بقية صالحة
محمد صلاح الدين
|
في الصحاري القاحلة الملتهبة، تكون هناك بعض الواحات النادرة الوارفة الظلال الغنية بالماء الزلال، ملجأ للذين اكتووا بهجيرها وآذاهم التهاب رمالها، وفي دنيانا هذه بكل قسوتها وجحودها قضت حكمة المولى عز وجل أن تكون هناك ملاذات آمنة من الأماكن والرجال لا يضام عندهم ملتجئ ولا يرد مستجير، كذلك تعلو في عوالم القبح وعصور التدني والرخص، قمم شامخة بالإباء والفضل، ومنارات تضيء بالوفاء والنبل.
ذلك هو شيخنا الأستاذ عبد العزيز السالم الذي أحسنت الجزيرة كعهدنا بها بتكريمه، وسارعت بالإشادة بمناقبه، وتقديم المثل والقدوة الحسنة في سيرته.
لقد شاء الله للأستاذ عبد العزيز السالم أن يكون في مواقع شتى للسلطة والنفوذ منذ ريعان شبابه، فجعل منها كلها سبيلا لخدمة الناس ونصرة المظلوم، وتيسير سبل المعروف، وتوثيق الصلات وتعميق الثقة بين الحاكم والمحكوم، فكان دائما مفتاحا للخير، وعونا على البر، وسندا لضعفاء الناس، جابرا لعثرات الكرام، كل ذلك في صمت وتواضع وستر، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه كما جاء في الحديث الشريف.
وإذ أكرمه الله بولع صادق بالعلم، وعقل راجح مهموم بالثقافة والأدب، وقلم يعالج أمهات القضايا وهموم الأمة، فإنه آثر أن يكون في كل ذلك جنديا مجهولا، يكتب بأسماء مستعارة بعدا عن الأضواء وزهدا في الشهرة، وابتغاء لما عند الله، فمضى بذلك على نهج السلف الصالح من العلماء والمفكرين نكرانا للذات وتواضعا في النفس، وحرصا على كل ما يفيد الناس ويخدم الأمة.
شيخنا عبد العزيز السالم، مسؤول ومثقف ومفكر وإنسان من طراز فريد، وبقية صالحة قل أن تجود بمثلها أيامنا هذه الكالحة الجدباء، وقدوة صالحة ما أجمل أن تقدم لأجيالنا الجديدة الشابة.
نسأله سبحانه أن يمد في عمره المبارك ويجزيه عن أمته وبلده وأهله ومحبيه خير الجزاء.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
