Culture Magazine Monday  26/11/2007 G Issue 224
أنهار
الأثنين 16 ,ذو القعدة 1428   العدد  224
 
دعاء الشاعر الايرلندي Yeats لابنته
Aprayer for my daughter

 

 

(لا يوجد إحساس عاطفي وملائكي كإحساس الأب لابنته، فحبنا لزوجاتنا يوجد فيه رغبة وحبنا لأبنائنا طموح ولكن حبنا لبناتنا إحساس لا تستطيع الكلمات أن تعبر عنه) هذا ما كتبه Joseph Addison ذات شعور أبوي حان.

***

ويقول أحد الكتاب إن الابنة هدية الحب (A daughter is a gift of love) وتقول شاعرة يونانية في قصيدة غنائية لابنتها:

الفتاة الصغيرة

ذات الشعر الأصفر

يجب ألا ترتدي غطاء

كالصغيرات

بل يجب أن تضع

على شعرها أزهاراً جميلة

وتصف الشاعرة اليابانية Otomo -وهي من شاعرات القرن الثامن عشر- لوعتها لفراق ابنتها بقولها:

أحدق خارجا

في حقول تاداكا

وأرى طيور الكركي (الغرنوق)

تبكي هناك

دون انقطاع

دون توقف

هذا يا ابنتي

إحساس

اشتياقي لك

وينثر د. غازي القصيبي في قصيدته وتبسم يارا احساس الأب بفرح ابنته وانعكاس ذلك الفرح على ما حولها أيضاً.

وتبسم يارا

فيرقص قوس قزح

على مقلتيها

وينفلت الفجر من شفتيها

ويبسم حتى الجدار

ان العلاقة بين البنات ووالديهن وخاصة الآباء كانت محورا رئيسيا في اعمال شكسبير مثال ذلك مسرحية الملك لير king Lear

ويجسد الشاعر الايرلندي ويليام ييتس William Yeats الذي حصل على جائزة نوبل للأدب عام 1923 في قصيدة دعاء لابنتي a prayer for my daughter مشاعره كشاعر فإحساس الشاعر لابنته مفعم بالخوف والقلق عليها من الحياة لتتشكل قصيدته كوصايا لها ورسم صورة لمستقبلها.

تتكون قصيدة دعاء لابنتي للشاعر الايرلندي Yeats من عشرة مقاطع شعرية في كل مقطع يظهر الأب الخائف على ابنته والمتحمس لمستقبل ابنته وأيضاً العاشق الذي يحمل خبرات عاطفية من قصة حب مر بها ذات يوم وتركت شيئا من الأسى في قلبه.

يستهل الشاعر ييتس Yeats القصيدة بتأمله لابنته الوحيدة آن وهي نائمة في مهدها والريح تعصف في الخارج والطبيعة تمتد بلا حواجز عدا غابة جورج وتلال جرداء لتأتي لحظة الاحساس وكان صوت الريح يثير في أعماقه حديثا خاصا لابنته، وعندما بدا سمع صوت ريح البحر تصرخ وتعلو صرختها البرج وتنحدر لتلامس أسفل أقواس الجسر ليثير كل ذلك خياله الذي لمسته تلك اللحظة كآبة يتأمل مستقبل ابنته، والمستقبل لدى Yeats رؤية مفعمة بالروعة والغموض فييتس Yeats يتخيل أن سنوات المستقبل قد أتت راقصة على ضربات الطبل شديدة الاهتياج ليبدأ في سرد أمنياته لابنته فهو يريد ابنته أن ترث المزايا والصفات الجميلة التي تجعلها تحيا حياة مثالية ومزدهرة، هو يريدها أن تكون جميلة ولكنه ليس الجمال المفرط الذي يشكل لعنة أكثر من أن يكون نعمة لها فالجمال المفرط كما يرى ييتس لا يخدع من ينظرون إليه فقط بل يخدع صاحبه حيث يقوده إلى الخيلاء الأجوف والعناد ويستشهد بهيلين طروادة Helen being chosen found life flat and dull التي اختارت حياة معتمة ورجلا لا يليق بها.

وهنا تظهر قصة الحب التي مر بها لتكون هيلين طروادة رمز لتجربة الشاعر العاطفية وهو حبه لثائرة ايرلندية أعجب بقوة شخصيتها وبأفكارها السياسية وهي مود قون Maud Gonne ولكنها رفضت الارتباط به.

يدعو Yeats لابنته أن يحميها الله من رياح الحياة فهو يتخيلها وقد أصبحت شابة فهو يريدها أن تختار الزوج المناسب ويريدها أن تدرك أن الحب الحقيقي هو الذي يجسد الحنان.

أيضاً يريد الشاعر ابنته أن تكون شخصية متوازنة ويريدها أن ترتبط فكرياً بجذورها العائلية كما يوصيها ويريدها أن تتحرر من قيود الكراهية التي ستمزقها فهو يعتقد أن الكراهية الفكرية أسوأ ما رآه في محبوبته التي أحبها ذات يوم فقد تحولت هذه الكراهية إلى غضب عنيد أزهر ريحا فهو لا يريد أن يحدث ذلك مع ابنته.

كما يتمنى الشاعر الايرلندي Yeats أن تمتلك ابنته طبيعة هادئة وقلباً نقياً وتقديراً إيجابياً للنفس، فهو يعتقد أن ابنته تستطيع أن تقاوم رياح الحياة ومصاعبها وأن تحصل على السعادة بهذه السمات ويريد أن يكون زوجها ينتمي لطبقتها الاجتماعية حيث يتبع مراسيم وعادات ابنته.

انهمر خيال الشاعر في مساء عاصف يشكل الزمان وليتشكل المكان ملامح المحيط في غرب ايرلندا وكان ييتس يرسم كلماته بين طفلته وبين المستقبل لتبقى قصيدة ييتس Yeats من أجمل القصائد التي تناولت حضور الابنة في الشعر.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة