الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 28th March,2005 العدد : 99

الأثنين 18 ,صفر 1426

أبو عصام .. من حُماة اللغة اليقظين
د.عبد العزيز الخويطر
الأستاذ عبد العزيز، أبو عصام، من أسرة كريمة من أسر الدرعية العريقة، أطل على الدنيا مع إطلالة النهضة التعليمية المباركة، التي وضع بذرتها الملك عبد العزيز رحمه الله وتعهد أبناؤه برعايتها حتى وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم.
تدرج أبو عصام في مدارج التعليم من أول السلم حتى أنهى المرحلة الجامعية وقد تهيأ لدخول العمل مبكراً، فأثبت في عمله استعداده لتحمل المسؤولية.
وأثبت جدارته ولعل أول عمل له مساعداً لمدير مكتب سمو وزير المعارف الأمير فهد بن عبد العزيز (حينئذ) ثم لما أصبح سموه وزيراً للداخلية انتقل أبو عصام معه إليها مديراً لمكتب سموه هناك.
تميز أبو عصام بحبه لعمله، وبذله أقصى الجهد ليكون عند حسن ظن من وثقوا به ومكتب سموه إدارة مهمة، لها صلة وثيقة ودقيقة بالجمهور، فعرف عنه خدمة عمله وحسن استقباله للمراجعين، والمساهمة بجهده في قضاء حوائج الناس فيما يدخل في حدود اختصاصه. ومكاتب الوزراء عموماً مدارس لمن يمسك مقودها، لأن أمور الوزارة تمر بها، وهي أمور متنوعة وذات مناحٍ مختلفة، يطلع المدير على ما يمر به من عرض للأمور، ودراسة لها، ومعالجة لأمرها، وما قد يحيط بها من تعقيد أو تفريع، فيكسب من ذلك معلومات، وأساليب إدارية في معالجة الأمور، فيصبح عنده ملكة تفيده عند الحاجة.
هذه الثقافة، وهذه التجارب، وهذا الكسب الإداري هيأه لعمل أرفع، فتبوأ مقاماً متميزاً، وأصبح رئيساً للأمانة العامة لمجلس الوزراء وهو مركز قمة شامخ، يليق بمن هو مثله في صفاته الحميدة، وسجاياه المتميزة، وعلمه ومقدرته وأمانته وصدقه.
هذا جانب من حياته التعليمية والإدارية، وهناك جانب آخر مضيء في حياته، وهو استفادته من ثقافته وفكره، وهذا جعله يعرف ما يحتاجه وطنه، وأهل وطنه، فساهم مع أمثاله في معالجة بعض أمور الحياة بمقاصدها المختلفة، فيها رأى أن بإمكانه المساهمة برأي، فجاء وقت انتظمت له مقالات في صحيفة الرياض، كشفت عن مشاركة عميقة في أفراح المجتمع وآهاته، وجاء هذا بأسلوب أنيق دقيق، وعبارة واضحة قوية، وهدف محدد، وغرض سامٍ نبيل، وأرجو أن يجد الفرصة في جمع هذه المقالات في كتاب أو في كتب كل موضوع على حدة، فقد تطرق في كتاباته إلى أمور مهمة، أو مجالات ممتعة، وعند تصنيف هذه سوف يتكون منها مجموعات يصبح لها شأن في رف المكتبة السعودية.
ثم إن أبا عصام من حماة اللغة العربية اليقظين، وهو ديدبان نابه، يقف ردءاً أمام الكلمات نابية القياس، والأساليب عديمة الذوق، وهو حريص على ألا يدخل اللغة إلا ما كان مقبولاً من قواعدها، وأساليبها، وتراكيبها والغيور على اللغة العربية، الحريص على صفائها، يجد أنها تُؤتى أحياناً من المترجمين الذين لا يتقنون اللغة العربية فيقعون أمام بعض المعاني، فينحتون لها كلمة عربية على غير القياس الصحيح، وقد شاع كثير من ذلك على الألسنة.
وأبو عصام رجل اجتماعي يحب الناس ويحبونه، وهو لا يغيب عن المناسبات وعن مجالس العلم والثقافة مضيفاً بهجة وروحاً كريمةً.
سدد الله خطوه، ووفقه في سيره، وأعانه في عمله، ومنحه القوة والصحة لمتابعة خدمة الثقافة والفكر.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الملف
الثالثة
مكاشفة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved