الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 27th February,2006 العدد : 142

الأثنين 28 ,محرم 1427

لا أتَّفق مع الشيخ!!

.......... محمد الخربوش
لا أتفق بتاتاً مع ما قاله الفنان التشكيلي الكبير عبد الله الشيخ في لقاء معه بجريدة الاقتصادية عندما قال فيما معناه: إن الرئاسة العامة لرعاية الشباب أُوجدت لخدمة الفنانين التشكيليين، لكن الفنانين هم مَن خدم الرئاسة. أولاً وقبل كل شيء أود أن أسجل إعجابي الكبير بالفنان عبد الله الذي استطاع أن يكون من خلال عطائه الفني الطويل نموذجاً مشرفاً للفنان التشكيلي السعودي المعاصر أداءً وتقنية وثقافة تشكيلية مدهشة. وقد سبق لي أن أشدتُ في هذا المكان بالفنان عبد الله وبقدراته الفنية الواعية، لكن كل هذا لا يمنعني هذه المرة من أن أخالف الشيخ في طرحه؛ لأن الرئاسة العامة لرعاية الشباب إبان إشرافها على الحركة التشكيلية السعودية ضمن إشرافها الشامل على ثقافة الوطن قبل صدور الأمر السامي الكريم بنقل الشأن الثقافي إلى وزارة الثقافة والإعلام؛ أقول: إن الرئاسة ساهمت بشكل كبير في تطور ونمو وازدهار الحركة التشكيلية من خلال الكم الهائل من المعارض التشكيلية التي تُقام سواء على مستوى الأندية الرياضية أو مكاتب الرئاسة المنتشرة في مناطق ومحافظات المملكة أو من خلال المعارض المركزية الكبيرة التي تقام في الرياض أو في خلافها من المدن، إضافة إلى المشاركة الهائلة في المعارض والمناسبات والفعاليات الخليجية والعربية والإقليمية والدولية، مع ما تقدمه من دعم مادي ومعنوي لمراسم الفنون التشكيلية في الأندية وبيوت الشباب ومكاتب الرئاسة وخلافه، وغير ذلك من معطيات مختلفة تساهم بشكل أو بآخر في تقديم نقلة نوعية للفنان نفسه وللحركة التشكيلية برمتها بشكل عام. وسوف يطول المقام لو أردت أن أتطرق بالتفصيل الدقيق لما قدمته الرئاسة قرابة الأربعين عاماً الماضية التي تمثل العمر الحقيقي للحركة التشكيلية السعودية.
لستُ بصدد الدفاع عن الرئاسة؛ لأن الشمس لا تُحجب بغربال كما يُقال، ولأن الفنان عبد الله يدرك قبل غيره الجهد الذي قدَّمته الرئاسة للفن التشكيلي وأهله حتى وصل إلى ما وصل إليه من حضور وتوهج على كافة الأصعدة. لذا فإنني أستغرب أن يصدر منه مثل هذا الكلام الذي لم يحالفه التوفيق، ثم إنني أتساءل: ماذا قدَّم الفنان التشكيلي للرئاسة؟
ليعلم أخي وصديقي الحبيب عبد الله أنه لا الرئاسة ولا الفنان نفسه يستطيع أن يقدم نفسه وحضوره بمفرده دون الآخر، ومن هنا فإن الرئاسة بما تقدمه من دعم وإمكانيات وحوافز مادية ومعنوية والفنان بمشاركته وحرصه واهتمامه وتشريفه للوطن في المحافل الدولية هما عنصران مكملان لبعضهما البعض، ومن هنا أيضاً فإن ما وصل إليه الفنان التشكيلي يعود الفضل فيه بعد الله إلى الرئاسة، وما وصلت إليه الرئاسة من نجاح إبان إشرافها على الفن التشكيلي يعود الفضل فيه بعد الله إلى الفنان التشكيلي نفسه، وتلك المعادلة سوف تنطبق على الوزارة مستقبلاً؛ فالوزارة لن تتواصل مع النجاح دون مشاركة الفنان واهتمامه ببرامجها التشكيلية، والفنان لن يتطور ويواصل تألُّقه وحضوره في حال تقاعس الوزارة وعدم حرصها واهتمامها بالفنان.
أتمنى من أخي عبد الله الشيخ - الفنان المثقف الخلوق - أن يتقبل وجهه نظري بصدر رحب وقد عهدته كذلك.
وأتمنى للحركة التشكيلية السعودية أن يتواصل عطاؤها ونموها وازدهارها وتألُّقها بعد انتقال الإشراف عليها إلى وزارة الثقافة والإعلام، وخصوصاً أن وكالة الوزارة للشؤون الثقافية أُسندت لرجل تشرَّب الثقافة بكل صورها ومعطياتها الزاهية، وهو سعادة الدكتور عبد العزيز السبيل.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved