مدينة على جبل؟
عن الدين والسياسة في أمريكا
|
تأليف: طارق متري
تقديم: غسان تويني، بيروت: دار النهار، 2004م
***
(مدينة على جبل) عبارة من العهد، الجديد تكررت في الموروث التاريخي الأمريكي منذ المهاجرين الأوروبيين الأوائل إلى لسان رجال السياسة في أيامنا، اقتبست لتعبر عن فرادة أمريكا المسيحية كأمة مختارة لتقود العالم. مؤلف هذا الكتاب يعمل في مجلس الكنائس العالمي مسؤولا عن قسم الحوار الديني وعن العلاقات بين المسلمين والمسيحيين، وهو يتناول فيه مسائل الدين والسياسة في أمريكا المعاصرة، ونظرة أمريكا إلى (الدين والدنيا) باعتبارها منطلق استراتيجيتها السياسية وبالتالي تصرفها العسكري الذي يطمح إلى التفرد بالتحكم في العالم، منطلقا في بحثه من الجذور العقائدية المسيحية لتأسيس أمريكا ونظامها، محللا بعمق مراحل الصحوة الدينية في أمريكا، مدرسة بعد مدرسة، متناولا مواقف الأمريكيين من التكوين الديني والجماعات التي انضمت الى الجسم الأمريكي أو نشأت منه، مبيناً كيفية تكيّف التيار المسيحي العام مع الحداثة الأمريكية بما يقلل من احتمالات عودة أمريكا أمة مسيحية فحسب، فجاءت دراسته هذه رسماً لخريطة تفصيلية عن واقع الدين في الولايات المتحدة وواقع التيارات الأصولية والمحافظة، وإحاطة بالتطلعات المعاصرة وفاعلية النظرة الدينية الأمريكية في فهم العالم والتصرف حياله.
جاء الكتاب في خمسة فصول، رصد الأول منها أوضاع الإنجيليين المحافظين في أمريكا وخصومهم البروتستانتيين الليبراليين، وتتبع ظاهرة عودة الدين في المجتمع الأمريكي وتفاعلها مع أكثر الحداثات حداثة ومع واقع التنوع الديني المستجد في الولايات المتحدة، كما يميز بين فئة واسعة من الإنجيليين المحافظين ونواة صلبة من الأصوليين، مبينا أن الهوية الإنجيلية بالمعنى البروتستانتي العام شيء وتلك التي يقول بها الإنجيليون المحافظون شيء آخر. وبالفصل الثاني كان مذكرة تاريخية عن الصحوات الدينية في أمريكا منذ بداية الاستيطان الأوروبي فيها حتى يومنا هذا، معرّجاً على قضايا التنوع الديني والعلمانية الأمريكية، وتسييس الدين، وهوية أمريكا والتعدد الديني. أما الفصل الثالث فيتناول العلاقة بين الخصوصية المسيحية والقومية الأمريكية، ويتوقف عند تفسير الإنجيليين المحافظين الديني لأحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، ويرصد اختلاف المسيحيين الأمريكيين حول الإسلام والمسلمين وفي أمر الحرب على العراق.
والمبحث الرئيس في الفصل الرابع كان عن موقف الإنجيليين المحافظين الجدد من إسرائيل وعلاقتهم باليهود، وتمّ الحديث بالتفصيل عن فئة محددة من الأصوليين في أمريكا هم (الحقباتيون)، الذين يرتبط موقفهم المؤيد بحماسة لإسرائيل وتوسعها بقراءة محددة للنصوص الكتابية وبتوقيع نهاية الأزمنة، كما أظهر الانقسام بين البروتستانتيين في أمر إسرائيل والتنوع في مواقف الإنجيليين المحافظين أنفسهم، وبُيّنت أهداف كل من أعضاء التحالف الثلاثي في أمريكا: الإنجيليين المحافظين والمحافظين الجدد وجماعات الضغط اليهودية المؤيدة لليمين الإسرائيلي، ليُختم الكتاب بفصل خامس يستشرف مستقبل التحالف المذكور ويشير إلى أهم إشكالية وأسئلته.
يقع الكتاب في (183) صفحة من القطع المتوسط.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
