وكانت تعرف قديماً بهذين الاسمين "ذات غسل غسل" لورودهما في الشعر العربي. |
ويقول الدكتور عبدالعزيز بن راشد العبيدي:(4) بأن المصادر تجمع على أن ذات غسل أو ما يعرف اليوم "بالقرائن" بلدة قديمة جداً كانت معروفة قبل |
البعثة المحمدية وسكانها قبائل عربية مشهورة وخلدها الشعراء في شعرهم بل إن هذه البلدة تعد من أقدم بلدان الوشم عمراناً. |
وبلدة غسلة بالقرائن لها أهمية كبرى بحكم موقعها واختيار هذا المكان مسكناً منذ القرون الأولى من البعثة النبوية بل قبل ذلك ولم يكن هذا الاختيار عبثاً من |
قبل القبائل العربية بل لوفرة المياه وسهولة الأرض. وهذه البلدة تتوسط بلدان منطقة الوشم وتقع بين سلسلتين من الجبال من الناحية الجنوبية ومن الناحية |
الشمالية ويحدها غرباً صفراء القرائن ويحدها من الشرق وعلى بعد خمسة كيلومترات الرمال الذهبية "نفود الوشم" أما من جهة البلدان فتحدها محافظة شقراء |
من الجهة الشمالية.. وبلدة الوقف من الجهة الغربية.. وبلدة أثيثية من الجهة الجنوبية.. وتبعد عن محافظة شقراء ثلاثة كيلومترات.. وعن مدينة الرياض مئة |
وثمانين كيلاً ويخترقها طريق الرياض/ الحجاز القديم.. وفي الوقت الحاضر تعد مركزاً تابعاً لمحافظة شقراء. |
أشهر المعالم الأثرية |
1 قصر البليهد التاريخي.. يقول الأستاذ الأديب عبدالكريم الجهيمان (5) متحدثاً عن هذا القصر بعد أن تكلم عن والد الشيخ محمد بن بليهد فيقول "أما |
بيته الذي يسكن فيه فهو يدل على أنه بيت زعيم.. بيت عز وكرم ومن الخطأ أن نسميه بيتاً بل إنني أعتبره قلعة حصينة بابها يدخل معه الجمل بما حمل كما |
أن صالة الجلوس أو محل صنع القهوة والشاي تقوم على أربعة أعمدة وتتسع لعشرات من الضيوف وفي داخل هذا القصر بئر عذبة الماء لو جرى حصار |
للقصر فإن لدى سكانه الماء والغذاء لفترة طويلة من الزمن.. كما أن له عدة مخارج جانبية لو اضطر ساكنه إلى الهرب. وهذا القصر في قلب قرية غسلة |
وبجوار مسجدها الجامع" أ.هـ. |
تقول إحدى الشاعرات عن قصر البليهد: |
وقد بُنى هذا القصر منذ عدة قرون ولا يزال معظمه صامداً رغم مرور الزمن بطرازه المعماري القديم.. |
2 ومن المواقع الأثرية والتاريخية "مسجد النميري" ويقع في وسط وادي النميري غرب بلدة غسلة على بعد ستة كيلومترات.. وقد بُنى هذا المسجد من |
الحجارة دون أن يمسه أو يخالطه أسمنت أو غيره.. وبقرب هذا المسجد توجد بعض الآبار الصغيرة وهي ما تسمى "بالحساوة" ومن أسماء هذه الآبار الصغيرة |
حسو الغين وحسو الراشدية وحسو السعيدية وحساوة حمود بن زومان. |
3 ومن المعالم الأثرية: الدوائر والمثلثات الحجرية.. وتقع في صفراء الوشم مروراً بصفراء القرائن و تمتد بشكل متصل لمسافة تزيد عن ثلاثين كيلاً.. وهي |
عبارة عن أعداد كبيرة من المثلثات والدوائر الحجرية متفاوتة الأحجام وتتجاوز قاعدة بعض المثلثات المتر وبعضها يصل إلي المترين.. وقد اختلفت الآراء |
فيمن وضعها وكذلك تاريخ وجودها وما المقصود من ذلك..\ |
4 ومن المعالم الأثرية: "المرقب" ويقع في قمة الجبل الجنوبي المطل على البلدة وقد بُني للحراسة ومراقبة الأعداء والرصد للذئاب حتى لا تتعدى على |
الأغنام.. وقد بُني من الحجارة الكبيرة دائري الشكل وله فتحة صغيرة للدخول معها عليها باب من الحجارة ولهذا المرقب فتحات صغيرة لمراقبة الأعداء |
ويصل ارتفاعه إلى خمسة عشر متراً تقريباً.. |
5 ومن المعالم الأثرية: سور البلدة القديم ويبلغ محيطة 1500 متر وارتفاعه سبعة أمتار وقد بني من الطين على شكل عقاد وسماكته من القاعدة تصل ما |
يقارب مترين وقد بُنى على شكل سورين منفصلين بينهما فضاء ولهذا السور باب واحد يسمى "باب الخنساوي" من الشمال عليه رجال أقوياء.. ولهذا |
السور عدة أبراج ومقاصير.. ويحيط هذا السور بحي البلاد. |
6 من المعالم الأثرية: سور البلدة الجديد ويبلغ محيطه 1750 متراً وارتفاعه ما يقارب من عشرة أمتار وبُني من الطين على هيئة عروق وبُني أيضاً على |
شكل سورين متوازيين بينهما فضاء مملوء بالرمل. وعرضه مابين متر ومترين وعلى هذا السور باب يقال له "باب العلاوة" من الجهة الجنوبية.. ويتخلله |
أبراج ومقاصير لا يزال بعضها باقياً رغم عوامل الطبيعة.. وبعد، فهذه أبرز المعالم الأثرية والتاريخية الموجودة في بلدة غسلة بالقرائن.. ونأمل من وكالة الآثار |
والمتاحف زيارة هذه البلدة التاريخية وتسجيل ما يوجد فيها من آثار قديمة.. |
|
عبدالرحمن محمد البليهد |
ص.ب: 765 شقراء: 11961 |
|
المراجع |
(1) معجم البلدان المجلد الرابع ص204. |
(2) المصباح المنير لأحمد المقري الطبعة السادسة. |
(3) معجم البلدان ص204. |
(4) غسلة بالقرائن بلد الأمجاد من الآباء والأجداد تأليف عبدالرحمن محمد البليهد. |