الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 28th April,2003 العدد : 9

الأثنين 26 ,صفر 1424

عبدالله المعطاني لـ «الثقافية»:
الواقع الثقافي السعودي متطور وتلافينا أخطاء الآخرين

* القاهرة مكتب الجزيرة طه محمد:
أكد الدكتور عبدالله المعطاني أستاذ النقد الأدبي بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة أن الشأن الثقافي بالمملكة العربية السعودية يشهد نهضة وتطويراً وأن هذه النهضة الثقافية ترتبط بالنهضة الاقتصادية ووحدة الشعب السعودي.
وقال في حديثه ل«الجزيرة» أثناء زيارته مؤخرا للقاهرة للمشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب إن الثقافة السعودية هي نتاج موروثات لعصور متعاقبة وهي تتفاعل مع الثقافات الأخرى وتتداخل معها وأكبر دليل على ذلك مشاركتها في عدة أنشطة ثقافية مختلفة.
وتناول د. المعطاني تفاعل المثقفين السعوديين مع غيرهم والتواصل بين الأجيال الثقافية والحالة الإبداعية الراهنة في العالم العربي والإشكاليات الثقافية الدائرة بالشأن الثقافي العربي وتاليا نص الحوار:
تطور الثقافة السعودية
* ما هو تقييمك لوضع الثقافة السعودية في الوقت الراهن باعتبارها جزءاً أصيلاً من الثقافة العربية؟
الحقيقة أن الواقع الثقافي السعودي هو واقع مشجع ومتطور باستمرار ونام وتلافينا في الثقافة السعودية الأخطاء التي وجدت في العالم العربي لأنه يبدو أن هناك ارتباطاً للنهضة الثقافية بالنهضة الاقتصادية وتوحيد الشعب السعودي.
وأؤكد أن الثقافة السعودية لها موروث ليس من العصر العباسي فقط ولكن من العصر الجاهلي وبالتالي فهي تعيش على هذا الامتداد الحضاري الكبير وأتصور أنه في كل يوم الثقافة السعودية تنمو وتزدهر من خلال الأندية والمنتديات والجمعيات وهو نمو مطرد.
وهنا أرى أنها تتفاعل مع الثقافات الأخرى وتتداخل معها وأكبر دليل على هذا المشاركة السعودية في العديد من الفعاليات والمناشط الثقافية بالعالم العربي والتي كان أبرزها أخيراً الاحتفالية الثقافية السعودية بمعرض الكتاب الذي يعتبر تظاهرة عربية كبيرة.
* وما هي طبيعة التفاعل بين المثقفين السعوديين وغيرهم من المثقفين بالدول العربية؟
أتصور أننا كسعوديين لدينا مشكلة في التعامل مع غيرنا من المثقفين لكن من المهم أن يطرح السؤال على الآخرين فنحن نريد منهم أن يتفاعلوا معنا في 0الفكر والثقافة.
ومن العيب أن يعرف عنا الوطن العربي كل شيء ولا نعرف عنه كل شيء ومن خلال المشاريع الثقافية والعلمية يمكن أن يتحقق تواصل أكثر بين المثقفين العرب وهذا التواصل الثقافي مهم للغاية حتى لا نبدأ من حيث انتهى الآخرون.
تواصل الأجيال
* وهل التواصل بين الأجيال السابقة في الشأن السعودي قائم مع الأجيال الأخرى اللاحقة؟
التواصل موجود بالطبع والأدب كما هو معروف مركب تنقل عبر العصور ولذلك فهي تحمل في طياتها كل ما تمر به وأتصور أننا في السعودية نحترم ونقدر الجيل السابق فهم أساتذتنا وبنينا تجاربنا على تجاربهم فلم ننقطع عنهم أو ننفصل عنهم أيضاً.
* هل ترى أن الإبداع العربي الراهن أصبح قادراً على الوصول إلى متطلبات المتلقي تلبية لاهتماماته وتطلعاته؟
بداية أؤكد أن الناقد عندما يشعر أنه مسلط على المبدع فإن ذلك خطأ كبير ولذلك لا بد أن يكون النقد عبارة عن قراءة للنص وتوليد جديد لآليات اللغة وليس جلد المبدع أو تتبع سقطاته.
وأتصور في هذا السياق أنه بداخل كل شاعر ناقد مضمر بل وأعتقد أنه بداخل كل شخص صاحب دون شاعر لكن هل يتولد عنه تصرف فإننا هنا نقف ولو لم يكن بداخل الشاعر حالة نقدية وذوق لما توصل إلى إبداعه.
أما بالنسبة للسؤال وحول مدى وصول الشاعر إلى المتلقي فإن هذه مشكلة كبيرة وهي مشكلة يقع فيها شعراء كثيرون ولا بد أن يقترب مستوى المتلقي من المستوى الفني للنص ولا أقول إنه لا بد أن يتساوى أما إذا كان في حالة من البعد فكان المبدع هنا يسير في صحراء بمفرده وهذا يقودني إلى شيء أن الوعي الثقافي عندنا في العالم العربي لا يتماشى مع وعي المبدع و خاصة المبدع المتميز وهذا كان مرده إلى تبني الشعر العامي الأغاني الهابطة وترك الإبداع الحقيقي الذي يعتبر القيمة الحقيقية للثقافة العربية.
فنون الإبداع
* البعض يرى أن هناك وسائط متعددة قد تحول دون وصول الإبداع إلى متلقيه بمعنى ظهور أدوات عصرية حديثة يمكن أن يكتفي بها جمهور المتلقين فما رأيك في هذا القول؟
دعني أستخدم لغة الاقتصاديين البضاعة الطيبة تبيع نفسها وأتصور أن الإبداع الجيد يفرض نفسه لذلك يقول شاعر قديم :
يموت الشعر الرديء من قبل أهله
وجيده يبقى وإن مات قائله
وأذكر أنني حضرت في معرض القاهرة للكتاب وكان محمود درويش الشاعر الفلسطيني يلقي بعض قصائده و رأيت جمهوراً غفيراً في داخل القاعة وخارجها ليس لأنه محمود درويش وأحد المشاهير ولكن لأنه مبدع.
ولكن في المقابل نجد من يكتب قصيدتين ثم يفرضها على الجمهور ويزاحمهم بها وآخرون يرون في أنفسهم أنهم شعراء عندما يطبع لهم ديوان أو أكثر ينتجه المجاملات ويقوم المطبعون والمزيفون بالتهليل لهم وهذا ما جنى على الإبداع أن وقف من هو في الصفوف الأخيرة في الصفوف الأولى.
* وهل وصلنا في العالم العربي إلى حالة جيدة من الإبداع؟
لا مع الأسف الشديد نظرا لظروف سياسية واقتصادية وإحباطات يعيشها المبدع ولذلك لا يتماشى الإبداع مع الظروف المتطورة التي يعيشها العالم العربي في الوقت الراهن.
وليست بالضرورة أن تكون انعكاسات الواقع على المثقف انعكاسات سلبية وكما يقال إذا احترق العود أعطى رائحة جيدة والمشكلة أن هناك خللاً في تركيبة الثقافة العربية والإبداع العربي وما حاولنا إصلاح هذا الخلل وعلاجه.
إشكاليات ثقافية
* وهل ترى أن الإشكالية بين الشعر وغيره من فنون القول أحد أشكال الخلل الذي تتحدث عنه؟
إطلاقاً هذه إشكالية تختلف عن الخلل فكل إبداع يسير في اتجاهه والإقبال على الرواية كما قال الكاتب نجيب محفوظ في العام 1956م بأن الرواية سوف تتسيد الإبداع وقبل أن يحلم أن يكون نجيب محفوظ ورددها جابر عصفور في كتابه الأخير.
وأتصور أن الرواية سلمت مما سلم منه الشعر والإبداع نظراً للموروث القديم والذي يضرب في جذور التاريخ كانت هناك إشكاليات وزوابع في فنجان ومعارك وتواترات وهذا كله أمام المبدع ولم يترك كل ذلك الشاعر يسير في هدوء.
ولكن في المقابل سلمت الرواية من كل ذلك لأنها ليست لها ما للشعر العربي.
* وتدور إشكالية أخرى في ثقافتنا العربية بين الأصالة والمعاصرة، فكيف تراها وكيفية فضّ الاشتباك بينهما؟
لا أرى بينهما إشكالية لأن معاصرة لا بد أن تبنى على الأصالة فالكل لا بد أن يقبلوا التجديد بمعنى التغيير والتطوير وفي هذا السياق لا أتصور ضرورة في الحجر على الإبداع وأن اللجم والحجر هما اللذان يقهران الإبداع.
مشوار ثقافي
* وأخيراً ما هو مشوار د. عبدالله المعطاني الثقافي إلى أن وصل إلى كونه أستاذاً للنقد بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة ومثقفاً سعودياً بارزاً؟
تكويني هو تكوين تراثي فأنا درست الابتدائية والمتوسطة والثانوية والجامعية في المملكة العربية السعودية إلى أن ابتعثت إلى بريطانيا لنيل درجة الدكتوراه في النقد الأدبي وخاصة النقد الأندلسي ودرست 5 سنوات في بريطانيا وبعدها عدت إلى المملكة للدراسة والتدريس في كلية الآداب بجامعة الملك عبدالعزيز وحتى ذلك اليوم ما زلت أستفيد من الآخرين.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
المنتدى
كتب
وراقيات
ذاكرة
مداخلات
المحررون

ارشيف الاعداد


موافق

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved