مطبوعة فإني ألتهمه.. دون أن
أركز على شاعر أو شعراء محددين. وبعد أن أصبحت اكتب الشعر.. كبدايات تجريبية.. حاولت الابتعاد عن حفظ الشعر خوفا من أن يدخل في شعري
شيء منه فأتهم بما أنا بعيد عنه.
* أين يقع الشعر السعودي بالنسبة للشعر العربي؟
الشعر السعودي في الوقت الحاضر إن لم يفق الكثير من الشعر العربي في جميع أقطاره فهو ليس أقل مستوى منه؛ اطلاقا.
* ما علاقة شعرك بالنقد؟ وهل أنت على وفاق مع النقاد فيما يقدمونه من نظريات ومناهج؟
علاقتي شاعراً بعلاقتي ناقداً.. علاقة الحس الفني، بمثيله.. فحين يكون الشاعر تكون علاقته الفنية بإبداع الآخر متجانسة كعلاقة الذائقة الفنية بالمذوق،
والصانع بالصنعة.
ولست على خلاف مع النقاد الذين يستخدمون النظريات الغربية في النقد.. فأنا على وفاق في بعض النظريات التي يطرحون.. وعلى خلاف في بعضها
ولكل رؤيته وذوقه الفني.
* نود أن تحدثنا شاعرنا الرائع عن قصة ديوانك الجديد.. هل هو رضوخ للمطالب الملحة؟ أم خطوة ستتبعها خطوات أخرى في سبيل النشر الشعري؟
قد يكون الأمران معاً.. وهو في ذات الوقت خطوة من خطوات النشر.. فيما يصلح نشره.. على ان لبعض الشعراء قصائد ومقطوعات خاصة قد لا
يجرؤ على نشرها لسبب ما.
* تداعت على الشعر شكليات جديدة "مثل قصيدة النثر".. أين تقف منها؟
أنا مع التجديد في الأشكال الفنية.. والمضامين التي تعبر عن التجارب الشعورية بفاصل بين المباشرة الفجة والغموض المظلم. فالقصيدة العمودية،
والقصيدة التفعيلية، وجهان شرعيان للقصيدة الشعرية. أما "قصيدة النثر" فرأيي فيهامعروف منذ زمن "مقولة آخرها يقتل أولها" فما دامت نثراً فهي ليست
بشعر.. ذلك ان الفارق بين الشعر والنثر هو الموسيقى. وليس في الكلام المنثور من موسيقى تشنف السمع وتطرب النفس.. وليس فيما يسمى بقصيدة النثر
إلا ظاهرة التهالك على موهبة غير موجودة لدى أدعياء الشعر.
* شيخنا عبدالله بدأت فنون أخرى تنافس عالمكم الشعري كالرواية مثلا الى متى سيصمد الشعر؟
أخي الكريم: الشعر هو سيد الكلام.. فمتى نطق إبداعيا، فلابد أن تُصغي له الآذان.. وتتوهج معه المشاعر والأذهان. ولن يجلس على عرشه غيره هو..
* كيف ترى تجربة الجيل الجديد من الشعراء؟
فيهم من أبدع وحلّق.. وفيهم من فشل وتزحلق.. وفيهم من حاول ولم يوفق..!
* كيف تنظر الى الأندية الأدبية بعد ان تركتم رئاسة النادي الأدبي بالرياض؟ وهل هي بحاجة الى طروحات أكثر جرأة من أجل ان تتفاعل مع المعطيات
الجديدة؟
الزمن يسير دائما الى الأمام.. وهو في سيره هذا يحتاج الى تغيير.. بين حين وآخر.. في طعامه وشرابه ولباسه وفي جوانب من محطات حياته.. فيما لو
تصورناه ككائن حي..!
ومعنى ذلك إن لكل مرحلة من مراحل حياة الكائن الحي ما يوجب التغير الايجابي.. وبخاصة ان الأندية الأدبية قد ألحقت بالنصف الأول من مسمى "وزارة
الثقافة والاعلام" كجزء من توحيد الجوانب الثقافية في جهة واحدة، مما نأمل ان يكون له مردود ايجابي فاعل.
* الهجمة الروائية الجديدة ممثلة بالابداع السعودي.. كيف ترى تطورها وإقبال القارئ عليها؟ وهل هي ظاهرة متمكنة أم نزوة ستذهب؟
إن كانت هجمة كهجمة "ديموقراطية" أمريكا الدموية على العراق فويل لمن يدس سمه في دسمها.
ولكني أبرئها من هذا التشبيه.
وأرجو أن تكون لسان صدق وحق..بوجه المجتمع الى الخير والسمو القيمي.. والحق إنني أستغرب هذا التشارع و"التكاثر" في الروايات المحلية.. حتى لكأنها
أو لكأن بعضها قد استنسخ كما النعجة "دولي".
* لديك سيرة اجتماعية مميزة وتجربة انسانية رائعة.. كما أنك ابن قرية وريف.. هل ستكتب رواية تحمل رائحة ذلك الماضي الجميل؟
كأنك بهذا السؤال تضع "توقيعك" على ما يقال: إن هذه الروايات هي سيرة حياة كاتبها. وأنا قرأت بعض روايات نجيب محفوظ وأهمها وأخطرها
"أولاد حارتنا".. يروي فيها حياة المجتمع.. وليس السيرة الذاتية..!
أنا أمني نفسي بكتابة سيرة حياتي.. ولك ولغيرك ان قدر ذلك أن تسموها رواية حياة أو سيرة حياة.. ولكني حقيقة لم أقرأ رواية سعودية كاملة حتى
الآن. أقصد بالكمال قراءتها من الغلاف الى الغلاف..!
* تدفق المعلومات وتطور الآلة ومحفزات البصر كثيرة.. كيف ترى دور الكتاب في ظل هذا التواثب المعلوماتي المذهل؟ وهل سيكون الكتاب بصفته الحالية
من بقايا الماضي؟
هذا التواثب المعلوماتي المذهل كما تسميه هو في المحصلة النهائية نعمة من نعم الله جل جلاله على البشرية التي يجب ان تفتح بصائرها في التعامل
مع الله الذي خلق هذا التطور العلمي المذهل {$ّاللَّهٍ خّلّقّكٍمً $ّمّا تّعًمّلٍونّ} أي خلقكم وخلق أعمالكم.. وفي رأيي ان قيمة "الكتاب" ستبقى الى ما شاء
الله من الزمان الطويل.
فلا شيء يحل محله.. مع كل المذهلات من المخترعات. والله أعلم بمصائر الأمور.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
مسرح
وراقيات
ذاكرة
مداخلات
المحررون
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved