الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 28th April,2003 العدد : 9

الأثنين 26 ,صفر 1424

من يحيى السماوي إلى عبدالله الناصر

هذه رسالة أدبية جميلة موجهة إلى الأستاذ عبدالله الناصر من الشاعر يحيى السماوي الذي التقاه بالرياض ولم يعرفه فكانت هذه الرسالة أو القطعة الأدبية البالغة الجمال، وقد بعث الشاعر يحيى السماوي بنسخة منها من أستراليا إلى الأستاذ حمد القاضي ونصها كما يلي:
سعادة أخي الأديب المبدع عبدالله الناصر حفظه الله
لك من ابن جحيم هذه الدنيا، سلام أهل الجنة.. فَرُدَّ
عليَّ أمام قلبك. بأنك لن تطردني من بستان ذاكرتك، عقاباً لحماقة عينين يبدو أنني لم أُحسن تهذيب أجفانهما، فما مسَّدتا بأهدابهما وجهك «الذي أجزم أن له في قلبي، مصطبحَ محبة ومغتبقَ امتنان، فو الله، قد غضبتُ اليوم من عينيّ، وودت لو أغرس فيها إصبعيّ فأطفئ قنديلي خضرتهما، لو لا أنني أحتاجهما في هذا الزمن المعتم، إن لم يكن من أجل رؤية فجر غدٍ لما تزل أحداقنا تترقب شمس مسرَّته، فعلى الأقل، من أجل إضاءة ظلمة الروح، بقناديل وجوه الأحبة أمثالكم، أيها النجديُّ الأصيل الطافح حباً للفضيلة..
ما أحزنني اليوم، هو أنني، كنت أعتقد بأن عينيّ لا يمكن أن تخونا قلبي.. فإذا بي أكتشف أنهما على غير ما كنت أعتقد وإلاّ فما الذي جعلهما لا تطبقان بأجفانهما عليك، وقت يُطبق فيه القلب عليك بورود محبته يا صديقي؟
أشكر للعنيزي الرائع حمد القاضي، إيقاظه بصيرتي من غفلة بصري.. فلولاه، لبقيت مغفلاً عما يمكن أن ترتكبه شياطين عينيّ، من حماقات بحق ملائكة الروح.. ولولاه، لبقيتْ مراياي مستراحاً للضباب.. ولولاه سيتعذر على فضاءات سماحتك، استقبال عصافير اعتذاري.. ترى ، أليس من حسن حظي، أن يكون لي مثل هذا الصديق؟ وهل ثمة مَنْ لا يرى هذا العنيزي الرائع، جسراً نحو ضفاف المروءة ومكارم الأخلاق؟
طوبى لأشجارك بنبع محبة حمد القاضي.. وطوبى لي بكما.. فأكرمني بقبول اعتذاري، ولك العهد عليّ ، أنني سأسكب القار في عينيَّ، لو خانتا يوماً، شرف المحبة، أو شاكستا الوجوه المنقوشة في لحم القلب.
**
حين وبَّختُ عينيّ، أقسمتا لي يا سيدي، أنهما ما برحتا تتشوقان للتحديق في مرايا وجهك.. وتذرعتا بأن الدمع المتخثر تحت الأجفان، ربما يكون السبب في تيبس الأهداب.. وحين نهرتهما، زعمتا، أن طفولتهما الكاذبة، تخفي وراءها كهولة صادقة..
وأيا كانت حججهما، فأنا والله، أشعر بجبلٍ من الحياء، يوشك أن يلصق جبيني بالأرض يا صديقي، ولا ثمة من يملك القوة على إزاحة هذا الجبل، غير سماحة قلبك.. وها أنذا أبسط أمامك صحن قلبي، فتصدق بالعفو يا صديقي، كيما أشعر أن عينيّ تستحقان احترامي، فأنا لن أعفو عنهما قبل أن يعفو عنهما رجل يدعوه الناس عبدالله الناصر، وأدعوه: الشجرة النجدية الأصيلة، في بستان مكارم الأخلاق.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


محبكم
يحيى السماوي


ملاحظة:
حتى لو لم تصفح عني، فإنني سأبقى أعتزّ بك رغماً عنك! وستبقى محبتي لك كالزمن: تكبر في كل اللحظات.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
المنتدى
كتب
وراقيات
ذاكرة
مداخلات
المحررون

ارشيف الاعداد


موافق

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved