الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 27th December,2004 العدد : 89

الأثنين 15 ,ذو القعدة 1425

الفن التشكيلي في أسبوع الإخاء التونسي
رسائل حب ملونة للجمهور السعودي

* الثقافية المحرر التشكيلي:
على هامش أسبوع الإخاء والتعاون التونسي السعودي الذي افتتح الأسبوع الماضي في العاصمة الرياض على شرف سمو الأمير الدكتور عبد العزيز بن عياف آل مقرن أمين مدينة الرياض ومعالي وزير السياحة التونسي الأستاذ التيجاني الحداد ، ضمن المعرض التجاري السياحي والتراثي حيث أقيم جناح للفن التشكيلي التونسي اشتمل على عدد من الأعمال ، التي تنوعت فيها أساليب الطرح وتعدد الخامات كالرسم الزيتي للفنان خليل السبعي والحروفيات للفنان المتميز علي الطرابلسي، برز من خلالها نموذج من نماذج الفن التشكيلي التونسي تمثلت في أعمال الفنان خليل السبعي ، وهو أحد ابرز التشكيليين في تونس ومن رواد الفن فيها ، حيث قدم مجموعة من الأعمال ذات الاتجاه الحروفي .. وفي لقاء عاجل استطعنا اقتناصه في وقت الافتتاح مع الفنان خليل ، تحدث فيه عن تجربته وعن ما يسميه الهاجس أو (الإدمان المحبب لهذا الفن والتمسك به رغم ما يجده من جفوة من المجتمع ونقص في أعداد عشاق الابداع التشكيلي) ، خصوصا في عالمنا العربي ونحن هنا نتفق معه ونشاركه الهاجس .
نعود لحديثنا مع الفنان خليل الذي ولد عام 1935م وتخرج من الجامعة لزيونية واقام العديد من المعارض وتخصص في رسم الشخصيات الرسمية على مستوى العالم ، ومنها رسمه لوحة جدارية لخادم الحرمين الشريفين فهد بن عبد العزيز قدمها هدية إلى سفارة خادم الحرمين الشريفين بتونس ، إضافة إلى تجربته المتميزة في استلهام الحرف العربي ورموز من ملامح الواقع التونسي خصوصا الجانب الإنساني .. وقد رحب الفنان خليل بالعلاقات الجميلة التي بناها مع العديد من رموز الفن التشكيلي السعودي بعد أقامته معرضه في مدينة جدة ، الذي جاء بدعوة من الفنان عبد الحليم رضوي وبدعم من القنصلية التونسية ، مؤكدا أهمية التواصل بين فناني المملكة وبين فناني تونس.
لقد حقق الفنان التشكيلي التونسي حضورا عربيا متميزا منذ انطلاقته عام 1894م ، حيث أقيم أول المعارض في هذه المسيرة من قبل معهد قرطاج وهو إعلان أول صالون تشكيلي ،
ليصبح أهم روافد دعم مسيرة الفن التشكيلي التونسي من خلال احتضانه لبدايات الفنانين التونسيين الأولى منهم الفنان الجيلاني عبد الوهاب عام 1912م الذي كان يعرض تخطيطاته في الصالون ، يليه الفنان يحيى التركي عام 1923 .. وفي الثلاثينيات لحق بهؤلاء الفنانين عدد من الفنانين منهم عزوز بن رايس وحاتم مكي وعلي بن سالم و عمار فرحات.
وقد أخذت الحركة التشكيلية التونسية التي انطلقت من الصالون بشكل هادئ وحذر في البحث من خلال الرسم كتقنية ووسيلة تعبير لا زالت مرتبطة بالثقافة الغربية ، وأسلوب مستورد ليتحول إلى صيغة وأنماط ووسيلة تعبير تستلهم مواضيعها من البيئة المرتبطة بالثقافة العربية الإسلامية في تونس
، ورغم المحاولات الكبيرة في إيجاد الصيغة المحلية إلا أن الفنان التونسي حقق الكثير من الأخذ بالتجارب إلى مرحلة الجمع بين الانتماء وبين التأثير الغربي ، خصوصا النظرة الاستشراقية التي يعتمد فيها الفنانون الغربيون على تسجيل الواقع تسجيلا فوتوغرافيا أو كما يراه الرسام الغربي ، ومن خلال الاهتمام بالواقع البيئي والاجتماعي ورسمه للأسواق والمساجد وحياة الناس ومظاهر اللباس لتظهور خلال تلك المحاولات والتجارب الجدية للفنانين التوانسة جماعة مدرسة تونس التي أسسها جلال بن عبد الله وعلي بن الآغا ، التي عبرت عن البيئة التونسية بمثالية عالية برز من خلالها إلى التجريبية والتجريدية.
وإذا تحدثنا عن الفن التشكيلي التونسي فان هناك الكثير من الأسماء التي تعدت موقعها في المساحة المحلية نحو المساحة والساحة العالمية ، مثال ذلك الفنان نجا المهداوي الذي أبرز أهمية الفضاء الجمالي الإسلامي من خلال تسخير قدراته وإمكانياته التشكيلية للحرف دون تمسك بدلالاته المعنوية واللفظية ودون ارتباط بما عهد من أساليب الخط..) ، ومن تلك الفترات لم يقف الفنان التونسي عند حدود معينة بقدر ما سعى لمواكبة المتغيرات التي طرأت على الفنون العالمية ، بحثاً عن الحرية في التعبير الموضوعي والاستقلال الشكلي للعمل الفني ، ولهذا كان الاهتمام بالطبيعة والأشياء المياشرة في بداية تكوين المسيرة التشكيلية التونسية قد قادت الفنانين إلى ضفاف التجريدية ، كما هي في مختلف التجارب العربية ، متأملين الطبيعة مستخلصين منها الإشارات والرموز ، فأصبحت الساحة التشكيلية التونسية غنية وثرية بمختلف التجارب البارزة المعاصرة ، أكدت حضورها في أواخر الخمسينات تحديدا خلال السنوات الأولى للاستقلال ، وبجمعها بين الخصوصية الشعبية وبين متطلبات الواقع المعاصر ، فقد بدأت ملامح الحركة التشكيلية تظهر بشكل جلي ومؤثر وفاعل خلال الستينات والسبعينات والثمانينات ، حيث تعددت التجارب وتنوعت في المجالات التجريدية أو شبه التجريدية التشخيصية ، وقد برزت اتجاهات تشكيلية جديدة ينهل بعضها من ثراء الفن المعماري الإسلامي والخط العربي. بجانب الاتجاهات الحديثة المعاصرة .
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
مسرح
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved