الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 27th February,2006 العدد : 142

الأثنين 28 ,محرم 1427

من أسقط بيت الشاعر حمزة شحاته؟

........... عبدالله محمد باشراحيل
لم أكن قد اطلعت من قبل على الديوان الجامع لأعمال الشاعر الرائد حمزة شحاته الذي تفضل بطبعه الشاعر الكبير الأمير عبدالله الفيصل جزاه الله خيراً عام 1408هـ - 1988م إلا هذا العام 1427هـ وإن كنت قد قرأت شعره من سابق.. ولأن اهتمامي بالشاعر الرائد حمزة شحاته كان ينطلق من حب لفنِّه وشعره أولاً - وثانياً لأنه أول من استنهض الهمم الأدبية في الحجاز بإبداعاته الشعرية والنثرية المقلة في موادها والمرتفعة في أدائها وصورها وبلاغتها وبكارة ألفاظها وسلاستها فنظر للشعر الحجازي في كتاب (شعراء الحجاز) للسّاسي وقد استطاع بتلك المقدمة الرائعة أن يلخص تاريخ حقبة أدبية هو أحد معاصريها وعرَّفَ برموز الشعر في عصره برؤى نقدية عالية ولمحات عبقرية صدقت فيها رؤاه فيمن أشاد بشاعريتهم مثل معالي الأستاذ حسين عرب والأستاذ حسين سرحان والأستاذ إبراهيم فلالي وغيرهم رحمهم الله وقد غلب على تلك المقدمة الصدق الذي ربما أوجع الكثير من شعراء عصره غير المتميزين ولكن يبدو أن شخصيَّة الشاعر الكبير حمزة شحاته لا تعرف أن تجعل للمجاملة أو الرياء الأدبي طريقاً لخيانة النفس والأمة والشعر.. فأخلص أيما إخلاص في مساره الأدبي كان دافعه في ذلك الأمل في تأسيس هوية الشعر الحجازي الذي كان يظهر على استحياء في عالم الشعر العربي في تلك الحقبة التي عاشها الشاعر حمزة شحاته.. إذ كانت نظراته تلتقط انعكاسات المستقبل للفكر والأدب والثقافة في وطنه عبر تصوراته ورؤاه المتجاوزة إلى آفاق الآفاق.. كل ذلك جمع له مشاعر الإعجاب والإكبار في نفسي بعد أن عَكَفْتُ على قراءة شعره قراءة تذوّقيّة من جوانبها الأخلاقية والفنية فهو يرسل نغمات شعره لتهز أوتار القلوب الشاعرة فيمتلك شعره معاقد الألباب.. ورهافة الأحاسيس حتى حق له أن يسجل ريادة تحسب له وقد مثل شعره في ذلك العصر أحسن تمثيل وبزغ نوره وعلا قدره حتى بات الرمز ا لذي تقتدي به الرموز ويتتلمذ على شعره من أدركته موهبة الشعر من شعراء الحجاز ليجد أن حمزة شحاته أخذ بسنة شعراء العربية الكبار فلم يقل قامة عنهم وإن تمايز بعضهم على بعض في أغراض واتجاهات الشعر.. ولكن تظل السمة الغالبة على شعر حمزة شحاته هي تلك الخصوصية التي تميز بها شعره الذي انطبع به متأثراً بالبيئة المكية والحجازية التي صدح فيها أوائل الشعراء العذريين من أمثال (كثير عزه) و(عمر بن أبي ربيعة) (الشريف الرضي) وغيرهم لأن ما يغلب على البيئة الحجازية الرقة والجاذبية رغم وعورة جغرافيتها كصلابة حجار جبالها ولكن كما قال الله تعالى: {وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ}، فتأثير هذه الجبال والحرارة والقدسية الإلهية تفاعلت مع مكونات الإبداع الشعري لتخلق في شعراء الحجاز الخصب الروحي والاتجاه إلى الرومانسية الحالمة.. والتغني بالعشق والهيام في المحبوب لتؤكد تلك الحقبة على بساطة الحياة البدوية والقبلية التي عرفها العرب امتداداً للقبائل العربية من (العماليق.. وجرهم) وهم أهل مكة الأوائل الذين تزوج منهم نبي الله إسماعيل عليه السلام وتجذر من نسله قبائل عدنان التي توالت في خزاعة وقريش وغيرهم ومنهم رسولنا ونبينا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم.. كل تلك السمات التي تميز بها شعر حمزة شحاته لم تكن وليدة الاطلاعات الأدبية التي كانت تتجسد في شعره فقط بل زاد عليها تصارع الثقافات الدخيلة على مكة والتأثر والتأثير لخلق ذلك الاندماج الروحي وما أضفاه المعجم القرآني على شعره أيضاً والنشأة الدينية التي استطاع حمزة شحاته أن يوظفها أحسن توظيف في أسلوبه الشعري.
وإن كنت أختلف مع الدكتور عبداللطيف عبدالحليم في قوله إن حمزة شحاته متأثر بشعر العقاد.. أو أن شعر حمزة شحاته متأثر بجماعة الديوان وبالأخص المازني (راجع كتاب ندوة مكة المكرمة في الشعر العربي) الصادر عن مؤسسة يماني الثقافية الخيرية طباعة (مكتبة المدني، المؤسسة السعودية مصر) في عام (2005م).. واستشهد ببعض الأبيات التي تأثر فيها (شحاته) بتلك الأبيات للعقاد ومعروف أن الشعر العربي يتأثر بعضه ببعض في ا لمعاني لا في الصياغة الشعرية ويتميز بجدة الموضوع والفكرة والديباجة كما أن ا لاهتمام بشعر المعارضات في عصر النهضة كان منتشراً بين الشعراء كما فعل شوقي بمعارضة قصيدة البردى للبوصيري بقصيدته نهج البردى. ولكن التأثير العام لا يعني تغليب ا لتأثير على ا لخصوصية الشعرية للشاعر، كما أننا لا نعلم عن ظروف نظم تلك الأبيات على منوال أبيات العقاد أهي للمحاكاة أم للإعجاب بها أم غير ذلك؟!
ثم إن القارئ والدارس لشعر حمزة شحاته يكتشف الفارق الكبير في الأسلوب والصياغة الشعرية العذبة لدى (شحاته) في حين أن العقاد يتجه في شعره إلى الشعر العقلي أو بالأحرى الفلسفة الشعرية ينتهج بذلك نهج أبي العلاء ا لمعري في حين أن سلامة اللغة ورقة الشعور واختيار ا لمفردات وبكارة المضامين تؤكد أن حمزة شحاته تأثر بالشعر العربي قديمه وحديثه ورسم خطاً خاصاً به ونوتة شعرية يتفرد بموسيقاها تراه أكثر ما تراه في الغزل والوجدانيات وأن كنت لا أرى شعر حمزة شحاته المتسامق في شعر التفعيلة بنفس قوة شعره العمودي إضافة إلى أنني أذهب مع الأستاذ الدكتور عبداللطيف عبدالحليم في ندرة وجود قصيدة عن مكة كقصيدته عن جدة مثلاً ولو أن مكة جاءت لماماً في معرض بعض قصائده.. ولا نعلم إذا كان هناك قصيدة لم تصل إلينا عن مكة كما قال الناقد الدكتور عبداللطيف عبدالحليم.
ولكن ذلك لا يمنع أن يكون حمزة شحاته رائداً من رواد الحركة الشعرية في العصر الحديث أقلها أنه مؤسس لمدرسة الشعر المكي على الأخص إضافة على الصدق الفني الذي يؤكد أن حمزة شحاته شاعر مطبوع بكل مقاييس الفن الشعري تلمس في قراءة كثير من شعره كواء يود أن ينفجر بمعان وأسرار نفسية ربما قعدت بالشاعر عن بلوغ هدفه ومرامه فآثر العزلة في منفاه الاختياري بمصر التي كانت تذخر بأعلام الفكر والعلم والأدب في ذلك العصر النهضوي أو ربما تحوطته غربتان غربة التقتير وغربة التقدير ولم تشفع له تلك الغربة بالامتداد القومي كسائر شعراء الوطن العربي المبدعين لينال ما يستحق إذ أن تطلعات حمزة شحاته الحضارية ربما كانت تصطدم بعوائق الغلو الديني في ذلك الوقت شكل حصاراً على حرية الشاعر الفكرية وهو شأن قد تعرض له بعض أدباء أوروبا يصل في كثير من الأحيان إلى التذمر من الكنيسة واشتداد الصراع بين الفكر والدين الذي كم أفضى بتجريم معتقداتهم والحكم بسجنهم أو إعدامهم كل هذه تخرصات تفتح أفقاً لدراسة معاناة الشاعر الإنسانية، والشعورية والنفسية، والاجتماعية التي تركت آثارها على شاعرنا الكبير حتى رأينا أنه في حياته زهد في طباعة شعره كاملاً في كتاب فهل ظلم حمزة شحاته نفسه أم أن الزمن ظلمه ؟ وهل يعطي ذلك دافعاً للنقاد السعوديين خاصة أن يتناولوا شعر الشاعر بدراسة مستفيضة على غرار ما فعل الدكتور عبدالله الغذامي ليقدم مشروعاً منهجياً موسعاً كما أن القلة ممن تناولوا شعره عرضاً لم يقدموا سوى نقداً اتباعياً لم يعط صورة متكاملة عن تجربة حمزة شحاته الشعرية تُقدم إضافات إلى الأدب العربي؟
ذلك كله جعل لحمزة شحاته خصوصية شعرية متفردة رسمت هوية حمزة شحاته الشعرية والأدبية فكانت تلك الهوية بداية لتأسيس هوية الشعر الحجازي في العصر الحديث ليمثل جزءاً من تاريخ الشعر السعودي وقد أهداني الأستاذ الأديب الكبير محمد عبدالمنعم خفاجي مجموعة كبيرة من شعر حمزة شحاته منذ عشرين عاماً تقريباً منه ما هو مكتوب كما قال لي بخط يد حمزة شحاته - ومنه بالآلة الكاتبة ومنه ما هو مصور من ديوان حمزة شحاته المطبوع قديماً وأعتقد أن الأستاذ الشاعر الكبير مصطفى زقزوق أخذ صورة منها في ذلك الوقت وحسب علمي أن تلك ا لأوراق قد قدمت إلى اللجنة من قبل وكان المفترض أن يذكر اسمه ضمن من ذكروا ممن جمعوا شعر الأستاذ حمزة شحاته حفاظاً على أمانة النقل إذ أن الشاعر في ذمة الله إضافة إلى أن ما قدمته ابنة الشاعر الأستاذة شيرين شحاته رحمهما الله التي كانت تقدم لي قصائد من شعري بصوتها في الإذاعة السعودية دائماً وكنت قد بعثت إليها بصورة من تلك المسودات لشعر والدها وكان هناك تواصل تليفوني ورسائل أدبية فيما بيني وبينها (راجع كتاب دراسات وآراء في ديوان ا لنبع الظامئ) ولكن على الرغم من هذا الجهد الكبير والمشكور الذي قدمه الأساتذة الأفاضل محمد علي مغربي وعبدالمجيد شبكشي يرحمهما الله ومن ساهم معهم إلا أن بيتاً كاملاً قد سقط من بداية قصيدة (عودة) في ديوان الشاعر وهو فاتحة القصيدة المذكورة في الديوان ص 95 والبيت الذي سقط هو
هكذا والزَّمان رامٍ مُصيبُ
الرَّزايا سهامُهُ والخُطوبُ
وهو موجود في القصيدة حسبما هو في ا لنص ا لمرفق ا لمكتوب بخط يده كما قال لي الدكتور الخفاجي وبإمكان أحد بنات الشاعر الأفاضل التأكيد أيضاً على صحة ذلك من عدمه، ذلك ما جعلني أخوض في هذا الموضوع حرصاً على التراث والأمانة الأدبية وإتماماً للفائدة التي يتوخاها الباحثون والدارسون والمبدعون ونقاد الشعر العربي وقارئه لأحد فحول الشعر العربي في العصر الحديث.
متسائلين كيف سها على الأستاذ الكبير الدكتور بكري شيخ أمين (وجل من لا يسهو) هذا السقط وهو لديه التبرير المقنع لما أدى إلى سقوط بيت كامل من ديوان الشاعر العلم حمزة شحاته رحمه الله.
***
عودة..
هكذا؛ والزمان رام مصيب
الرزايا سهامه والخطوب
عدت بعد النأي الطويل.. نعم عد
تِ، وعاد الماضي الكريه، الرقيبُ
عدتِ كالطارق الغريب تلقَّا
هُ وعلى غير ما يريد غريبُ
عدتِ مهدودة الكيان وتدرا
ن على وجهك الأسى والشحوبُ
وبخديك للمعارك آثا
ر، وفي قلبك الكسير تدوبُ
وبعينيك قصة الألم الطا
فح بالحار.. في لظاها يلوبُ
وبكِ.. ماذا دهاكِ من واقع الد
نيا... أما فيه للحسان نصيب؟!
عجبا؛ كيف لم يرحب بك الح
ب، ولم تشق في هواكِ القلوبُ
أفكانت آمال أمك أحلا
ما؛ طوى ضوءها المرجى غروبُ
شد ما أدهن السُّرى ضمك والإ
خفاق فيما التمسته، واللغوب
أين من أطمعته في الخلد عينا
ك مليا، ووجده المشرب
أتراه ارتوى فملَّ، أم ارتا
ع بماء فيك.. والخيال كذوبُ
فتطرحت للرغائب من كف
لكف.. حتى براك الدءوبُ
وسلفه لم تجد سوى العابر اللا
هي بأسبابها، وأين الحبيب؟!
طرفت.. لا تقر، والناس ماشو
ن إلى ما يطيب أو لا يطيبُ
وهي بين الرجاء واليأس ساعٍ
مضنك؛ اثقلت خطاه الدروبُ
فدعاها الماضي فحنَّت إليه
حين خابت، وأثقلتها الذنوبُ
ذكرت يوما الذي هربت من
ه، ومن خلفها كيانٌ يذُوبُ
الصغار الباكون، والمنزل الها
وي بما كان، والغد المرهوب
مأتم للحياة لم يجنه المو
تُ، ولكن جنته أم لعوب
ثم ماذا؟! أأنت صادقة الدم
ع، وماضيك بالدموع يصوب
ثم ماذا؟! أعدت طاهرة الذي
ل، وتلك الجراح عنك تجيب
إنما عدتِ حفنة نال منها
ما توخاه مخلف، ومثيب
إنما عدت حفنة من رماد
مات فيها بعد الحياة اللهيب
إنما عدْتِ سيرةً أنت فيها
مأزق الضنك، والخيال المريبُ
عدت بالشك عالقا بك.. لا يأ
منُ عُقْباه غافلٌ، وأيابُ
عدتِ لي قصة من الدم يروي
ها لعيني جرحك المخضوبُ
ما أرى؟! هل أرى خيالا من الما
ضي إلى حاضري للجريح يؤوبُ
ما الذي كان في ظلام مساري
كِ؟ وقد غاب عن خطاكِ الرقيب
ما الذي كان في لياليك إذ فا
ضت حنينا؛ والورْدُ منكِ قريب
والحميّا.. وأنتِ.. والعُودُ، والألح
ان نشوى، والصادح المحبوب
والضياء الحاني على المخدع اللا
هثِ دقت به الرؤى، والطيبُ
ليس سرّا ما تكتمين؛ نقد با
ح به أمسك البغيض الكئيبُ
أمسك الخائن المشيَّع باللع
نة.. عيناكِ رمزه المنصوب
فابكِ ما شئت؛ لن يطمرك الدم
ع، ولو أنه دم مصبوب
كذبت هذه الدموع.. فما أ
نتِ سوى أنتِ، والشباب يطيب
أنت من نهجك الملوث في قي
د، ونهج الغاوين قيد غلوب
لا تقولي.. ظلمتني؛ كل مافي
كِ، إذا خانني حجاي مريب
عودة
عُدتِ بعدَ النأي الطويل.. نعم عُدْ......تِ، وعاد الماضي الكريهُ.. الرتيبُ
عُدتِ كالطَّارِق الغريبِ.. تَلَقَّا....هُ، على غَيرِ ما يريدُ، غَريبُ
عْدتِ مَهدورةً الكِيانِ.. وقَد رَا....نَ على وجهِكِ الأسى والشُّحوبُ(1)
وبخدَّيكِ للمعاركِ آثا....رٌ وفي قلبِكِ الكَسيرِ.. نُدوبُ(2)
وبِعَينَيكِ قِصَّةُ الألم الطَّا....فحِ بالعارِ، في لَظاها يَلوبُ
وَيْكِ! ماذا دَهاكِ مِن واقعِ الدُّنْ.........يا، أمَا فيهِ للحِسانِ.. نصيبُ؟
عَجَباً! كيف لم يُرحبْ بكِ الحُ........بُّ، ولم تَشْقَ في هَواكِ القلوبُ
أفكانتْ آمالُ أمسِك أحلا......ماً، طوَى ضَوْءَها المُرَجَّى.. غُروبُ؟
شَدَّ ما أوهَنَ السُّرى منكِ، والإخفاقُ، فيما التمستِهِ.. واللُّغوبُ(3)
أينَ من أطمَعَتْكِ في الخُلْدِ عَينا.....هُ، مَلِيّاً، ووَجْدُهُ المَشبوبُ(4)
أتُراه ارتَوَى، فَضَلَّ، أمِ ارتا....عَ بما فيكِ، والخيالُ كَذوبُ؟
فتَطَرَّحْتِ للرَّغائبِ.. من كَفٍ.... لِكفٍ، حتَّى بَرَاكِ الدُّؤوبُ(5)
(1) ران الأسى: غَلَب وغطّى.
(2) الندوب: جمع: الندب، أثر الجرح.
(3) اللغوب: التعب والإعياء.
(4) مَلِيّاً: زماناً طويلاً. الوجد: الحب. المشبوب: المتوهج، الموقد، الثائر.
(5) تطرح: مشى مشي ذي الكلال والضعف، انطرح. براك: أنحلك.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved