الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 26th May,2003 العدد : 13

الأثنين 25 ,ربيع الاول 1424

الثقافة طائر يحب الحرية
الثقافة هي الطائر الذي يحب الحرية، يغرد في الجو ويقع على الشجرة التي يريد بعكس الإعلام القفص الذي يقيد البلبل.. ولكن لعل لأخيك عذراً وأنت
تلومه.. ولعل المملكة العربية السعودية تخوض تجربة فريدة تتميز بها عن ما هو مألوف عن وزارات الاعلام. ولاسيما ان منطقة الشرق الأوسط ولاسيما
دول الجوار المماسة أصبحت تفاجئنا في مبادرات نتمنى لها المصداقية.
والمثقف السعودي وهو ما أعتقده يتطلع الى الثقافة ان تكون وكالة مستقلة لا ترتبط بوزارة الاعلام إلا بشخص الوزير الذي لعله يطوع مراقبة المطبوعات
أو أي مراقبة ان تغض الطرف لمزيد من حرية المرور وانسياب حركة الثقافة وألا تقيدها أغلالا ولعل الايجابية بجعل الثقافة تحت مظلة الاعلام هو لم شتاتها
بمسمى واحد.
وهنا أجزم ان المثقف السعودي يتطلع الى ان تكون الوزارة داعمة ماديا ومعنويا لنشاط الثقافة من حيث: حرية النشر وتشجيعه واقامة معارض الكتب
الدورية دوليا واقليميا ومحليا والتشجيع المادي للمؤلفين والباحثين. واقامة المسارح في المناطق على مختلف أشكالها الترفيهية والثقافية وبناء دور السينما الهادفة
اجتماعيا وثقافيا. وإحياء دور الترجمة للابداعات الأجنبية العالمية مما يلقح الثقافة الوطنية بكل ما هو مفيد وجيد. وقد يحكم المثقف السعودي على الثقافة من
خلال الكوادر المكلفة فإما ان تكون شخوصا تنهض بالثقافة وفق ثوابت لا تنازل عنها واستراتيجية تفتح النوافذ للهواء الطلق مع بناء مضادات لا تسمح
للرياح ان تقتلع الوطن المشرعة نوافذه أو ان تكون عكس ذلك.
وأهم من كل ما ذكر ان تضطلع الثقافة بمركز البحوث والدراسات لتقييم المنتج الثقافي وتوجه ما أعوج وترشد ما ضعف وتقدم الابداع الخلاق وتعطيه
الافضلية للمرور بالسرعة المتاحة، وان تكون الأفضلية للاستحقاق الثقافي والعطاء الخلاق بصرف النظر عن الشخوص.
ولا بد ان يضطلع المركز بالنشر دوريا وتقديم التقارير للمؤسسات الرسمية والدينية والأهلية. بما يراه جديراً بالاطلاع عليه من المنتج الثقافي، سواء ما يتعلق
بنقد الظواهر الاجتماعية أو سبر رغبات المجتمع أو ما هو ضروري لخدمة القضايا الاجتماعية والأمنية. ولا بد ان تأخذ الثقافة مكانها اللائق بها في نفسية
المجتمع وألا تترك مكانها للثقافة من خارج الحدود.
المعوقات الثقافية والادارية في بلادنا كثيرة والقضاء عليها سهل وميسور وأهمها القناعة بأن هناك معوقات وان تناط المسئولية بالقادرين وأهل الاستحقاق
والجدارة المسكونين بهموم الثقافة وان تجنب الثقافة الأزقة الضيقة للبيروقراطية، وان تطلق المبادرات الفردية والمناطقية، وان ترفع الوصاية من هنا أو هناك.إن
تفعيل الارتباط الاداري للمؤسسات الثقافية القائمة عبر إلحاقها بوزارة الاعلام، لا يصعد أداؤها الفكري أو الأدبي إلا إذا دفن القائمون على الوزارة مقص
الرقيب وليشهد دفنه طائفة من المثقفين.


د. محمد بن صنيتان

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
مسرح
وراقيات
ذاكرة
مداخلات
المحررون
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved