رسائل ربما تصل!
رسالة إلى البحر!
|
* إبراهيم الشمراني
تُرتبُ الصمتَ وتقرأ حديث الأشرعة..!
وحيدا هناك تبتلعُ غصةَ وحدتك وغموضك..!
مهيبا تتلو في خشوع زرقة السماء حتى الغروب..
وترسل في ليل الساهرين مشهدَ قمر يريد أن يكون
على صفحتك عنوان عشق وعطرَ ساهرين..!
حنونا يلجأُ إليك المتعبون يقاسمون همتك آهاتهم..!
شاسعاً يسافرُ في امتدادك الباحثون عن قافية..
غنياً كي يجتمع على شواطئ كرمك كل هؤلاء
تطعمهم وتسقيهم سفراً وشعراً وتسبيحات عائدين..!
وحدك ووحدك تنتظرهم دوماً لا ترد متبعا منهم..!
لم تبدّل لونك ولا اسمك ولا عنوانك منذ القدم..!
وفيا تتحمل في سكون عتبَ المغدورين وشتيمة الغادرين!
يسكنك التاريخ وتختبئُ في محاراتك أسرار الماضي..
شامخاً رغم انبساطك لم تغيرك تحذيرات طارق..!
وظللت في الأمام وبقيت حرائق السفن وخيبة الأعداء!
وحدها الجغرافيا تأخذك ظلا أزرق في ورق الخرائط..!
ووحدك تحضن تضاريس الحياة وتودعها كل يوم ولا تملّ!
عميقاً جداً كي لا تذيع لأحد سراً وتعبا جدا كي
تثور فجأة وتلقن الشواطئ والمراكب والعابرين درساً في الآهة..!
وحدك كل هذا ووحدي هنا أتعلمُ منك
كيف أثرثر في صمتَ دون أن يسرق الشعراء قافيتي..!
وحيدا أفهمُ قضيتك في هذه الحياة وأؤمن
أن الثرثرة عبثٌ لا يفيدُ وأمضي أزين
وحدتي بحبر جديد رغم كل هذا الزِحَام..!
ss999@hotmail.com
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
