الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 27th October,2003 العدد : 34

الأثنين 1 ,رمضان 1424

قراءة نقدية
«ذاكرة التراب» تبهر الجمهور في تجريبي القاهرة
أ.د. عبدالرحمن عرنوس *
بذاكرة التراب شاركت السعودية في مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي، لتلحق بالتطور الحادث في المسرح الحديث.. فالابهار الذي شاهدناه في العرض لتطبيق رسائل الابهار الحديثة بالسينما على المسرح وهي عملية تكاملية وصعبة أو بمعنى آخر تطوير المفردات المسرحية بشكل متقن لتصل إلى الابهار فيما يسمى الآن بالمسرح الحديث.. والعرض السعودي كان بمنزلة طفرة العروض العربية والتي نادرا ما تحصل في المهرجان حيث يوجد عرض عربي يتفوق بكل المقاييس.. فعلى الفرق العربية المشاركة ان تفخر بهذا العرض الذي عكس مستوى المسرح العربي الراقي أمام الفرق الأجنبية.
وصل العرض إلى مرحلة التجلي بحيث انه يمكن تسميته بعرض للجميع لتفاعل الجميع مع العرض من خلال الصور البصرية التي يشاهدها وعندما نصل إلى هذه المرحلة فإننا بالطبع تجاوزنا مرحلة مهمة وهي ان العرض سيكون مفهوما من قبل غير الناطقين بالعربية مع ان العرض باللغة العربية وهذا ما حصل في العرض حيث تفاعل الأجانب مع العرض وقاموا في النهاية بالصعود إلى خشبة المسرح لتهنئة فريق العمل في ظاهرة فريدة من نوعها. حيث عبّر كثير منهم بأنهم وصلوا إلى مرحلة وكأنهم يفهمون العربية لما كانوا يشاهدون من مؤثرات بصرية وسمعية متناغمة مع أداء الممثلين، حيث تحقق لهم التواصل مع العرض المسرحي.
* الالتصاق الايقاعي وهي مفردة مسرحية من الصعب على الأكاديميين الوصول إليها إلا ان العرض السعودي تجلت فيه هذه المفردة بكل انسيابية.. وهي ارتباط الجسد بالروح حتى خيل لنا وكأن الممثلين لا يمثلون بل عاشوا التجربة عن حقيقة مع انهم كانوا يمثلون وهذا يتطلب لياقة عالية منذ عملية بناء الشخصية بين المخرج والممثلين وبقية فريق العمل.
الافتعال والانفعال كانا موجودين في العرض ولكن وظفا بكل حرفية من قِبل الممثلين والمخرج.. فكان الافتعال في شخصية المنكسر «عثمان فلاتة» مطلوبا كما حصل بالفعل لكي يوصل لنا فعلا مدى انكسار هذه الشخصية وتمزقها على مدى ربع قرن. وأما الانفعال في شخصية القائد العسكري «نعمان كدوة» فكان مرغوبا كما حصل بالفعل فقد وصل هذا الممثل إلى درجة التجلي في الأداء ليكون نموذجا للممثل المسرحي المتكامل، فبالإضافة إلى الانسلاخ الرائع بالشخصية إلا ان نظرات العيون في هذا الممثل كانت تعبيرا أدائياً مصاحبا وكذلك التحكم المدهش في عضلات الوجه والأداء الصوتي بتدرج الطبقات حتى يصبح الصوت كآلات موسيقية.
* القراءة الاندماجية كان للعرض عنصر تأثير نفسي في نفس المشاهد مما يجعلك تتحول من قارئ محايد إلى قارئ اندماجي وهذا ما أثار دهشة واعجاب الدكتورة آمال بكير الكاتبة بصحيفة الاهرام.
* الايقاع المشاهد والايقاع المتصل.. بحيث كان هناك ايقاع حواري بحد ذاته وايقاع بصري آخر وبهذه الايقاعات توصل العرض إلى ايقاع منتظم لهذا لم نشعر كمشاهدين بوقت المسرحية لأننا ما ان نستوعب خدعة أو لعبة اخراجية حتى نقحم في الأخرى بكل ما نملكه من دهشة وهذه نقطة ايجابية لصالح العرض.
* طبقت المسرحية نظرية التكوين والتشكيل بكل حرفية في هذا العرض.. عند خروج أيدي الممثلين من الشمس المشعة «قطعة من الديكور هذا هو التكوين. وعندما عبثت هذه الأيدي أصبح تشكيلا مندمجا مع التكوين مع ان وضع جسد الممثل مع بعضهم ومع قطعة الديكور كان تكوينا أيضاً.
عموما يعدّ العرض السعودي من العروض المتميزة في هذا المهرجان الذي ترك بصمة لدى الفرق المشاركة عن المستوى المتطور الذي وصل إليه المسرح السعودي.
فريق العمل
الممثلون عثمان فلاتة، نعمان كدوة، خليل الجهني، محمد باهذيلة، احمد الصمان، رامي عاشور إضاءة متحركة مبروك السلمي، وهتان الطياري، هذال البيشي، المؤثرات الصوتية وائل سليمان، إدارة الإنتاج علي دعبوش، ذاكرة التراب تأليف أمير الحسناوي، واخراج شادي عاشور، الإشراف الفني والمتابعة عبدالله باحطاب، رئيس قسم المسرح د. حسن النعمي، ذاكرة التراب تقديم جمعية الثقافة والفنون بجدة.


* أكاديمية الفنون المسرحية بمصر

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
تشكيل
مسرح
وراقيات
مداخلات
المحررون
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved