الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 28th March,2005 العدد : 99

الأثنين 18 ,صفر 1426

الصورة الشعرية عند عبدالله الجشي
السماعيل: الرومانسيون عاشوا المرارة في حياتهم التي لا تخلو من حلاوة
* الثقافية ع.ق:
رأى الدكتور عبدالرحمن السماعيل من خلال الكلمة التي ألقاها مؤخراً في المهرجان الوطني للتراث والثقافة وكانت عن (الصورة الشعرية عند عبدالله الجشي) أن الصورة الرومانسية التي تشبع بها خيال الشاعر من قراءاته الحديثة وبخاصة قراءاته لشعر الجيل الرومانسي المتمثل بإنتاج جماعة أبوللو وشعراء المهجر الشمالي، وفي هذه الصورة تتسع دائرة المجازات في لغتة فنرى العلاقة بين الأشياء تكتسب مظهراً آخر لم تعهده اللغة التراثية ويبدو ذلك جلياً في عناوين القصائد، وشفافية الكلمة ونقاء الصورة.
وهذه المظاهر الرومانسية نجدها جلية واضحة في إنتاجه الشعري في الفترة التي سيطر فيها المد السيّابي والملائكي وهي فترة الخمسينيات الميلادية، فقد كانت تلك الفترة تموج بتيار الرومانسية الجديدة التي أعقبت خفوت صوت شعراء أبوللو والمهجر فقد صعدت موجة التحديث الجديدة للقصيدة العربية برياح عراقية طغى فيها صوت قصيدة التفعيلة أو ما كان يسمى آنذاك بقصيدة الشعر الحر، ولكن شاعرنا ظل متمسكاً بشكل القصيدة العمودي الذي حافظ عليه الرعيل من شعراء الرومانسية العربية، لهذا فإننا نرى في هذه الفترة التمازج في قصائد شاعرنا بين الكلاسيكية شكلاً والرومانسية موضوعاً.
وعلى الرغم من قربه الشديد من مصادر تلك التيارات في العراق في تلك الفترة واندماجه في مجتمعاتها واجتماعاتها إلا أننا لا نجد في إنتاجه قصيدة واحدة تدل على انسجامه مع الشكل الجديد للقصيدة العربية، وسوف نقف مع بعض القصائد في ديوانه، الذي حددنا لوقفتنا هذه وهو (الحب للأرض والإنسان) لنرى إلى أي مدى كان تأثره بالاتجاه الرومانسي وتغلغل هذا التأثر في صوره الشعرية.
سوف نقف قليلاً عند قصيدة بعنوان: (مرارة الإخفاق) وهذا العنوان بحد ذاته ذو إيحاءات رومانسية، فكل كلمة فيه احتفل بها الرومانسيون في قصائدهم حين عاشوا المرارة في حياتهم التي لا تخلو من حلاوة، كما عاشوا الإخفاق إحساساً على الرغم من نجاحهم في الحب والحياة وتغنوا بذلك مستمتعين بآلامهم وأحزانهم وتشاؤمهم، ولنقرأ جزءًا من هذه القصيدة لندرك عمق الأثر الرومانسي في كلمة الشاعر وصورته:
أسكب الحب في أزاهير قلبي
غير أني أحس بالاختناق
وأذر الحنان في نظراتي
فتؤج النيران في أحداقي
كلما صفق الهوى بجناحي
خِلْت أني كسبت رهن السباق
كالطيور المهاجرات أريح الطرف
في غفوة من الاشتياق
فإذا ما انجلت سحائب أحلامي
وغاص الضياء في آماقي
لم أشاهد سوى فراغ الأماني
وحطام الحرمان في أعماقي
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الملف
الثالثة
مكاشفة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved