الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 26th July,2004 العدد : 69

الأثنين 9 ,جمادى الثانية 1425

(الثقافية) تفتح ملف أدبي الشرقية (الحلقة الثانية)
أين موقع (المرأة) من اهتمامات النادي؟!

* إعداد : سعيد الدحية الزهراني:
لم تأتِ مشاركة العنصر النسائي من مثقفات ومبدعات المنطقة الشرقية أقل حدة في هذه الحلقة من مشاركات العنصر الرجالي في الحلقة السابقة، بل نقلت هموم شريحة كاملة مغيبة تماما.
ما تجدر الإشارة إليه حقا هو أن أدبي المنطقة الشرقية منذ أن أُسس قبل خمسة عشر عاما لم يطبع إلا عملا واحدا فقط باسم امرأة!! وفيما يلي نعرض مشاركات عدد من مثقفات المنطقة الشرقية فيما يتعلق بالنادي الأدبي هناك، حيث شاركنا كلٌ من الأستاذة سارة الخثلان، والأستاذة هدى المعجل، والأستاذة نورة الأحمري، والأستاذة نوال اليوسف.
منتدى الشرقية الثقافي النسائي
وقد جاءت أولى المشارَكَات من الأستاذة سارة الخثلان رئيسة منتدى الشرقية الثقافي النسائي حيث جاءت مشاركتها متزنة وفضلت أن تبدأ من الموضع الذي يفترض أن يكون مبتدأً، فقالت: في الحقيقة، النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية يحتاج إلى دماء جديدة تعيد إليه الحياة وتقود دفته بعقلية طموحة وبتجديد وحيوية ونشاط.
وأدبي الشرقية مع الأسف كبقية الأندية الأدبية الميتة في كثير من المناطق ما عدا أدبي جدة، فهو للأمانة استثناء خاص جداً. ولا أريد أن أطيل أو أزيد في حديثي، ولكني سأشير إلى أمور أرى أن النادي لا يُنَاقش إلا من خلالها، وهي رئيسات محددة يندرج تحتها فروع عدة.
أبرز ملاحظاتي على النادي تدور حول العنصر النسائي، فأدبي الشرقية مع الأسف أغلق كل الأبواب والمنافذ أمام المرأة المبدعة والكاتبة والشاعرة والقاصة والمثقفة عموما.. وليتني أعلم لماذا؟!
بالتالي عندما وجدت المرأة في المنطقة الشرقية هذا الجفاء من الأدبي الذي كان من الواجب عليه رعايتها والاهتمام بها.. أقول اتجهت مباشرة بحمد الله من خلال جهود يسيرة وفردية ومتواضعة فاستطاعت المرأة في الشرقية أن تؤسس ما أسمته ب(منتدى الشرقية الثقافي النسائي)، وها هو الآن أصبح معترفا به وذا حضور مشرف لدى جل المناشط الثقافية العربية.. وما يؤلمني أن هذا المنتدى أصبح معرفاً به كما أسلفت في الخارج أكثر من الداخل. وأتمنى أن يأتي الوقت الذي يكون فيه للرجل وجود حقيقي مثلما له وجود رمزي الآن من خلال مناقشة نتاجه وإبداعه لدينا في المنتدى.
هذا من جانب، أما الجانب الآخر فهو ما يتعلق بالفكر الإقصائي.. وللأسف النادي نمط نفسه منذ البدء وتبنى سياسة الفكر الإقصائي تجاه المرأة الموهوبة والمتابعة أيضاً. وأملنا أن يتجه الناي إلى ما هو أجدى من هذا، وأن يحاور الآخر ويقبل به ويتفاعل معه، وألا يصر على هذا التجني.
كما أود أن أشير إلى مطبوعات النادي، وبكل صراحة مطبوعات النادي لم تخدم المثقف والمهتم بالشأن الثقافي في المنطقة الشرقية، سواء رجالا أو نساء، مع العلم بأنني لا أجد فارقا ما بين أدب الرجل وأدب المرأة، فالأدب هو الأدب أيا ما كان مصدره. وعلى أي حال أذكر أنني عندما افتتح النادي الأدبي بالشرقية اتجهت إليه بفرح وسرور عميقين.. كيف لا، وهذا الصرح الذي أسس لخدمة الأدب والثقافة والمهتمين بهما يفتتح في منطقتي، وقدمت إليهم مجموعة قصصية لي، لكن لم يكتب لها النور من خلال النادي.
وختاما، فإني على أمل كبير في أن يتجه نادينا العزيز إلى ما يخدم بصدق أبناء المنطقة، وما من شأنه دعم عجلة الثقافة المحلية لدينا. كما أود أن أؤكد على أننا في منتدى الشرقية الثقافي النسائي على أتم الاستعداد للتعاون مع نادي المنطقة الشرقية الأدبي، وآمل أن نتجه معاً إلى ما هو مأمول منا.
النادي وسياسة المماطلة
أما الأستاذة هدى المعجل، فقد ركزت على جانب إصدارات النادي التي لم يكن حظ المرأة منها إلا مطبوع واحد فقط.. وقد جاء ذلك في سياق حديثها حيث قالت:
فضاء الأدب رحب فسيح، لم يُجَر لصالح فئة دون (أو ضد) فئة أخرى، فلكل فرد حرية تعاطيه، والنهل من مصادره إن وجدت وكيفما شاء، وبالتالي فإن سقف الحرية المتاح لا يحتمل تقنينه وفق أهواء وقناعات وأحكام شخصية متعسفة لا تعتمد على مرجعية ثابتة، ولا تأخذ بمبدأ (وأمرهم شورى بينهم) بل تحكم وتقرر وتلزم بالتنفيذ رغماً عن أنوف المعترضين و المتطلعين نحو انفتاح الأدب وإثرائه وربطه بقنوات اتصال أخرى داخلية وخارجية، بجانب ضخ دماء جديدة تشارك في محو الرتابة المعتمة والتكرار الباهت.
لذا فإننا حينما نتوجه بأنظارنا صوب (النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية الدمام) نرى قصوراً بادياً على السطح، وظاهراً للعيان، لعل أهمه احتكار أنشطة النادي لصالح أعضائه وأسماء بعينها دون تجديد يذكر (إلا ما ندر)، وبصفة اقليمية يدركها المتابع عن كثب سواء لأمسيات النادي القصصية أو الشعرية، ولجماعة السرد نصيب مما ذكر، وربما عانى بعض أعضاء الجماعة من تدخلات في الأسماء المقترحة لتسهم في أنشطته كتدخل الأستاذ عبدالرحمن العبيد ضد الأديبين تركي الحمد ومحمد العباس، رغم ما لديهما من فكر متجدد يرنو نحوه مثقفو المنطقة، وفي تدخله شيء من الديكتاتورية المحضة والتعسف.
أيضاً الاحتكار والاقليمية تشهد بواقع حدوثهما مطبوعات النادي في اقتصارها على أدباء المنطقة (تقريبا)، واستئثار بعض من أعضاء النادي بالأولوية في طباعة مؤلفاتهم، وبمرور سريع على إصدارات النادي يتأكد لكم ما ذهبت إليه.. نجد أن أول إصدار عن النادي كان عام 1412هـ وآخر إصدار كما يبدو لي أتى عام 1424هـ، نصيب المرأة من تلك الإصدارات مؤلف واحد طبع عام 1424هـ (الاغتراب والحنين بين شعر المشارقة والأندلسيين في القرن السادس الهجري)، وأصل الكتاب دراسة علمية نالت بها المؤلفة (مها بنت عبدالله الزهراني) درجة الماجستير في الأدب العربي.. فهل المنطقة قفر من المبدعات على مدى العمر الزمني لإصدارات النادي؟؟ أم لرئيسه تطلعات وشروط تعجيزية؟؟ أو ربما عدم قناعة بأحقية المرأة في الظهور الأدبي والثقافي، وأن مقرها الرئيس البيت وحقها في العطاء تمارسه في المطبخ وللأبناء والزوج؟؟ فقد مورست سياسة المماطلة ضد مثقفات تقدمن بنتاجهن للطباعة لدى النادي، وهناك تجربة لزميلة حرف تقدمت بباكورة عطائها القصصي للنادي فانتهج أسلوب المماطلة لفترة حارت فيها، حيث لم تحصل على موافقة على الطباعة، ولم يصلها رفض.. امتدت فترة المماطلة فما كان منها إلا أن سحبت الكتاب.. أضف إلى ذلك أننا حينما نتعامل مع بعض من أعضاء النادي لا نشعر بأنا نتعامل مع نادٍ أدبي، فالنادي يمارس سياسة القمع ضد المرأة حتى في إيجاد مقر لها لتعاطي الأدب مع الاحتفاظ بخصوصيتها.. وإلا لما حدث ما حدث بشأن أمسية أميمة الخميس القصصية وعدم تهيئة مقر في النادي الأدبي لإقامة الأمسية.. فتكرمت جريدة اليوم باستضافة الأمسية في قاعة بالقسم النسائي، كما أن الإعلان عن الأمسية كان مغيباً سوى ما نشر في صحيفة اليوم على استحياء، وغيب كذلك عن أمسية سابقة للقاصة فاطمة الرومي وكان الحضور في القسم النسائي امرأة واحدة لا أكثر، وفي القسم الرجالي أعضاء النادي والوجوه المعتاد تواجدها.
قضية نادي المنطقة الشرقية الأدبي تمس مثقفي ومثقفات المنطقة وليس شخصاً دون آخر، والسكوت والتسليم بما يمارس ضد الأغلب من تعسف وديكتاتورية يؤدي لاستفحال الوضع.. ولعل في تجديد الدماء حلاً قاطعاً لهذه القضية.
السياسة الحزبية والتفضل
وتأتي مشاركة الأستاذة نورة الأحمري متطرقة إلى أسلوب النادي في التعامل مع المرأة إلى جانب أمور أخرى، حيث قالت: وميض الأزمنة المتربة للقاص عبدالله الوصالي كان آخر إصدار للنادي الأدبي الشرقي، وبنظرة فاحصة على القائمة في مؤخرة الكتاب، والتي من خلالها يستعرض النادي حجم إصداراته ليكون الرقم 51 إصدارا بما فيها الأخير للأستاذ الوصالي، بمعنى أنه منذ قيام النادي إلى الآن وخلال 15 عاما هذا هو الإنجاز الذي زج به في الساحة الأدبية والثقافية على اتساع الرقعة الجغرافية لدينا، ويجب أن أشير هنا إلى أن كل هذه المنجزات يجب أن يسقط منها 12 عددا من ملف دارين، فيتبقى لدينا 39 كتابا وهي تصنف كما يلي:
8 دواوين شعرية، 6 إصدارات قصصية، 25 كتابا متفرقة ما بين مقالة وبحثية.
والنقطة التي أصابتني بالذهول أن القائمة لا تضم إلا قلما نسائيا واحدا وهو اليتيم.. ما أخلص إليه أن النادي الشرقي ليس لديه مشروع ثقافي ولا حتى توجد لديه رؤية حقيقية للحراك الأدبي.
ولي معه تجربة مريرة، وأنا لا أقصد بالمرارة تلك التي تتمثل في البيروقراطية للمؤسسة، بقدر الكآبة في ذلك الأسلوب الذي عوملت به وكأن العملية تفضل.. خاصة أن المتقدم كان صوتا نسائيا، وما أعلمه أن النادي لديه سياسة غريبة، والمثقفة خارج هذه الخارطة السياسية، حتى الصوت الذكوري لم يُستثنَ من ذلك، فالكثير من الأدباء الشرقيين لا يتعاطى النادي معهم أبدا بسبب الهيئة العامة لفكر النادي الأدبي، فبسبب النادي الأدبي أعلن منذ فترة وفاة ملتقى السرد ليتضح لدينا عدم جدية النادي فيما يطرح، فمشاريعه ورقية.. والذي بات واضحا أنه يفرض منهجية غريبة أدت به إلى الإصابة بالشلل الرباعي الناتج عن تجلطات في الكثير من الشرايين العلوية والسفلية.. فهذه الحالة الآن لا تفيد فيها الحقن ولا حتى الأدوية.. فقط ننتظر..؟؟؟
النادي.. وضرورة الهيئة النسائية
أما الكاتبة الصحفية نوال اليوسف فترى أن النادي الأدبي في الشرقية لا يهتم بالمبدعين والمبدعات الجدد، كما أنه لا يسوِّق إلا لمن لهم صلة بالأفراد الذين يديرونه فقط، حيث قالت: أطالب بتغيير الكوادر التي تدير النادي الأدبي بالشرقية من الرجال وبانتخابات من قِبَل المثقفين لاختيار رئيس النادي والأعضاء الذين ينظمون العمل فيه.
كما أطالب بتكوين هيئة نسائية تتولى تنظيم العمل الثقافي النسائي بالمنطقة الشرقية ككل، تنبثق منها لجان نسائية بمختلف المحافظات التابعة لإمارة المنطقة الشرقية.
وتضيف اليوسف قائلة: لدينا في القطيف نساء مميزات في الرواية والشعر والمقال وفن القصة والفن التشكيلي والفن المسرحي، وهن بحاجة إلى من يفسح لهن الطريق، وكذلك إلى الدعم والمساندة من وسائل الإعلام ووسائل تقديم الثقافة، وهذه الفئة النسوية المبدعة تستحق أن يكون لها فرع للنادي الأدبي في محافظة القطيف بغرض لم شملهن ومنحهن فرص دعم مسيرة الثقافة النسوية في المنطقة والوطن الحبيب.
كما أعرف من خلال عملي الصحفي السابق في صحيفة اليوم بالشرقية أن ثمة مبدعات في الفنون المختلفة لا يزلن يراوحن في صفحات القراء، ومبدعات أخريات في فن الكريكاتير، وبالتحديد من الجبيل لم تتوافر لهن الفرص، وغيرهن الكثيرات في المجتمع، إما مازلن يبحثن عن فرص الوصول، أو لم يكتشفهن أحد، أو لا يعرفن الطريق إلى الوصول.
إن المرأة في الشرقية لا تستطيع مواجهة السلطة الذكورية في وسائل الإعلام، حيث قليلات منهن من يستطعن التخلص من سلطة الرجل الذكورية في وسائل الإعلام وفي الأسرة أيضا، التي تصادر حق المرأة والفتاة في تقديم منتجها الأدبي للجمهور، وفي وسائل تقديم الثقافة (الأندية الأدبية) وفي المجتمع الشرقاوي. إنني أتطلع إلى أن تصبح المرأة المثقفة في الشرقية امرأة تصنع الثقافة كمشروع حضاري ممتد تستفيد منها الأجيال القادمة، وليس فقط مستهلكة للثقافة وأدواتها، أو تصاغ لها الثقافة مع لمسة منها بسيطة في صياغتها وتقدمها للمجتمع على أنها من صاغ العمل الأدبي.. ففي عالم الثقافة النسائية الأدبية ليس كل ما يلمع ذهباً.
بعضهن يكتبن الشعر ولا يجدن قراءته في أمسيات التلميع بحضور المتلقين، وبعضهن يكتبن الشعر ولا يجدن فرص قراءاته عبر الأمسيات الأدبية، وبعضهن يكتبن القصة والرواية ويكتبن الشعر ولا تصنعهن أقلام من يتعاملون مع الملاحق الثقافية في الصحف السعودية.
وتتابع قائلة: النادي الأدبي في الشرقية يحتاج أن يوجه اهتمامه أيضا نحو إنتاج المبدعين الشباب من الجنسين، وأن يمنحهم الفرص لطرح ثقافتهم الشابة على الجماهير المتلقية، فالثقافة الرفيعة النابعة من حياة المجتمع هي الأكثر قدرة على ترك بصماتها بين الشباب والشابات، خصوصا تلك التي تجمع بين الحديث وما هو موروث من تاريخ الثقافة الإنسانية وما يستشرف المستقبل، كما أرى أنه إذا ما تم تخصيص لجنة أو هيئة نسوية تتبع النادي الأدبي، عندئذ أتطلع إلى أن يتم اختيارها بعناية وألا نرى نفس الوجوه النسائية المسيطرة على الساحة التي تقودها أو تقود المشاريع النسائية النهضوية الجديدة في المنطقة الشرقية، بل يفضل أن تُعطى الفرص للدماء الجديدة وأن تكون كبريات السن من الأكاديميات وممن يحملن الدكتوراه مستشارات في اللجان فقط ولَسْنَ مسيطرات عليها، باعتبار أن بعض النساء دائما هن ضد أنفسهن، وإذا ما منحن فرص الإدارة اعتقدن أنهن الكفاءات فقط فيجرن على غيرهن؛ لذا يجب اختيار من هن خارج إطار هذا الفكر الذي لا يمنح للأخريات الفرص! كما نتمنى ألا تقتصر الدعوات للحضور في حالة وجود مشاركة نسائية إلى جانب المشاركة الرجالية على فئة معينة من المثقفات، أو الإعلاميات، وأن يتم الإعلان عنها بصورة كبيرة قبل الحدث، كما وعلى من يقومون بالتغطية الصحفية للأمسيات الشعرية أو القصصية أو سواها من الفنون الأدبية الابتعاد عن العلاقات المصلحية والشخصية التأثير في تغطياتهم الصحفية للأحداث الثقافية على حساب جودة المنتج الأدبي، حتى لو كان ذلك يختص بالقراءة للنصوص وعلى حساب الشخص الكفء نصا وقراءة، بل عليهم أن يلتزموا بالحيادية والموضوعية والمصداقية حتى لا يخسروا ثقة القارئ الذي حضر الأمسية الأدبية.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved