الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 27th October,2003 العدد : 34

الأثنين 1 ,رمضان 1424

الخويطر والصدق مفتاح شخصية
حمد بن عبدالله القاضي

من أصعب الأمور أن تكتب عن (إنسان) تكن له الوافر من الحب والاحترام والتقدير، وفي الوقت ذاته فإن سيرته ومسيرته تضم العديد من الجوانب التي تستحق الحديث والتنويه، وتزداد الصعوبة عندما يكون المتحدث عنه من الذين يكرهون الثناء، وتتضاعف الصعوبة عندما تحس أنك لا تستطيع أن تعبر عن عاطفتك نحوه فهي أكبر من أن تجسدها كلمات أو عبارات. لكن على الرغم من ذلك كله رأيتني آخذ القلم لأكتب عن معالي الدكتور الكريم: عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر:
* فأولاً: أن مفتاح شخصية هذا العزيز (صدقه) إن الصدق هو الذي يجسد سلوكه وعطاءه، إذ لا ازدواجية بين قوله وعمله، بين مظهره ومخبره، وأجزم أن كل من تعامل مع (أبي محمد الحبيب) أدرك هذه الحقيقة.. وأكرم بها من شيمة، ولعله قد دعا ربه تضرعاً أو دعي له بقول الحق: {$ّاجًعّل لٌَي لٌسّانّ صٌدًقُ فٌي الآخٌرٌينّ} فاستجيب له.
ثانياً: بُعْد نظره في كل رأي يبديه أو قول ينطق به، أو فعل يؤديه ولم يكن له ذلك إلا لما وهبه الله من رجاحة في العقل، وبُعْد عن الهوى يعضد ذلك تأهيل علمي عال وتجربة حياتية ثرية.
ثالثها: بساطته وتواضعه، وكم يخجل معاليه من يعرفه ومن لايعرفه عندما يلتقي به.. إنه لم يغره منصب، ولم يخدعه مؤهل، فهو يتعامل مع الكبير والصغير، مع أستاذ الجامعة وماسح الأحذية، بأسلوب واحد، سنامه التواضع ولعله اتخذ هذا المنهج من منطلق تدبره لقوله ربه: {$ّلا تّمًشٌ فٌي الأّرًضٌ مّرّحْا إنَّكّ لّن تّخًرٌقّ الأّرًضّ وّلّن تّبًلٍغّ الجبال طٍولاْ} ولهذا فأحسب أن معاليه يعيش في سلام مع نفسه لا يشقيه غرور، ولا ينأى به عن الناس كبرياء، فالناس سواسية لديه، ليس بينهم فحمة ولا فرقد.
رابعها: ورعه وحرصه على إيصال الحقوق إلى أصحابها كاملة في وقتها من باب إبراء ذمته، وإنني لأذكر له شخصياً مواقف في هذا الشأن من خلال تعامله مع المطابع التي تطبع كتبه، ولا أسمح لنفسي، ولا يسمح هو لي بالإفضاء بها أو الحديث عنها، ويدخل في هذا الجانب (المسكوت عنه) الذي لايرغب ولا أرغب الحديث عنه، ألا وهو: حرصه على «فعل الخير»، جعل الله له ذلك من الباقيات الصالحات.
خامسها: حسن تنظيمه لوقته وقدرته على إدارته فهو بحمدالله بقدر أدائه لأعماله ومسؤولياته بكل دقة وإخلاص وحرص، فقد بارك الله في وقته، فهو يقوم بالواجبات الاجتماعية، وهو يجد الوقت للقراءة، وتأليف الكتب النافعة، وبخاصة تلك الكتب التي خدم بها تراثنا، وحببه إلى أجيالنا وربط مضامين نصوص هذا التراث بواقعنا وحاضرنا، وحسبنا موسوعة (إطلالة على التراث) التي بلغت ستة عشر جزءاً، والحق أن معاليه مع معالي صديقه (أبي سهيل غازي القصيبي) أنموذجان رائعان لحسن إدارة الوقت والاستفادة منه.
سادسها: جانب جميل قد يخفى على من لايعرفون معاليه سوى أنه مسؤول جاد، هذا الجانب، هو جانب (لطف الحديث وظرفه وحسن المعشر وجماله) فمعاليه حفظه الله عندما يكون في مجلس خاص يكون هو قطب الرحى الذي يشد الناس، سواء في أحاديثه وقصصه الجادة، أو في جانب الطرفة الجميلة، (والنكتة الحاضرة والهادفة) فأنت لا تمل الجلوس في مجلسه أو الاستماع إلى حديثه وطرفه.
** وبعد أبا محمد:
لا أقول لك إلا كما قال أحد شعراء الوفاء من هذه الأرض الشاعر: نايف رشدان:
«بُشْراك غرس لايغيب غمامُه تنمو به الآمال وهو جديد
تبقى خلالُك حيث كنت زكية فالورد يعْبق والغصون تميد»
أتوقف هنا فمهما استرسلت في الحديث عن هذا الرجل أثق بأنني لن أوفيه حقه مهما كتبت، لكن ((فصل الربيع بعضه ببعض العطر يختصر)) كما يقول الشاعر عمر أبور ريشه:
وبعد: أسأل الله أن يمتعه بالصحة والعافية، وأن يبارك في وقته، وأن يشد من أزره، فما أحوج هذا الوطن وفي مثل هذه الظروف بخاصة إلى رجال من أمثال معالي د.عبدالعزيز الخويطر.


* عضو مجلس الشورى رئيس تحرير المجلة العربية

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
تشكيل
مسرح
وراقيات
مداخلات
المحررون
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved