تفقد الرغبة في التواصل مع نفسك ثم مع الآخرين ثم مع الحياة..

يحدث هذا عندما تنطفئ أيامك ويذبل حلمك الذي أضعت أجمل سنوات عمرك وأنت تسبح (عكس التيار) باتجاهه..

يتوقف كل شيء حينها وتصبح الشاشة بلا صورة وبلا صوت..

تتوقف الجاذبية الأرضية ويتلاشى الأكسجين فتصبح أنت كالريشة بلا اذرع..

لا تعرف إلى أي اتجاه يأخذك ثاني أكسيد الكربون أوفي أي مغارة من مغارات الفضاء قد يلقي بك..

هل تتخيلون الأرض بلا هواء ؟

هل تتخيلونها بلا جاذبية ؟

أو بلا روح ؟

يتخيلها من اختار (سراباً) ليقتفي أثره..

يتخيلها من سد أذنيه وأغمض عينيه عن الواقع..

من تصور حياته كرة من طين قابلة للعجن والتشكيل.. قابلة للتغيير.. قابلة لكل شيء وأي شيء إلا التكسير !

***

تختار أن تسير في طريق..

والناس كلهم في طريق..

تقول لهم أنا لا أشبهكم.. أنا لست منكم.. أنا لا أريدكم فيرتد إليك صوتك مكسورا (أنت مجنوووووووون).

تتمسك بدربك وبفكرك وبرغبتك في استنشاق الهواء.. ويتمسك الآخرون بخنقك.. يصرون على إخبارك الحقيقة.. وبأنك تتبع سرابا وان الندم قادم إليك لا محالة وانك إما أن تتوقف وإما أن تسقط في هوة اختيارك.

لكنك لا تتوقف ولا تترك أحلامك وحدها وتهرب.. أو تتراجع كالآخرين..

وفي غمضة زمن تتوارى السنون .. سنة خلف سنة خلف سنة خلف..... دون أن تنتبه لذلك !

وتفيق على خطوط الزمن وبياض العمر وترى أن شيئا ما في داخلك قد هرم وان الطريق أصبح أكثر وعورة ووحشةً وان السراب أصبح أكثر بعدا ..

تلتفت إلى الخلف علك تجد أحدا يؤنس وحشتك تلك.. تنظر جيدا.. هناك شخص ما.. تقترب منه.. تقترب أكثر يبتعد عنك .. تبتعد عنه يتبعك.. (يا الله) إنه ظلك !!

لا احد يمر من هنا أو يتوقف..

لا أحد في منتصف هذا الطريق (بين الحياة والموت) غيرك..

فإما أن يكون الناس خلفك يبذرون أرضهم أو يكونون أمامك يحصدون زرعهم ..

لا أحد هنا في هذا الفراغ سواك أيها الحالم ب (الحرية).. بالحياة المختلفة.. الخالية من علامات الاستفهام وعلامات التعجب..

ليس هنا سواك أيها الباحث عن بلاد (العجائب) وسحر (الس)..

وليس أمامك سوى بلاد (العرب).. وعتبة الميهاف.. وسرابك !.