الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 27th September,2004 العدد : 78

الأثنين 13 ,شعبان 1425

الرد على ع.ش... لكن العواد أولاً..؟
قرأت ما كتبه ع.ش في الثقافية بعد انتهائي من قراءة قمم الأولمب للشاعر والمفكر الكبير محمد حسن عواد رحمه الله.. هذا الرجل الذي وهب حياته للأدب والفكر في زمن القرن الهجري الماضي قل من يفهمه ويتفهم ما يرمي اليه.. انطلق فكره في عوالم خيرة للإنسان وارضه.. بعزيمة لا تعرف الكلل والتراجع عن ما يراه بصدق الرائد الذي لا يكذب اهله كما يقال.. ولم تشغله عن مراميه الوظائف والعمل في الصحافة، تأسيس نادي جدة الأدبي.. الذي كان ولم يزل يؤتي أكله الفكري برئاسة استاذنا الفاضل: عبدالفتاح ابو مدين.. العواد ترك آثار ابداع في مجالات الشعر والنثر والفكر الحي وكان غفر الله له جادا في مسيرته النيرة لا يعرف انصاف الحلول.. وربما ضايق من خلال آرائه البعض من اولئك الذين لا يدركون الرؤية الحقة سواء من ضبابية افكارهم.. أو ممن يريدون المجاملة.. ولو على حساب الحقيقة.. انتقل العواد إلى الرفيق الأعلى.. وبكاه الكثر حتى اولئك الذين لم يرضهم أو يجاملهم.. ترك آثارا باقية تنطلق لمن اراد دراستها ووعيها بتجرد ليدرك فكره ومراميه.. رحل العواد وترك الحسرات تلوب في وجدان محبيه عام 1400هـ. فهذا الشاعر المبدع عبدالله محمد جبر.. قال فيه بداية قصيدته بكائية العواد:
يا شباب العلا وجمع الشداة
فاض دمع الأسى على الوجنات
غاب استاذنا الحنون وخرت
في خشوع بواذخ العزمات
عاشق الفكر والحياة تولى
بعد ان كان ملء عين الحياة
الثمانون من صيال وفكر
وشعور يشع كالنيرات
إلى قوله:
ابدا يمنح الاحباء عطفا
وجحيما ينقض فوق العداة
أيخلي امجاده لصغير
يتعالى او جاهل ذي افتئات
.. الخ
نعم هو كما قال الشاعر عبدالله خير
أيخلى أمجاده لصغير
يتعالى او جاهل ذي افتئات!!
لا يخلي العواد الإنسان امجاده لصغير او جاهل يتعالى عليه او على غيره فهو القائل:
الا مكن اللهم كفي من امرئ
يسئ إلى مستضعف فيؤده
ومن حاسد يخفي محاسن غيره
وتلبيسها الوان سواء جهوده
ومن راصد للحب يبذل صفوه
مناكد يزجيها إلى ما يريده
ومن ظالم يستمرئ الجور قلبه
فترهق عيش الأبرياء قيوده
فهذا هو الشاعر العملاق أمضى حياته مكافحا.. ومنافحا عن فكره الناضج في وقت كانت الطلائع الأدبية والفكرية تعاني ما تعانيه من عدم التجديد والتمسك بالقديم الموروث.. فكان العواد عكس ذلك.. فيا حبذا لو طبع انتاجه وعمم لتراه الطلائع الأدبية الشابة بدءاً من الخواطر
المصرحة (خواطر مصرحة) وانتهاءً بآخر ما ألف وكتب وحاضر وقدم لكتب.. مع الأمل ان يكون فكر العواد وغيره من الكبار محل عناية ودراسة وتقديم الجوافز لكل دارس يستطيع ان يسلط الأضواء على تيك الصروح في ذاك الزمن الذي عزت فيه الامكانات.. وصبر اولئك الرجال كالعواد وامثاله على انكاد الحياة.. في مجتمع يراوح بين قحط الفكر وتحسين المستوى المعيشي.. الصحافة مثلا كانت الصحف زمن الافراد تكاد تعيش على الكفاف.. وكان اصحابها.. وقد عاصرتها في المنطقة الغربية.. يتكلفون فوق طاقتهم ماديا. اما الآن فالصحف أغلبها يدفع ولا يخشى الفقر..! في ذاك الزمن زمن العواد وغيره يجاهدون في الصحافة جهاد الأبطال ويعيشون حالة كفاف الله يعلم بها.. فماذا يضير لو تحملت الصحف طباعة انتاج العواد وغيره مع النوادي والتي قام بعض النوادي الأدبية بالطبع ولكن ما طبع لا يغني الساحة الأدبية.. بلادنا والحمد لله.. في نهضتها المباركة قادرة بعون الله. على العطاء والإنفاق.
أما أنت ايها العزيز سأرد عليك بعد أن كتبت عن الشاعر الكبير محمد حسن عواد ما كتبته عنه من باب الذكرى لأولئك الطود الشامخ مع انني لم اقابله في حياتي الا ما قرأت له من سنين وسنين.. ومع ذلك اقول: أين سفوحي من قممه. نعم للذكرى وان كان لا ينسى.. كتبت عني في الثقافة العزيزة التي يأمل الجميع منها التقدم واعطاء كل ذي حق حقه.. في الساحة الأدبية والفكرية.. والاخذ بيد كل ناشئ متطلع باستعداد لأن يكون مع الأيام منظرا متطورا، ليضيء لغيره الطريق الحق في مسيرتنا الأدبية والفكرية.. كتبت بعنوان الهذال (عاشق) للسرد والابداع.. فكلمة الابداع لي فيها نظر..!
فلست يا سيدي مبدعا بل حاولت ايامها الإبداع.. وكتبت ما كتبته خلال ثلاثة عقود قصصاً من البيئة.. نعم من البيئة ..عن الانسان وارضه .. رغم اعتراض بعض الاخوة على (من البيئة) .. سيدي بعد خلاصي من العمل الوظيفي في المعارف سابقا (التربية والتعليم لاحقا). ومن فرع جمعية الثقافة والفنون بحائلنا.. بعدهما رأيت في القراءة الميدان الواسع لأن اقرأ واحلل وأتأمل.. لست غائبا بالمعنى.. كنت ايام الطفرة وما بعدها.. اكتب القصص من البيئة.. والتي تمثل صورة من صور مجتمعنا (يعني مصورة) وما كتبته يمثل مرحلة من مراحل المجتمع.. ولست غائبا او قليل صحة بالمعنى.. وقد البستني جزاك الله عني خير الجزاء اكثر من حلة من التكريم الذي لا استحقه.. فما انا الا كفرد من المجتمع ومن شرائحه الكادحة.. اعني كادح وابن كادح.. احب الحقيقة ولن احيد عنها.. ولو كنت غير ذلك لرأيتني غير
ذلك.. ولم احرم حتى من حقي البسيط من الترفيع لمرتبة بسيطة. فالكادح دائما يرى الصراحة ويعانقها لأنها حق والحق احق ان يتبع لكن..؟
ماذا نقول لحاقد أو حاسد عجن فكره بالجهل والاقليمية الضيقة ونسي التاريخ او انسي ذكره!! ولن اكتمك انني امتلك مكتبة فيها مئات الكتب المتنوعة هي في بيتي بيتي الثاني!! فالقراءة لها طعومها الخاصة.. ولا يعرف هذه الطعوم الا من أولع فيها.. نعم من أولع في القراءة. وعوالمها المتجددة في العطاء. فهي بمثابة الثمرات.. ثمرات عقول.. خاصة اذا تنوعت الكتب الجيدة.. وركلت الرديئة المنحرفة المملوءة بالتدليس والأكاذيب.. ولعل القراءة تجعلني من حيث لا أدري كاتباً للقصة والرواية والتاريخ وشتى العلوم.. بصورة يرضاها الجميع وبنفس الاسلوب الذي اعتدته.. وعرفت به من خلال قصصي (من البيئة) التي اعتز به لانها كانت في فترة زمنية.. مرت بي .. ومن خلال المجتمع كتبتها وقلت رأيي ببساطتي، بساطتها بدافع المحب لأرضه وانسانها الطيب.. الذي اتمنى له الحياة الطيبة ورغد العيش.. وسأكتب ايها الأخ ع.ش متى ما وجدت الزمن الملائم المريح من القراءة لبعض الوقت ان نسأ الله في العمر المحدود في هذه الحياة التي لا تدوم على حال من الأحوال.. وقاربت أن اكون طاعنا.. الا ان يجود العلم وابحاثه في تجديد الانسان وخلاياه لينعم على هذه الكرة بالخير والصحة والمحبة.. وهذا بالامكان ان يكون ومتى..؟ بعد ان نكون شبعنا موتا.. على حد تعبير اخوتنا بأرض الكنانة الاعزاء بقولهم (فلان مات وشبع موت) ولا شك ان الاعمار بيد الله تبارك وتعالى.

عاشق عيسى الهذال
حائل ص 7004

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved