الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 28th March,2005 العدد : 99

الأثنين 18 ,صفر 1426

الاحتفاء بهوية الأمة ومفردات سموقها
حمد بن عبدالله القاضي
** في بعض المواقف تهزمك الكلمة ليس عجزاً عن الكتابة أو عدم اقتدار على استدعاء الحروف لكن أحياناً تكون هناك عوامل أخرى مثل حالي وأنا أكتب هذه الكلمات!!.
ذلك أن هذا الرجل الأديب الذي تكرمه (ثقافية الجزيرة) من ذلك النمط الذي لا يكره شيئاً مثل الحديث عنه أو عن عطائه بل إنه يسعى لصرف المتحدث عنه ما استطاع إلى ذلك سبيلاًُ.
** إن معالي الأستاذ الأديب: عبدالعزيز بن عبدالله السالم في حياته وعطائه العديد من الجوانب المضيئة لكنني أتوقف عند بعضها:
أولاً: بوصفه إنساناً عرف حقيقة الحياة فرأى أنها أحقر من أن تغره بهارجها، أو أن يتكبر فيها، أو أن ينخدع بها، ومن يقرأ آخر مقالة نشرها في (المجلة العربية) تحت عنوان (الصفحة الأخيرة) يدرك هذه الحقيقة بجلاء فهي تشكل فلسفته ونظرته للحياة، من هنا فإن أهم مفتاح في شخصيته صفة التواضع: إنساناً ومسؤولاً وأديباً، وكل من عرفه أو تعامل معه أو عمل عنده يدرك هذه الحقيقة المضيئة أضواء الطمأنينة في نفسه.
* ثانيها: غيرته على ثوابته الدينية والوطنية، وهذه الغيرة لها ثلاثة جوانب: الغيرة على دينه، الغيرة على وطنه، والغيرة على تراثه ولغته.
وفي كل جانب من هذه الجوانب للمكرم مواقف رائعة تنم عن أنه مسكون بهمِّ دينه وشأن وطنه، والعناية بتراثه والخوف على لغته.
***
** سوف أذكر آخر موقف عشته معه يتعلق بحبه ودفاعه عن تراثه، لقد بعث لي مؤخراً مقالة أبدى فيها عتبه المشروع على ذلك الأديب العربي الذي قال عن تراثنا العربي بكل وقاحة (أضرب بقدمي المعاجم والمصطلحات) كما ورد في (صحيفة الحياة) وقد كان متألماً جداً أن ينعت امرؤ عربي تراثنا بهذا النعت، وقد رد على هذا الكاتب رداً قوياً مقنعاً يفيض بنهر غيرته المحمودة على كل ما يتعلق بهوية هذه الأمة ومفردات سموقها.
***
** آتي إلى أسلوبه في الكتابة، إنني منذ بدأت أقرأ له عندما كان يكتب تحت اسم رمزي هو (مسلم بن عبدالله المسلم)، وحتى الآن عندما أصبح يكتب ويؤلف تحت اسمه، وأسلوبه لم يتغير: أسلوب سلس مشرق (السهل الممتنع) الذي يشدك إلى قراءة ما يكتبه، ولا يرهق عقلك في فهم ما يرمي إليه، إن أسلوبه يجمع إلى بساطته جمال الكلمة وأناقة الحرف.. وكم أصبح عدد أمثال هؤلاء الكتاب قلة في مشهدنا الثقافي.
***
** وقبل أن أختم هذه المقالة عن معالي الأستاذ (الفاضل) في خلقه وأدبه، (السالم) في رأيه ورؤيته، أستشرف منه أن يكتب مذكراته الأدبية والاجتماعية، وهو أحد الشهود على مسيرتنا الثقافية والاجتماعية، وبخاصة أنه تربطه أوثق العلائق مع العديد من الأدباء والكتاب في بلادنا، وبالكثير من أفراد مجتمعنا.. إن في تجربة أ. السالم الأدبية ثراءً كبيراً، فلعله لا يحرم مشهدنا الثقافي والاجتماعي من تدوينها وإخراجها.
أسأل الله أن يجزيه خير الجزاء على ما قدمه لدينه الأسمى ولوطنه الأغلى اللذين يواجهان الأقسى من الحملات، ولما بذله لأمته التي تواجه الأعنف من التحديات.


* رئيس تحرير المجلة العربية

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الملف
الثالثة
مكاشفة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved