الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 26th May,2003 العدد : 13

الأثنين 25 ,ربيع الاول 1424

ماذا يريد المثقف من وزارة الثقافة؟!
أحمد علي الشدوي

أتيحت فرصة نادرة أمام وزارة الثقافة بضم جميع الميادين الثقافية في وزارة واحدة، حيث انضم لها الكثير مما كانت تقوم به العديد من الجهات الحكومية.
إن صهر هذه المساحات في بوتقة واحدة يعطي زخماً هائلاً من الخبرات والكفاءات والإمكانات، وهو وإن كان يعطي الوزارة دعماً سخياً إلا أنه يحملها
مسؤولية ضخمة أيضاً تجاه ما الذي يمكن أن تضيفه، ليس ذلك فحسب، بل تجاه المطلوب منها.
فالمثقف يريد أن يرى وعلى وجه السرعة إيجاد تنظيم حقيقي يضمن التفاعل الإيجابي بين هذه المكونات، في السابق، كان كل مكون يرى نفسه نظاما كلياً
يلزمه أن يأخذ من كل بحر قطرة، كي يفي بالمتطلبات التي تؤهله للبقاء في النظم الثقافية، ولذا كنا نراه دائماً يضع لبنات جديدة، حتى إذا ما نمت هذه
اللبنات أصبح غير قادر على تطويرها، وحتى غير قادر على مسايرتها، فيضيق الإطار وتحدث الانبعاجات التي طالما حدثت وشغلت الكثير من الوقت لهذه
المكونات، يحدث هذا للتوسع الأفقي المستمر دون القدرة على التوسع الرأسي، لذلك فالمطلوب أن تكون هذه المكونات أنظمة جزئية داخل النظام الكلي،
وفي نفس الوقت نريد أن تكون هذه المكونات أنظمة كلية لمكوناتها الداخلية، تحدث فيها التفاعلات المثمرة والمتخصصة. ويمكن لهذا أن يحدث إذا حدث
المطلوب الثاني من وزارة الثقافة وهو التفرغ لرسم السياسات العامة التي تساعد في نماء هذه التنظيمات وترك الإدارة، إن الانغماس في الإدارة لن يؤهلها
للقيام بمهامها المطلوبة، يكفي أن تهتم بتحديد الأهداف العامة، وترك الأهداف التفصيلية للمؤسسات الثقافية كي تتمكن من رسم الاستراتيجيات الخاصة
بها، ليس المطلوب مضاعفة الموجود من المؤسسات الثقافية، وليس المطلوب توسعة الموجود أيضاً، بل المطلوب تفنيد الموجود وإعادة تشكيله، لا نريد
التدريب على مطابقة البصمات، بل نريد التدريب على إعادة التأهيل لترسيخ مفهوم ثقافي قابل للحياة، لا نريد خلية قابلة لآلاف الانشطارات ضعيفة البنية،
بل نريد أجندة قوية قابلة لمجابهة الحياة الثقافية العالمية والتفاعل البناء معها. لا نريد وزارة الثقافة أن تقوم بدور الأب المسؤول عن كل متطلبات الأسرة، بل
نريدها أن تكون القلب الذي ينبض بالحياة، ويمد سائر أعضاء الجسم بالحركة المستمرة، لا نريد من وزارة الثقافة أن تكون الوظيفة نجمها بل نريد أن يكون
الإبداع نجمها والإنتاج قمرها.
لا نريد وزارة الثقافة أن تبدأ من حيث بدأ الآخرون بل نريدها أن تبدأ من حيث انتهوا، نريد من وزارة الثقافة الاستفادة من التجارب الثرية في الجنادرية
ومؤسسة الملك فيصل وغيرها من المؤسسات الثقافية في الداخل والخارج، وخاصة منظمات المجتمع المدني وذلك للاستفادة وليس للتقليد والمحاكاة.
وهي من أجل أن تقوم بذلك يلزمها الكثير من الجهد، من جميع المعلومات وتحليلها ودراستها وفرزها في أيقونات واضحة سلفاً.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
مسرح
وراقيات
ذاكرة
مداخلات
المحررون
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved