الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 28th April,2003 العدد : 9

الأثنين 26 ,صفر 1424

«للأعراس وجهها القمري»
غنائية الإيقاع .. تقليدية الدلالة «2 - 2»
محمد الدبيسي
JPG.15
حين تلقى اسمية» عناوين النصوص
بإشاراتها الدالة على المحتوى الدلالي والتشكيلي للمقاطع الشعرية..
فإنها تحقق رؤيا الشاعرة.. في استيجاد عوالم وجودها النصي..
المتحققة في بنى تعبيرها الشعري.. المنساق في ظلال «الأنثوية».. وخصوصية صياغاتها اللغوية.. يتمثل في استعارة العناصر الوجودية الكونية..
واستثمار رمزيتها في تكوين الدلالة..!
** والأنثوية هنا.. تحضر تجلياتها المظهرية.. وملامحها العادية..
ومبتغى أحلامها الأزلية.. المدللة على صفتها الأجناسية.. وحمولات وعيها النسوي.. واعتبارات تصنيفها الاجتماعي كأنثى.. في التعالق مع المعنى التقليدي المباشر.. لأدبيات الخطاب الأنثوي الإبداعي.. وانزياحه الى حقول مكشوفة في دلالتها الاعتيادية المباشرة..
تبرز مظاهرها في التعبير عن الأسى والضجر بالواقع.. ومحاولة اختراق الحجاب الاجتماعي.. والسخرية بمواضعاته..
** وظلت الشعرية في هذا الفلك.. منشدة والى تماثلات معجم لا يستصفي من معنى وجوده الأنثوي أكثر من إشارات..
خصوصيته الأنثوية .. المتبدية بمظهريات الخارج ورغبة الداخل بالبوح..
والحديث.. وإيغال في تهيئة الحس الرومانسي لتقبل هذه المظاهر.. معززاً الكشوف بقيمة نصية أخرى تمثلت في (لوحة الغلاف).. التي لا تخفي من قيم دلالتها خيالاً ولا تكويناً ثانوياً..
بقدر ما تنطق بوجهه الأول المنكشف للقارئ.. «قمر .. يضيء وجه امرأة.. ومشهد رسم مدرسي طبيعي ماء وشجر..
في حين ظلت المرأة تحدق في معلوم أمامها».. فما تضيفه فهذه الدلالة التشكيلية لا تعبر عن جمالية تعبير فني،..
ولا مرجعية تصور جمالي للأشياء ووعي بأهمية الظلال والجزئيات..!
بل رسم صامت محض وواقعي... بعيداً عن التخيل الجمالي..!
أو ترك ما مساحة تكتشفها البصيرة المتذوقة/لا النظر الأول المباشر..!؟
مع الوعي بأهمية الدلالة الاسنادية المتظافرة الذي يكونها (الغلاف)
كجزء من النص.. وبعد دلالي.. يلقي بإشاراته على مساحة الدلالات النصية الأخرى..! ونصيب مثل هذا المعنى في اكتشاف البنى الظاهرة التي تعتبر خطابها منبعاً.. تنجز عبره إيماءات ظاهرة، تميل الى تهجي ملامح الخطاب الغنائي وسيماء تطلعاته..
«تشجرت رملك عشقاً
تهجيت صدري دفئاً
صهرت عظامي مداداً
لأرسم عصرك»
** وبتنامي الفعل الشعري هنا بحرفنة اختراق البناء الأسمى..
لتحويله الى فعل مسند الى الأنا الشعرية.. وبصيغة الملكية المتحققة يقيناً من القيام بالفعل ..! وفي ثنايا العلائق البينية بين جملة المقاطع تبرز القيم الاسمية.. بمنطوقها اللفظي الظاهر.. وبدلالتها الوصفية المجردة.. مثلما احتلت جملة عناوين المجموعة.... واختصارها الوجود الحقيقي لها كدوال تستند على فاعليتها..
في السياق الشعري، الذي يعتبر محركها تجاه بناء مفاصل متعددة ومتنوعة.. تعكس حيوية المخيلة الجمالية وحاستها الإبداعية.. أو التي تتجلى في استئثار عناصر كونية.. تفضي بدلالتها الجمالية.. عماداً للذات الشاعرة المتهيئة للبوح.. وهو ما يتضح..
بمجمل نصوص المجموعة المحتمية باستبصار الذوات الكونية.. كخيار واع لها وكرموز وجودية متناهية في تعاليها.. وشموليتها.. وتظل موجودات الأنثى.. وعوالمها الخاصة.. والمعبرة عن مناخ المرأة.. قادرة على توليد الشعرية.. بزخمها الشعوري..
« .. كانت بآنيتي أزاهير
طرزت منها ضفائري
ونوافذي وشوارعي
امتلأت بأقواس الغناء»
** ويعكس المعجم الشعري في هذه المجموعة .. الأجواء الذاتية..
التي تشكل أبعادها .. الكون الذاتي الخاص ... الذي تؤسس عليه الشعرية
ابنيتها ودلالتها «فالصمت، والليل، والغناء والقمر، والحلم والعطر، والبكاء، والمطر، والعشق، والعيون، والماء»
تجسد نصانياً سياقات عامة.. تختارها الصياغة الشعرية..، لتكوين مفاهيم دلالية وحالات خاصة، تعبر بها الشعرية...
الى استيفاء عناصر بنائها الفني.. واختزال الانفعال الذاتي... بتعبيرات تتشكل من مفردات ذلك المعجم ..!
** والاستجابة النصية جمالياً، تحقق للشعرية سماتها الفنية..
وتكاد الأنا الشعرية.. الأداة الإشارية.. الوحيدة، التي تستجمع أنساق الخطاب الشعري.. ومسارات عنوانية الجانبية..
التي تختص ببنى حالات نفسية بعينها..! يوحدها عموم انفراد الذات بها.. كموجدة لها وبنية نصية منفردة..
تعززها اسنادات الاسمية إليها.. في النسيج الداخلي للنصوص..
و(يا المتكلم) التي تمثل تنويعاً في التركيب اللغوي الشعري
تؤول بتلك الاسنادات وأجوائها الى الشاعرة.. بمعنى.. يوثق ارتباط الوجود الشعري في هذه المجموعة.. بالشاعرة نفسها.. وترتبط بنظم إيقاع التفعيلة..
كخط شعري يتجانس .. مع غنائية الشكل.. الموقع في أكثر النصوص على مقاطع مجزأة.. تحتفظ بوحدات «التقفية» ..
بما ينجز تماثلاً بين رؤية ورؤيا حمولات المجموعة كتجربة.. وثقت الشاعرة زمن كتابتها بأربعة عشر عاماً .. عندما نصت على الإشارة الى ذلك .. وهو ما يحيل الى مفهوم يتمثل باستقرار التجربة الشعرية.. عبر هذا الزمن على رؤية فنية وذاتية متماثلة .. وراسخة لم ترهقها حيثيات جانبية .. تستطلع ملامحها في مستويات أدائها الشعري كما عبرت عن ذلك مجموعتها هذه ...
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
المنتدى
كتب
وراقيات
ذاكرة
مداخلات
المحررون

ارشيف الاعداد


موافق

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved