الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 28th June,2004 العدد : 65

الأثنين 10 ,جمادى الاولى 1425

منصور المهوس في مجموعة قصصية جديدة:
(العنكبوت) سرد ينتقد الواقع ويهمس بالحلول
(العنكبوت) عمل قصصي جديد يضاف إلى أعمال الكاتب منصور عبدالعزيز المهوس في المجال السردي، فبعد روايته (شمس الظهيرة) جاءت هذه النصوص لتؤكد طروحاته في هذا المجال.
القصة الأولى في المجموعة ( الخندق) تنتمي الى لغة السرد القصصي المتكىء على الحكاية التي يتفنن في القائها الراوي المفوّه حينما يكون في أوج ألمه جراء تصرف هذا ( المدير الوصولي) الذي يشير دائماً إلى ان من حوله هم من الرعاع والصغار الذين لا يحسنون فعل أي شيء، لنرى أن مرضه الخيالي قد استفحل الى درجة قد تقترب من الجنون، فلم يعد ذلك (المدير) في المدرسة سوى أداة طيّعة لجملة من القرارات التي تصدرها بعض الجهات في مجال عمله، حتى أضحت هذه المشكلة مادة حكائية طريفة استغلها الكاتب وبرع في توظيفها بشكل مناسب.
في قصة (العنكبوت) التي تحمل عنوان المجموعة تتأكد قدرة القاص المهوس على رسم تلك التفاصيل الدقيقة للأحداث والمواقف التي مر بها (البطل).. ذلك الانسان البسيط جداً، الذي يبحث عن ذاته من خلال هذه المحاولات الخطرة حيث وضعته الرغبة المادية الجامحة في مأزق طريف وظفه الكاتب في النص بشكل مناسب.. فحينما حصل (الرجل) على ورقة من فئة المائة ريال تائهة في عرض الشارع كلفه الأمر دفع مخالفة مرورية تفوق ما ظفر به، في وقت عزز فيه الكاتب حكاية هذا الرجل بحكاية النملة والعنكبوت في عرض نخلة تنغرس في عرض الشارع، ليؤكد من خلال هذا السياق على واقعنا الذي يسير بفطرية متناهية حتى وإن حاول البعض دفعه لأن يكون اكثر تحولاً نحو حضارة مزعومة ( المجموعة ص 14).
قصص مجموعة (العنكبوت) للمهوس تأخذ الفكرة الواقعية للحكاية.. تلك التي تدور دائماً حول الإنسان وتفاصيل حياته اليومية المألوفة، ففي قصة (حدثني الظلام) تأتي قصة موت (صالح) بين أقرانه على أرض متربة حولوها إلى ساحة لعب.
إلا أن هذه القصة ظلت هاجساً عاماً انبنت عليه ذاكرة الراوي فأصبح موت الصديق جسراً تصله منه أخبار الموت دائماً ( المجموعة ص 32).
ويمعن الكاتب منصور المهوس في وصف هذا العناء اليومي الذي يعيشه هؤلاء الشخوص الذين انتقاهم بشكل جديد فتارة نراهم رجالاً يعاندون قسوة الحياة
يبني المهوس أحداثه على أمور حياتية مؤثرة
في القصص نزعة نحو التقاط المواقف الغريبة
وأخرى شباباً يبحثون عن ذواتهم وصغاراً ويافعين يلهون عن الزمن ببراءات كثيرة.
المجموعة في مجملها تأخذ هيئة الافصاح الانساني.. ذلك الذي يقيم الجدل المعرفي من خلال واقع هذه الحكايات التي يقدمها الكاتب، لنرى (المهوس) وقد تفنن كثيراً في استقطاب صور الحياة الاجتماعية والتقط في سرده بعض المفارقات الحياتية التي تستحق فعلاً ان تدوّن نظراً لاهميتها وتأثيرها لأن المعالجة الحقيقية تكمن في هذا اللون من القصص.
تميل المجموعة ايضاً إلى التخصص في أمور الحياة العملية لتظهر قضية المعلم والمدرسة جلية، بحكم تخصص الكاتب وامتهانه مهمة انسانية غاية في التأثير على المجتمع، لنراه وقد صاغ علاقات الشخوص في أكثر القصص مع واقع المدرسة وحياة المدرسين.. هؤلاء الذين يقعون احياناً في حبائل التقاليد الإدارية البالية.. تلك التي سردها الكاتب في قصة (قوس قزح) مثلاً من المجموعة (ص 34).
مطالعات
عبدالحفيظ الشمري
إشارة:
* العنكبوت (قصص).
* منصور عبدالعزيز المهوس.
* نادي القصيم الأدبي 1425هـ.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved