الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 27th September,2004 العدد : 78

الأثنين 13 ,شعبان 1425

تكوين
حمزة المزيني
محمد الدبيسي
ما الذي استحر في خلد تلميذ (تشومسكي) ليجاوز اللسانيات (علم اللغة) إطاراً تخصصياً.. ربما لا يجد قبولاً خارج الجامعة.. وربما لا يُفهم بعيداً عن قاعات الدرس.. ليتيه الخصوص في مهمة العموم..!
** ليأتلف التلميذ (النجيب) مع قضايا الشأن العام..؟
ليس عبر البنى الظاهرة التي يستسيغها.. ويستسهلها صغار الكتاب في زواياهم المعتمة..! عبر تلك النوعية من فرط القضايا والكلمات.. والتعابير التي يرميها من شاء أمام من شاء.. لتصبح (جوكراً) هلامياً.. من الكلمات، يملك مؤنتها الجميع..؟!
** إلا أن (حمزة بن قبلان المزيني).. ارتأى مفصلاً دقيقاً.. وارتقى مرتقى رفيعاً.. يجاوز به كل ذلك السقط والافتئات..!..
(الشأن العام) في مساقه الفكري.. يبدو أكثر مراوغة.. وأدق تجلياً في استبطانه لمنعطفات ومآزق لا يستبينها إلا الراسخون في معرفة المكونات.. والممارسات المعبرة عنها وإسناداتها القناعية.. عبر تلك الأفكار التي اختزلت في الأذهان ردحاً من الزمن.. وأصبحت على ما بها من علل وخروم.. نسيجاً فكرياً تُبنى بواسطته الاعتقادات والقناعات..!
** تلكم.. هي قضية التلميذ الكبير.. والأستاذ المحترم..!
يقلب جمرها الساخن.. ليلتهب دماغه
وتتحرر طاقاته من أسر جزئيتها الوظيفية.. إلى فضاء العام (شأناً) مركباً ومعقداً..!
واشخاصاً مأسورين بالاتباع والتقليد والتسليم المطلق.. لتتعطل أذهانهم.. وقدراتهم.. ويشذ منهم من واقعت أفكاره ، الضمير الساكن.. المهدد بالانجفار.. كلما واتته سانحة العوارض.. وشرور الملمات..؟! أشخاص هم أبناؤنا.. واخواننا وهم سواد هذا الوطن.. ولبناته..!
قلَّ أن يجدوا من يفكر معهم وبهم ومن أجلهم وليس بالنيابة عنهم بصوت عال..!
** فليست مناكشة ولا مناكفة ولا مخاشنة.. تلك المعالجات.. والأفكار والمساءلات.. التي قدَّمها (حمزة المزيني).. منذ بدأ تعرية مناهجنا التعليمية..؟
تعريتها قراءةً ومراجعةً وتساؤلاً..!
أزاح السواتر الضبابية عنها.. لتبدو
مخرجاتها (....؟!).. لم يستنكف.. استبصار ما سمَّاه (ثقافة الموت) في نسيج تلك المناهج.. ليبدو الواقع أشد بلاءً.. وأقبح مرأى..!
** تبدو كذلك.. كما خبرها (حمزة المزيني) منذ كان طالباً في مراحل التعليم العام بالمدينة المنورة..!
هي.. هي.. لم تتغير.. عاضدتها وتماست معها نتوءات المتغير.. لتتمزجا معاً..!
وتخرج منهما عصارة مقيتة.. كأنها نكهة (الموت المصفى)!!؟
** هي على حقيقتها.. كان لا بد أن تقرأ كذلك.. ووفقاً لذلك.. إيذاناً بانتهاء عصر (الطبطبة).. ولذة النعاس.. ووهاد الدعة والاستسلام..!
قشور ووعورة.. وعموميات.. فقر تخطيط.. وانعدام رؤية.. وفاقة محتوى..! تماما كطرقات الحارات العشوائية المنهكة.. المتثائبة خلف أعمدة الكهرباء في كيانات المدن..!؟
مناهج.. ليست كلها شر.. ولم يطرأ على بال واضعيها لحظة.. أنها ربما أحرزت الشر.. يوماً ما..!
** كانت.. صيغاً مستسهلة..!.. يجعل واضعوها.. أن النوايا الطيبة وحدها لا تكفي.. وأن الأمس.. لن يكون كاليوم..!؟..
تجهل كيف تُلمّ.. وتحتوي تؤسس وتحصِّن..!
غابت عنهم النبوءة.. واستدبروا الاستشراف.. ولم يحفلوا بالمتغير..؟!
ولم يتوقعوا سطوة القادم.. وفورات المعلومات وطفرتها.. والمعرفة وتجددها.. والفضائيات وأهدافها..؟..
** ومن (ثقافة الموت).. إلى (المنهج الخفي) صاغ (حمزة المزيني) رؤيته.. منكباً على تلك السوائل اللدنة الخفية.. التي تشيع بيننا بخفاء.. وتمرر في الظلام.. وتستشري.. بسرية متناهية.. نتغافل أو نغفل عنها.. والدمار قسيمها ومُخرجها..؟! رفع صوته عالياً (حمزة المزيني).. معتمراً في قلبه كل الوطن.. يحذر وينذر..؟
ويضع اصبعه على الجرح الغائر.. في صميم بنائنا.. بكتيريا المنهج العضوي.. وفيروسات العقول والأذهان..!
وهكذا ألفناه.. مثلما ألفنا واستوعبنا كل ما يدنينا من المسار الأخطر.. والبلاء الأشد..! دون أن ندري..! هكذا نحن طيبون.. وإن كان وجه الطيبة أحياناً شراسة الجهل ومخاطر الغفلة وحميا التعصب والأحادية..!
** (حمزة المزيني) المكلل بالشتائم والتهديدات واسقاطات النقائص..!
كلما انبرى.. يفلي أمراضنا الخفية.. ويستبين معوقاتنا الداخلية.
سينصفه الوطن.. ذلك المعجون بماء أكبادنا.. والمرسوم وضاءة في لمعة حدقاتنا.. كلما تفجر صوت يسأل عن الحقيقة الغائبة..!؟


md1413@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved