الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 27th December,2004 العدد : 89

الأثنين 15 ,ذو القعدة 1425

من عبدالفتاح أبو مدين إلى عبدالعزيز السبيل!
تحية استقبال!
* الثقافية:
يتابع الأستاذ عبدالفتاح أبو مدين أنشطة وبرامج (جماعة حوار) التي يحتضنها نادي جدة الثقافي.. حيث تستمر في تقديم برامجها
المميزة لهذا الموسم.. ومن ضمنها الجلسة التي قدم فيها الدكتور عبد العزيز السبيل..ورقة حول أستاذ الجيل عبدالله عبدالجبار، فكتب الأستاذ أبو مدين هذه التحية لتلميذه وصديقه «أبي حسان».
**
أخي الأعز عبدالعزيز السبيل.. وددت وما تغني الودادة، أن أكون معكم في هذه الليلة الحفيلة، وفي هذا الملتقى مع جماعة حوار بالدرس الأدبي، لأمرين أو أكثر.. الأول: أنك سوف تتحدث عن رمز عزيز، شارك في إثراء حياتنا الثقافية في زمن يوشك أن يكون مبكراً، هو أستاذنا وأديبنا الكبير عبدالله عبدالجبار، مد الله في عمره وحفظه، ومن المؤكد أن الأمم التي تقدر رموزها لاسيما في الفكر، هي أمة حية واعية، مدركة لمسؤوليتها الأدبية، تدرك واجبها فتؤديه أحسن أداء وأصدقه، والأمة الخاملة، قد لا يشغلها إلا حياتها وما تنال من حطام الدنيا الفاني، أما الفكر الحر باق مع الأيام، يعنى به ويذكره الأوفياء والذين يعيشون الحياة المثلى، لأنهم أحياء حقاً.. وأستاذنا عبدالله عبدالجبار حقيق بالدرس لما كتب وأنتج وقدم، والرجل عاش وما زال، متعنا الله بحياته، عاش عفيفاً، عزيزاً على نفسه وعلى الناس، يمثل صفة الأديب والمثقف الحق عزة وكرامة، وترفعاً عن الحياة الرخيصة الذليلة، لأنه يعي رسالة المثقف الحق، وهو قبل ذلك، يدرك بإيمان، أن المثقف المثال، طويل القامة، مرفوع الرأس، وصدق شاعرنا شاعر الأمة العربية عبر تاريخها الطويل الحفيل بالكبار، قال أبو الطيب: (ذل من يحسد الذليل بعيش).. ولولا أنني أخشى اللوم ولو المستتر من رواد جماعة حوار لأطلت الحديث عن أديبنا الرائد الأستاذ عبدالله عبدالجبار، لأنه من حقه على أمته إذا كنا أوفياء لرموزنا أن نذكرهم ونقدرهم ونحتفي بهم، وهو أحدهم، وإلا فنحن جاحدون ومقصرون، وأرجو ألا نكون كذلك!
* أما أنت يا أبا حسّان، وأستأذن أخي حسن النعمي رئيس جماعة حوار في نادينا، وليعتبرني هو والذين حوله، أنني حاضر على منصة المنتدى، وأخذت نصيبي في المشاركة والحديث، ويقال لي كما يقال لمتحدثة ومتحدث، لقد تجاوزت الوقت، أرجو التوقف، غير أني أرجو في أدب كما يرجو غيري منحي دقائق، لاسيما وأني لم أشارك في التحاور في هذا المنتدى منذ بدأ، إلا يوم أن قدم أخي محمد ربيع الغامدي في الأيام الأولى من رمضان ورقته الثرية عن الأستاذ إبراهيم الفلالي رحمه الله، وأنا مدرك أن ما فات ليس له عوض، غير أني أطمع في كرم مدير المنتدى أن يُفضل بشيء من الوقت، وإن كان الوقت العربي ضائعاً وليس له قيمة..
* أنت يا سيدي أبا حسّان، فضلك كثير ودينك أكثر، وإنسانيتك أثرى، وأدب نفسك وخلقك العالي وتواضعك الجم، بل إن أدب درسك كذلك، وهذا ليس غريباً، فأدب النفس يحقق في موازين الدارسين أدب درس للذين يتوجهون إلى ذلك، وأخي السبيل بحق، من هذا الطراز العالي، وإنني لأدرك أن أبا حسّان يضيق بمثل هذا الحديث، وأنا مضطر إلى ذلك، إذ لم يتح لي التحدث عنه في الصحف، لأرد بعض دينه، حتى لا يقول قائل: إننا نتقارض الثناء، إذاً لم يبق لي إلا أن أستثمر مناسبة كهذه، إن صح هذا التعبير، وهي حال نادرة، لكي أعترف أني مدين لرجل كريم غالٍ
ذي أدب عالٍ، أقول هذا وأنا أكتب هذه السطور، لأتركها لأخي النعمي، أما لو كنت قريباً، لاستأذنت أن أقدم هذه الكلمة الترحيبية، إلى رجل في ناديه، وليس ذلك شاذاً في نيل فرص الحديث، ولاسيما في مجال الوفاء وذكر المحاسن، وابن زيدون يقول: (واغتنم صفو الليالي)، وها أنا في هذه الساعة، ولعلي أكون على شاطئ الإسكندرية الجميل الرائع أحادث الموج، رغم أن مشاعري ترفرف حولكم، أسمع من بعيد صدى كلماتي المتواضعة، وأهتز طرباً، لأني سعدت بكتابة تحية، أكبر الظن أنها لا ترقى إلى مستوى خلق وأدب نفس عبدالعزيز السبيل، ولكن أقل ما في هذه الكلمة العابرة، أنها اعتراف بالجميل!
وربما في موازين كسب قلوب الرجال، أستشهد بقول الحق: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} (29) سورة الزمر.
* معذرة فواجب أخي أبي حسّان، لا يمكن أن أؤديه، مهما قلت ومهما فعلت، والله أسأل أن يجزيه خير الجزاء، كفاء جهوده في ناديه وتضحياته، وأدب نفسه الذي لم يختص به أبا مدين كرجل في سن والده الكريم، وإنما غمر كل من خالطه.. اعذروني مرة أخرى، فإن مناسبة كهذه نادرة، قد لا تتاح لي مرة أخرى، وشكر الله صبركم علي، وتحية مجددة لرجل حقيق بالوفاء والتقدير والحب الصادق، حب في الله، وحب الأرواح المجندة المتآلفة، والله نسأل أن يديم علينا فضله وإنعامه، لنظل من خير أمة.. شكراً مرة أخرى، والسلام عليكم!


عبدالفتاح أبو مدين
الثلاثاء 17 شوال 1425هـ
30 نوفمبر 2004

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
مسرح
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved