الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 27th October,2003 العدد : 34

الأثنين 1 ,رمضان 1424

الربيع الذي لا ينتهي
غادة عبدالله الخضير
(1)
تسألني:
أنام الشتاء؟
أم أنه لازال يحلم بربيع قادم؟
وما الذي يحمله الربيع ان أتى؟
وأجبتك:
نام الشتاء وهو يحلم بالربيع الذي يأتي ولا يأتي..
نام الشتاء مهرولا إلى ذاكرة الربيع الخضراء..
يقطف من ثمار تلك الذاكرة الخصبة ثمرة تغذي الروح..
وأخرى تغذي القلب..
وأخرى تصبّر الحنين..
وأخرى لشتاء قارص قادم..!!
نام الشتاء...
غاضباً من صيف عبر..
ولم يبق إلا حرقة قاسية في الوجدان تنبت شجناً من حزن لحزن..!!
نام الشتاء..
تاركاً للربيع حسرة الأوراق..
تلك الأغنية التي يعزفها الخريف كل عام.. ولا يمل..
تسألني: أنام الشتاء؟
من قص عليه دفء الحكايا حتى ينام؟
من أغراه بوعد الربيع؟
من أقسم أن يجمع له أوراق الخريف.. ويعنونها ب«الربيع الذي لا ينتهي»..؟
من رسم له الصيف سمراً وتباشير فجر؟
من أعاد تشكيل الفصول له.. ومنحها حرية اللون؟
وأجبتك: يصنع الشتاء حكاياه بنفسه..
ويعترف واثقاً ان الربيع لا يأتي بإغراء وعد..
وان أوراق الخريف التي تجف لا يمكنها أن تكون هدى لربيع لا ينتهي..
أما تباشير الفجر وسمر الصيف.. فقد كانا على علم أن الشتاء سيغفو..
وأجبتك.. ان للفصول لوناً واحداً..
هو لن الرحيل.. حتى وان اشتد اخضر الربيع..
وسألتني:
أنام الشتاء؟
ولم أجب.. كان صمتى غفوة حلم.. بالشتاء الذي نام..
وبالبرد الذي اشتعل..!!
كان صمتي تأملاً لكل تلك الفصول التي تظهر أمامي كعلامات استفهام قادمة..
كان صمتي شفافاً.. يشبه اليقين.. أن الربيع سيأتي..
عندما تكون مواقد الشتاء عامرة بالجمر.. والصبر!!
(2)
من «على ضفة نهر بييدرا جلست وبكيت» ل «باولو كويلهو»
«يجب أن نجازف، كان يقول، نحن لا نفهم معجزة الحياة حقاً إلا عندما يحدث لنا ما لا ننتظر. إن الله يعطينا في كل يوم ومع طلوع الشمس لحظة نستطيع أن نغيّر كل ما يجعلنا تعساء.
في كل يوم نتجاهل فهمنا بأن هذه اللحظة لها وجود.. ونتظاهر بالاعتقاد بأن هذا اليوم شبيه بالغد، ولكن عندما ينتبه المرء لليوم الذي يعيشه، فإنه يكتشف هذه اللحظة السحرية التي يمكن أن تكون مختبئة في الدقيقة التي نضع فيها عند الصباح مفتاحنا في القفل، أو هي مختبئة في فترة الصمت التي تلي وجبة المساء، أو في ألف واحدة من الأشياء التي تبدو لنا متشابهة.
إن السعادة أحياناً نعمة ربانية ولكنها في معظم الحالات فتح، فهذه اللحظة السحرية من النهار تساعدنا على التغيير وتدفعنا للبحث عن أحلامنا. نحن سنتألم ونجتاز محناً سيئة، ولكن تلك هي فترات الانتقال التي لا تترك آثاراً، ثم سنتمكن بعد ذلك من النظر إلى الوراء بفخار وإيمان».


ghadakhodair@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
تشكيل
مسرح
وراقيات
مداخلات
المحررون
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved