الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 26th September,2005 العدد : 124

الأثنين 22 ,شعبان 1426

فشلنا الثقافي
الانتخاب!!؟ (1)
خالد أحمد اليوسف

بدأت الأندية الأدبية في المملكة العربية السعودية في منتصف التسعينات الهجرية بداية متفائلة، طموحة متطلّعة إلى غد مشرق يخدم الأدب والأدباء والوطن عامة، ثم تتالى الأمر بافتتاحها إلى أن وصلت ثلاثة عشر نادياً أدبياً، وبعضها ثقافياً..!! ولن ينكر ما قامت به أو أنتجته أو رعته واحتفلت به أو شملته بعنايتها إلاّ جاهل، وقد يكون ناكراً للجميل!، لأنّ التطلُّعات التي أسست من أجلها كبيرة، والحلم تحقق، والنتائج والحصاد كان مربحاً، ويؤكد هذا الواقع التاريخي خلال ثلاثة عقود حفلت بنجاحات جميلة رغم تفاوتها وتباينها بين ناد وآخر!، ولن ننسى أنّ الطموح الأكبر كان في نظامها الذي وُضع، ثم اللائحة التنفيذية التي تم تطبيقها على أرض الواقع، وتكشف لنا هذه اللائحة ونظامها عن النظرة البعيدة لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد رحمه الله ، الذي بارك بدايتها وكان خلف نجاحها والتوسُّع في فروعها وزيادة قدراتها وإمكانياتها، وكما له بصمته الثقافية العامة التي لن ننساها فإنّ الأندية الأدبية حظيت بالخصوصية في دائرة اهتمامه، وبرز هذا في لقاؤه التاريخي بالأدباء السعوديين عند افتتاح المؤتمر الثاني في مكة المكرمة وإعلانه عن عدد من المنح والعطاءات التشجيعية والتفضُّل الكريم لرفع مقام ومستوى هذه الأندية والثقافة عامة.
وبعد كتابات لا تحصى عن واقعها وما تم إنجازه خلال هذه العقود!! وكتابات أخرى عن ما لم يُنجز وما وقف عثرة في طريق تطوُّرها ونمائها ومسايرتها للعصر والحياة المدنية!!، وبعد وجود أول خطوة إدارية في وزارة الثقافة والإعلام إنشاء: وكالة الوزارة للشؤون الثقافية!!؟، وتعيين سعادة الدكتور عبد العزيز السبيل وكيلاً لها، أرى ضرورة مراجعة نظامها باباً باباً ومادة مادة وبخاصة الباب الرابع المادة رقم 20 وهي أهم مادة التي تنص على: تكوين الجمعية العمومية، وانتخاب الأعضاء، ثم تشكيل مجلس الإدارة والرئيس!!، وهذه تعيدني إلى الحديث عن بُعد النظر الذي كان يتمتع به صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد رحمه الله ، حيث كان أمله بالأدباء كبيراً جداً، ومنحهم فرصة العمل الإداري الأدبي والثقافي لإدارة هذه الأندية، حيث تنبئ عن ثقته بهم وبمقدرتهم، وتكريماً للأدب والأدباء، لذا جاء النظام صريحاً في تكوين جمعية عمومية وانتخاب مجلس إدارة كلّ أربع سنوات!!؟، ونعرف أنّ هذا لم ينفّذ إلاّ مرة واحدة أندية جدة، الطائف، المدينة المنورة، جازان وهذه من أكبر السقطات الثقافية والفشل الذريع للأندية الأدبية، التي ننتمي لها من غير عضوية، ونتابع ونجري وراء أنشطتها وفعالياتها من غير تسجيل في سجلاّتها المحلية أو الإدارة الرئيسية، ونفرح لنجاحها وتفوُّقها ونتألم عند ضعفها واستكانتها وركود الحركة فيها. إنّ الأندية الأدبية اليوم هي في مدن ومناطق تغيّرت كلُّ ملامحها وسماتها وطبوغرافيتها وتجمُّعات السكان والهجرة والاستيطان بصورة مغايرة عما كانت عليه عام 1396هـ، نحن اليوم في النصف الثاني من عام 1426 - 2005م وقد مر المجتمع على اختلاف شرائحه وتكويناته الثقافية، ومستوياته التعليمية والفكرية بتجربة الانتخابات، وقد كانت ناجحة بكلِّ المقاييس المحلية والعالمية، وأثبت مجتمعنا أنّه قادر على التفاعل مع متطلّبات الحياة العصرية، وإدارة المؤسسات المدنية، وهذه التجربة لا بد أن تنعكس على الحياة الثقافية بصورة خاصة، الأدباء والمثقفون الذين هم صفوة المجتمع!، لا بد إذاً من اتخاذ الخطوة الأولى التي لم تنفّذ منذ ثلاثين عاماً وهي: دعوة كلِّ ناد أدبي أدباء منطقته للتسجيل في عضويته التي ستتكّون منها الجمعية العمومية، خلال أسبوع من تاريخ الإعلان والدعوة، ثم في الأسبوع التالي تتم دعوة هؤلاء الأعضاء بصفتهم الجديدة: الجمعية العمومية، لانتخاب مجلس إدارة جديدة لا يقل عدد الأعضاء عن عشرة .. بعدما تتحوَّل كلُّها إلى أندية ثقافية، ومطلب الثقافة أعم وأوسع من الأدب، لاتساع جوانبها، وبعد هذه الخطوة التي ستشرق من خلالها شمس جديدة طالما حُجبت عن حياتنا الثقافية، وبعد الكشف عن الأسماء والوجوه الجديدة التي انتخبتها الجمعية العمومية، سنكون جميعاً في بداية عهد جديد مع وكالة جديدة!!
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved