مطالعات
منصور العتيق يصف (آخر الأخبار السيئة):
حكاية تلف الأفق ويصنع منها وهج المقولة
عبدالحفيظ الشمري
|
إشارة:
* (آخر الأخبار السيئة) (قصص)
* منصور محمد العتيق
* دائرة الثقافة والإعلام الشارقة 1425هـ
*****
باكورة إنتاج القاص منصور محمد العتيق مجموعة متميزة حاز بها جائزة الشارقة للإبداع العربي، وسمها بعنوان (آخر الأخبار السيئة)، وتم إصدارها عن دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة.
قصص المجموعة تسير في إطار موحد يعتمد فيه الكاتب على تقنيات الحكاية المعبرة.. تلك التي تأخذ من الحدث، واللغة حالة من الوجه اللامع للبوح المؤثر من لواعج الراوي الذي يعي الأشياء ولا يستطيع أن يؤثر فيها، لنراه وقد نقل لنا الحكاية تلو الأخرى بأمانة وواقعية.
القصة الأولى (آخر الأخبار السيئة) حملت اسم المجموعة، وأخلص راويها للحزن الذي يتقاطر في القلب ساخناً، ومؤذياً؛ فصالح شخصية العمل لا يود أن يعيد الحكاية إلى بئرها المهجور إنما يتمناها عفية قوية تكشف الغامض، وتجيب على أسئلة منوعة إلا أن هذه الانثيالات يطول أمدها وكأننا أمام جزء من مشهد روائي تتواتر فيه المقولات حتى النهاية.
قصص مجموعة العتيق تنفرد في وصف حالة المفارقات المتعددة من قيام الشيء ونقيضه على نحو ما نقرأه في قصص (تخاريف عقل متيقظ) حيث يصوغ الكاتب من هذه المفارقات لغة سردية مناسبة تعكس جوهرة المقولة حينما تخرجها المواقف المتناقضة لفرط هذه المفارقات بين الأشياء وضدها.
الحكاية في قصص العتيق هي المحرك الرئيس.. ذلك البناء المتطاول من بوح الإنسان المقهور، والمفجوع والمنتهكة أبسط حقوقه، فهذه القلاع يستطيع القارئ من فوقها أن يكشف حجم ألمنا ومعاناتنا في الداخل والخارج، بل وتتجاوز هذه الاستشرافات حدود ما يراد لنا أن نراه إذ نرى تحولات العالم من حولنا وقد أصبحت أكثر وضوحاً عن ذي قبل.
شغل القاص منصور العتيق في سرد تفاصيل البشر الذين اختارهم نماذج في قصص، وهذه النماذج تحمل عناصر فرادة تستحق المتابعة والاستقصاء، وهذه الاشتغالات تتطلب لغة سردية واضحة لأن الراوي لمعظم القصص يتكئ على مثالية الوعي الكامل، إذ لا يترك أي شاردة أو واردة إلا ويسجلها وهذا ما يجعل النصوص طويلة إلى حد ما.. فيما جاءت القصص القصيرة جداً في سياق إلماحي ورد في منظومة (حريم) وما سبقها في (تخاريف عقل متيقظ) حيث جاءت هذه الإضمامة من القصص على هيئة جرعات مكثفة تقدم الرؤية المقتضبة حول الأحداث الكبيرة.. تلك التي طال الحديث والجدل حولها.
تقع المجموعة في نحو (84 صفحة) من القطع الصغير وبلغت نصوصها ثلاثة عشر قصة دارت كما أسلفنا على صياغة الحكاية المألوفة بلغة رشيقة معبرة حتى أصبحنا أمام عمل متميز استحق أن يحوز الجائزة.. كما أننا موعودون حقيقة بجماليات سرد فاتن جديد سيطل من شرفات تجربة منصور العتيق المتميزة.. أهي رواية أم قصص؟
سنترك للقاص فرصة البوح بها..
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
