الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 27th February,2006 العدد : 142

الأثنين 28 ,محرم 1427

الهيئة العامة للكتاب حلم المثقفين
تعيش المملكة هذه الأيام أعراساً ثقافية جميلة أضفت على ليالي الشتاء دفئاً خاصاً، فها هو مهرجان الجنادرية بكل زخمه وفعالياته؛ تراث وفلكلور ومعرض للكتاب وندوات ثقافية ومعارض للحرف والتشكيل، وضيوف كرام من مثقفي العالم العربي والإسلامي، ينطلق بعده مباشرة معرض الرياض الدولي للكتاب الذي يأخذ هذا العام طابعاً مغايراً عن الأعوام السابقة؛ حيث تم نقله من بهو جامعة الملك سعود إلى قاعة المعارض الدولية في وسط الرياض بإشراف مباشر من وزارة التعليم العالي بدلاً من الجامعة.
والجديد أيضاً هذا العام الندوات والمحاضرات الثقافية، وكذلك تكريم عدد من الرموز من المفكرين والأدباء الأحياء منهم والأموات، وكذلك تتوالى الاحتفالية الثقافية بإقامة معرض الكتاب في كلية المعلمين بالرياض، يليه معرض الكتاب بنادي الخطوط السعودية في جدة، ثم يليه معرض الكتاب في جازان.
إنها أجواء ثقافية رائعة تعكس الطفرة الثقافية التي نعيشها وليس الطفرة الاقتصادية فقط. وفي ظل هذه الأجواء المفرحة للوسط الثقافي والأدبي أود أن أتطرق إلى عدة نقاط أتمنى أن تجد تفاعلاً من المختصين والمثقفين معاً لنصل إلى تنظيم وتفعيل أكثر تناسقاً وتمازجاً.
إن انتقال الرعاية إلى معرض الرياض الدولي للكتاب من جامعة الملك سعود إلى وزارة التعليم العالي لا شك يعتبر إنجازاً رائعاً، وقد لمسنا هذا من خلال ما رأينا وسمعنا من فعاليات وتنظيم فاق كثيراً ما قامت به الجامعة مشكورة التي أدت دوراً مهماً في ظل غياب رعاة فعليين لهذا العمل الكبير، ولا شك أن انتقال المعرض من بهو الجامعة إلى آفاق أرحب في حي المروج الجميل شمال الرياض يعتبر مريحاً جداً لكثير من الزائرين، وكذلك التنظيم الجميل لشركة معارض الرياض المتخصصة في هذا المجال سيعطي المعرض رونقاً وجمالاً أكثر.
لكن لا بدّ من أن نعطي القوس باريها؛ فمعارض الكتاب في كل أنحاء العالم تنظمها وزارة الثقافة أو الهيئة العامة للكتاب أو اتحاد الناشرين في الدولة المقام فيها المعرض، ونحن الآن - ولله الحمد - لدينا وزارة للثقافة والإعلام هي الأجدر والأقدر والأوجه لتنظيم مثل هذه المعارض الدولية، ويعتبر جزءاً مهماً من نشاطها، حتى المشاركات في المعارض الدولية خارج المملكة يجب أن تكون من اختصاصها وتحت مظلتها.
وإذا كانت الوزارة لا ترى ذلك فيفترض على أقل تقدير أن تكلف جمعية الناشرين السعوديين التي تشكلت مؤخراً ويديريها نخبة من المختصين وأصحاب الخبرة والتجربة في مجال النشر ومعارض الكتاب، وعلى رأسهم الزميل الأستاذ أحمد بن فهد الحمدان رئيس الجمعية، وهذا ليس تقليلاً من شأن وزارة التعليم العالي؛ فهي لا شك سدّت ثغرة لم يتصد لها أحد ممن يعنيهم الأمر، والأفضل والأروع هو أن يتم توحيد الجهود تحت مظلة الهيئة العامة للكتاب، وهي هيئة مهمة لا تقل أهمية عن الهيئة العامة للسياحة والهيئة العامة للاستثمار والهيئة العامة للغذاء والدواء إلى آخره من الهيئات، خاصة أننا أصبحنا دولة منتجة ومصدرة للثقافة، كما نحن كذلك في مجال البترول والصناعات البتروكيماوية، وأرجو أن يهتم المسؤولون بإيجاد هذه الهيئة، وقد همس لي أحد المحبين بأن أحد أعضاء مجلس الشورى أو مجموعة من الأعضاء سيتقدمون بطلب لمناقشة إنشاء هيئة عامة للكتاب، وقد سرني هذا الخبر كثيراً. وحتى تتبلور فكرة إنشاء الهيئة أقترح أن تعطى جمعية الناشرين السعوديين صفتها الاعتبارية بتفعيل دورها في خدمة الناشرين وخدمة الكتاب السعودي سفيرنا الثقافي إلى كل أصقاع العالم؛ فلدى الجمعية الكثير من الطموحات وأجندة أعمالها متخمة بالأفكار والمشاريع، ولكنها في حاجة إلى تفاعل الجميع معها، ومدّ يد العون لها؛ لإنجاز ما يمكن إنجازه في زمن تألق فيه الكتاب السعودي رغم الهلع الذي أصابنا بنهاية عهد الكتاب وهجره إلى المنتديات الإلكترونية وثقافة الشاشات.


أحمد سالم بادويلان
dartwaiq@zajil.net

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved