الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 28th April,2003 العدد : 9

الأثنين 26 ,صفر 1424

شعر
في نعش بغداد
محمد بن فرج العطوي
لم يخرج الصدق من أرجوحة الكذب
فراح يثبتُ أن السِّرَّ في الخُطَب
وراح يسكبُ في جوف الدُّجى مطراً
ويستحثُ الأماني دونما سُحُب
يا صدق هَوِّن على الأسماع إنَّ بها
رعداً يزلزلها من سالف الحِقَب
هذي اللّها الخرسُ لم تُخلق لأسئلة
ولم تُجرِّب ولم تُخطئ ولم تُصب
ولم تزل في غياب الذات غائبة
تحاور الأمس في لُطف وفي أدب
ولم تجاوز «قفا نبك الرُّبا» ولهاً
حتى جرى الدمع من نزوى إلى حلب
كأنما صيغُ الآهات أوسمةٌ
خُصّت بها دون خلق الله.. واعجبي
اترتجيها لشيءٍ وهي موغلةٌ
في غيهب اللوم والآهات والعَتَب؟
مرت بها الأنجم الوسنى فما قرأت
على سناها «جلاءَ الشك والريب»
يا صدقُ هذي الخُطى الحيري يواكبها
أنّى تولت جناح الذُّل والنَصَب
هانت على الكون قدراً حيثما «هربت»
كأنها في الورى حمالةُ الحطب
بغدادُ قومي بباب الله خاشعةً
واستقبلي القبلةَ الغراءَ وانتحبي
ورتِّلي في هزيع الليل أدعيةً
تضوع كالكوكب الدُّري كالشُّهُب
فالغرب اقبل في كبرٍ وفي صَلَفٍ
في قوله «الحدُّ بين الجدّ واللّعب»
يجرُّ آلته الصَمَّاء مدّعياً
أن الخلاص بها من «آفةِ العرب»
والشرق حَدّث عنه الطامعون به
«للقانعين» حديثاً غيرَ مقتضب
يا أيُّها الشرق ما بالُ الدّنا غضبت
لما «أُبِحْتَ» ولم تغضب ولم تثِب؟!
ما بال بعضك يشكو بعضه ألماً؟
أهذه ثمراتُ الدِّين والنَّسب؟
لله ما أنكأ الجرح الذي زفرت
قروحُه بين أيدينا بلا سبب
بغدادُ موتك هذا موتُ أفئدةٍ
ودمعةٌ في جبين الشمس لم تغب
ضُمِّي «هرقل» إلى أشلاء قافيةٍ
أمْسَتْ تجرُّ الخطى في سوء منقلب
ضُمِّيه فالعالم المكلوم ضاق به
ذرعاً، وما الموتُ إلا موت مرتقِب
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
المنتدى
كتب
وراقيات
ذاكرة
مداخلات
المحررون

ارشيف الاعداد


موافق

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved