الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 27th June,2005 العدد : 112

الأثنين 20 ,جمادى الاولى 1426

صدى لون
جيل الفنانين الجديد.. انعدام التوازن!!
محمد الخربوش
يدور الحديث هذه الأيام أكثر من أي وقت مضى عن التخبصات الحاصلة في الساحة التشكيلية المحلية، وانعدام حالة التوازن فيما يطرح من نتاج فني عبر المعارض والمعطيات التشكيلة المختلفة التي تقام هنا أو هناك، خاصة فيما يتعلق باضمحلال الهوية وانعدام البصمة المحلية التي تستقي رموزها ودلالاتها وأصالتها من موروثنا الشعبي الأصيل المتمثل في معطيات بيئاتنا المختلفة.. وبالتالي أصبحنا نشاهد أعمالاً ممسوخة تفتقد الهوية ولا تحمل في معطياتها أي ملامح أو رموز أو دلالات تؤكد الانتماء لهذه الأرض. ولقد تطرق العديد من الزملاء إلى هذه الإشكالية التي تتنامى بكل أسف خاصة فيما يتعلق بنتاج الجيل الجديد من الفنانين والفنانات الذين جاءت معظم أعمالهم (تفتقد الطعم واللون والرائحة)، وقد يقول قائل إن النقلة العالمية المتسارعة وانفتاح باب العولمة على مصراعيه من خلال هذا السيل الجارف من الفضائيات والانفتاح الإعلامي الواسع مما جعل العالم بأسره وكأنه قرية صغيرة يتم التأثر والتأثير فيها خلال لحظات، إضافة إلى النقلة التكنولوجية وازدهار عصر الآلة والتقنية مما ساهم أيضاً في سرعة الوصول إلى الآخر والاطلاع على معطياته في كل مناحي الحياة بما في ذلك الثقافة التي يأتي الفن التشكيلي أحد روافدها المهمة.
صحيح أن لهذه الهجمة الشرسة لثقافة الآخر تأثيرا سواء في المأكل أو الملبس أو بعض السلوكيات وأنماط الحياة شئنا أم أبينا فهذا واقع يدركه الجميع، لكننا في الوقت نفسه يجب ومن منطلق إيماننا التام بقيمنا وأخلاقياتنا وعاداتنا وتقاليدنا الأصيلة أن نعمل على(فلترة) كل هذه المعطيات الأجنبية وفق ما تقتضيه مصلحتنا وقناعاتنا وتوجهاتنا وتعاليم ديننا العظيم، ولأننا لسنا بمعزل عما يجري في عالم اليوم من تقدم وحضارة وازدهار في كافة مناحي الحياة فإننا مطالبون أيضاً باكتساب ما يتناسب مع ثقافتنا وقيمنا وبما لا يؤثر على بنائنا السليم.
من هنا فإنه ومن واجب الفنان التشكيلي وهو أحد عناصر المنظومة الثقافية أن يدرك ذلك جيداً في أعماله ونتاجه الفني بدلاً من هذه الهرولة غير الواعية خلف المعطيات التشكيلية الأجنبية، وبالتالي تقديم أعمال تفتقد الهوية والأصالة والمضمون، بل إن معظمها يأتي وبكل أسف تقليداً أو استنساخا لنتاج الآخر.. لست متحاملاً أو متشائماً لكنها الحقيقة الماثلة للعيان لأن الفنان وكما نعلم عندما يمارس العشق مع أدواته، فإنه من المفترض أن يقدم نتاجا يحمل هويته هو وطابعة وبصمته وبيئته وترابه، وبالتالي يكون هو الناقل الأمين لهموم وآلام ومعاناة وتطلعات مجتمعه.
وأنا هنا لا أدعو إلى التقوقع والانعزال عما يجري في العالم من حولنا لكن علينا أن نكون أكثر دقة وأكثر انتقائية، وأن نوظف ما نجده يتناسب معنا من معطيات عصرية سواء في الآلة والتقنية أو ثقافة الآخر، بما يحفظ لنا هويتنا وأصالتنا وموروثنا الأصيل.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved