الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 27th December,2004 العدد : 89

الأثنين 15 ,ذو القعدة 1425

النادي الأدبي بالرياض بين الطموح والواقع
محمد المنصور الشقحاء
التقويم العلمي للساحة الأدبية والفكرية عجيب بسبب عدة إشكاليات أهمها أن الأقسام الثقافية في الصحف لا تحيط بكل المناشط وفي غفلة من الإذاعة والتلفزيون ومن هنا فقدت المؤسسات القائمة حساسية العطاء وشعر البعض أن الوقت الذي يصرفه حتى يتحاور مع من حوله من داخل المؤسسة (أعضاء ورواد) ذهب هدرا لوجود حلقة مفقودة بين الفعل والهدف.
وهنا انشغل الأديب والمفكر ببناء نفسه ذاتيا حتى وإن قدمت له المؤسسة القائمة الجليلة من الخدمات التي تجيء في كل الأحوال بمبادرة منه. ولنا في نادي الرياض الأدبي مثال حي على سوء البرمجة وارتباك التنفيذ وكأن عناصر مجلس الإدارة وهم ممن لهم باع مشهود في المنظومة الثقافية ولكن لم تتحقق رغائبهم الفكرية فكان الصراع الداخلي الذي أدى إلى شل النادي عن تحقيق أهدافه كباقي الأندية القائمة مع توفر الإمكانيات المكانية والزمانية.
هل هذا يؤكد إننا رغم دعمنا الكامل للشأن الثقافي نقف حجر عثرة في قيام النادي بدوره ومن يتحمل المسئولية.
هنا وقد تحول مقر النادي إلى ركن شرفي في كيان مدينة الرياض بمعزل عن نفسها على الجهات البانية أن تساهم في إعادة الاعتبار له وعليه لا بد من تدخل حقيقي يفعل نظام الأندية الأدبية في تكوين هذا النادي الذي لم يستطع أحد أخراجه من عنق الزجاجة ونحن نتذكر أعوامه الأولى مع إدارة أبي عبدالرحمن بن عقيل الذي قدم برنامجا ونفذه ولم يسع هو ومجلس إدارته إلى تبني حلم فوق إمكانيات القائم.
وكذا لم يتمكن الأستاذ عبدالله بن ادريس مع تطلعاته كمثقف عام وشاعر متميز يحمل تجربة العمل الصحفي والهم الوظيفي ان يتجاوزه مع وجود امكانيات افضل فعزل النادي عن الوسط الثقافي أفرادا وإعلاما ومؤسسات اكاديمية زاهرة بالمواهب بتكسر البرامج وإفراغ التواصل من هدفه كما (حدث لورشة الإثينية) ولتحفظ في المطبوعات وإرباك ميزانية النادي في برامج غير مؤثرة أحاطت النادي بكرة من المطاط الشفاف نشاهد بوابته التي تحمل اسمه ولكن بمعزل عن المعنيين بهدفه الذي قام عليه.
وواصل الدكتور محمد الربيع السياسة الإفراغية ذاتها التي معها زاد هامش العزلة وقد توقع الجميع إثراء الحالة من خلال تشكيل مجلس إدارة جديد وبرنامج واقعي لمناشط النادي وتفعيل لجانه وترقب الجميع التشكيل الجديد للمجلس كما ترقب المتفائلين البرنامج الذي يتجاوز ما يقدم في الأندية
المماثلة في بلادنا الحبيبة وكل التوقعات لم تبشر بخير.
إنما توقف الطموح عند فشل الدكتور الربيع في تشكيل مجلس إدارة جديد وتوقف عن برمجة النشاط واعادة اللحمة بين النادي والأدباء والمفكرين في مدينة الرياض وبالتالي لم يجد الشداة (كمثال جماعة السرد) والمهتمين بالثقافة تجديد في فكر النادي أو تحقيق جزء من تطلعات الرئيس الجديد التي صرح بها لوسائل الإعلام وتناقلتها المجالس الخاصة بحذر.
إن الفلسفة التي انطلقت منها الأندية الأدبية في مشروعها لإثراء المكتبة السعودية وتنمية المنابر الأدبية تتمثل في مساعدة الأدباء على طباعة نتاجهم وإيجاد مكان للحوار يستفيد منه المتمرسين والشداة ويحقق من خلاله الأديب ذاته التي تقوم على قاعدة الحفاظ على مصالح النادي ويرعاها وهي فلسفة ناجحة لم يدرك رئيس نادي الرياض الأدبي الحالي أبعادها فلم يهتم بتحديث إدارة النادي ولم يوفق في اعداد برنامج واقعي يرتبط بفلسفة النادي وهنا مكمن الفشل الذي نراه في القائم.
ليس من الضروري أن تتفق مع من يعمل معك حتى تتمكن من قيادتهم ولكن نحن بحاجة إلى معرفة مكامن القوة حتى تكسب أنت والعمل مهارات تنمي الإنتاج لدى الجميع الذي من خلاله يحظى الجميع بالتقدير من خلال الرئيس وهذا لا نجده في إدارة نادي الرياض الحالية التي تحظى بحقوق لا تستحق وتروج لواجبات لا تطاق ولم توفر خلال عامين المناخ الملائم للمشاركة في تحمل المسئولية بسبب قصور النظر فهي ترى الطريق بعين واحدة فما نراه الآن ظلام دامس لا ندري ما نهايته.
وليس هذا إشكال رئيس ومجلس إدارة
النادي ولكن مسئولية من يرعى النادي ويعتمد ميزانيته وقد تدنى الناتج العام وارتفع الصوت الشاجب في الصحف والمجالس الخاصة وتوقف التواصل بين المجتمع والنادي فتوسل القائمين عليه بالمؤسسة الحكومية لرفد مشاريعه الوهمية على حساب الهدف الذي من أجله تأسس.
وهنا نحن بحاجة إلى تدخل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض لترتيب دور النادي من خلال الواجبات الملقاة على عاتقه حسب نظام الأندية الأدبية الثقافية التي اعتمدها الأمير فيصل بن فهد الرئيس العام السابق للرئاسة العامة لرعاية الشباب (تغمدها الله برحمته) وعلى ضوء هذا النظام تشكل لجنة من المهتمين بالشأن الثقافي من جامعة الملك سعود وجامعة الإمام محمد بن سعود والغرفة التجارية الصناعية ومكتبة الملك فهد الوطنية وجريدة الجزيرة وجريدة الرياض (عبر أقسامها الثقافية) لمناقشة إعادة الحياة للنادي وجمع تبرعات لإنشاء مقر حقيقي للنادي يستوعب مناشطه وأهدافه أسوة بما تم في المدن الأخرى وعقد اجتماع موسع للجنة مع بعض الأدباء والكتاب في مدينة الرياض (أطياف مختلفة) لانتخاب مجلس إدارة جديد يحقق ما لم تحققه الإدارة الحالية.
النادي الأدبي حسب نظام الأندية الأدبية مؤسسة اعتبارية مستقلة يقوم دورها من خلال الأعضاء تخدم هدفا إنسانيا ملتزما بأهداف مجتمعه مؤمنا بتراثه العريق عارفا بالتحولات العلمية والأدبية الفكرية التي وصل إليها المجتمع ولا تبحث عن الربح ونجاحها متوقف على التزام كل عضو بدوره داخل المجلس أو في اللجان أو في الجمعية العمومية ورسوم الاشتراك والدعم (الذي يشمل المعونة الحكومية والمساعدات من الأفراد والمؤسسات الأهلية) يحقق برامجه التي تعد وفق سياسة متزنة.
وعندما يتدخل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز سوف تعود الروح للنادي الأدبي في الرياض ليس من خلال حفلات العلاقات العامة ولكن كمركز حضاري في الرياض قلب العروبة النابض وبيت العرب الثرية بناسها ومكانتها العلمية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير عبدالله بن عبدالعزيز.
لقد فقد القائمون على النادي واجبهم الوظيفي وبالتالي انفقدت الثقة بهم من قبل الوسط الأدبي والفكري وانشغل الجميع بحديث غير مثمر نتائجه دائما تصل إلى طريق مسدود وتدخل المعني بالأمر (أمير منطقة الرياض) سوف يعيد الأمور إلى نصابها.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
مسرح
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved