Culture Magazine Monday  26/11/2007 G Issue 224
تشكيل
الأثنين 16 ,ذو القعدة 1428   العدد  224
 

في الدور الأول من مبنى الخزامى
قاعتا عرض صغيرتان تتنافسان في جذب كبار التشكيليين

 

 

وجود قاعتي عرضٍ صغيرتين في المساحة كبيرتين في اختيارهما للأسماء والأعمال يشكل ظاهرة صحية في الساحة التشكيلية ويبعث في نفوس التشكيليين الكثير من الاطمئنان خصوصاً في مجال التسويق أو نوعية الاختيار. ففي الدور الأول من مبنى الخزامى بالرياض الواقع خلف برج الفيصلية تقع قاعة عهود للفنون التشكيلية أقدم قاعة في الخزامى وأشهرها تديرها السيدة عهود النجراني إحدى السيدات المتخصصات في مجال الفنون التشكيلية والمشهود لها بالحس الرفيع والدقة في الاختيار.. كما يضم الموقع قاعة جديدة تحمل اسم الخزامى يديرها الفنان محمد فارع، هاتان القاعتان تشهدان تنافساً مؤطراً بالتعاون في مجال تقديم أفضل المعارض وأكثرها جذباً للمتلقي والمقتني. فقد أقيم خلال الأسابيع الماضية معرضان أحدهما في قاعة عهود للفنان العراقي سعدي الكعبي وهو من مشاهير التشكيليين العرب، كما يقام حالياً في نفس القاعة معرض للفنانة السعودية مها الملوح، أما قاعة الخزامى فقد شهدت معرضاً للفنان محمد فارع، ويقام حالياً معرض للفنان فهد الحجيلان.. وهذان المعرضان للفنان الحجيلان والفنان فارع يأتيان ضمن النشاط الفردي لأعضاء جماعة الرياض التشكيلية، التي سبقهما معرض للفنان الناجم.. هؤلاء أعضاء في الجماعة مع انتظار للبقية.

ضم معرض فارع مجموعة متميزة من أعماله التي اختزل فيها العناصر إلى خطوط راقصة سابحة في فضاء اللوحة بحرفية تؤكد ما يمتلكه فارع من قدرة على تبسيط الشكل والاعتماد على الإيحاء.. أما المعرض الحالي الذي يستحق الزيارة فهو للفنان فهد الحجيلان أحد أعمدة التشكيل السعودي في جيله الثاني، وأكثر رفاق دربه نشاطاً وتطوراً في إبداعه، شهد له الكثير من النقاد بالتفرد بالأسلوب وبالاتجاه نحو عالمية اللوحة مع احتفاظه بانتمائه لواقعه واستلهامه للحياة بكل عناصرها.. الفنان فهد الحجيلان مر بالكثير من التجارب المتنوعة وخاض غمار اللون والكتلة وعاد لنا بإبداع يحمل روحه وإحساسه الخاص، إبداعاً يراه المتلقي سهلاً ويراه التشكيليون ممتنعاً، صعب في تشكيله سهلاً في تلقيه، فهو يدلف إلى أعماق الوجدان دون استئذان أو طرق لأبواب القلب، هذا هو الفنان الحجيلان يمكن التعرف على شخصيته من خلال انعكاسها على لوحاته بألوانه الشفافة مهما غلبت عليها الرماديات، تنقل لك لحظة تنفيذها كاشفة أستاذية الأداء بين الجرأة والإمساك بزمام الشكل. فهد الحجيلان يقدر اللوحة ويتعامل معها بمصداقية منذ أن سكنه هذا الفن وتلبسه شيطان إبداعه، شاعر استبدل الكلمة بالألوان، موسيقار يعزف بالخطوط مهندس في توزيع عناصره حكماً صلباً على النتيجة لا يضع إمضاءه على لوحته إلا بعد قناعة تامة سبقت التنفيذ.

monif@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة