الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 28th July,2003 العدد : 22

الأثنين 28 ,جمادى الاولى 1424

المؤلفون وجوقة المنشدين
استشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة غير صحية تشوه المشهد الثقافي الأدبي على صفحات بعض الصحف والمجلات التي تُعنى بالجانب الأدبي، وهذه الظاهرة هي شيوع النقد التصالحي الاحتفالي لبعض المنتوج الأدبي (شعر قصة رواية) بلا قيمة نقدية حقيقية وبلا فنية النقد الحديث حيث اكتفى البعض بالتفسير دون حيثيات موضوعية، فقد اكتفى أولئك النقاد وأشباههم بالتطبيل والتصفيق لبعض المؤلفين وإحاطتهم بالكثير من الاحتفالية المصلحية لأن ذلك المؤلف يرتبط بوشائج زمالة براجماتية تطغى على حقيقة ما كتبه فيخرج بلا طعم مجرد ثناء وتعداد للمحاسن إن وُجدت وبكثير من الذاتية وقليل من الموضوعية مما يغيب الرؤية الحقيقية ويجر إلى هاوية التضليل. أما إذا كان هناك كلمة حق صادقة فغالباً تُحجب أو يجري تشويهها من قبل جوقة المنشدين التي يصر أعضاؤها على وجهة نظرهم الشائهة ويكررونها في كل محفل أو لقاء للترويج لتلك السلعة الثقافية بالاطراء والتزويق. وبعد قليل وقت يكتشف الكثيرون كم كانت جرعة الوهم كبيرة؟ ثم تبدأ عملية انقشاع ذلك الوهم وتبقى الحقيقة بلا «سلوفان» أنيق والذي قد يفوق في قيمته تلك السلعة المعروضة.
وليس معنى ما قلته أن الساحة خالية من النقد الجاد والموضوعي، فهناك كثير من الأقلام الحريصة على النقد المفيد الذي يسعى إلى الرقي والتقويم بلا احتفالية أو دس لمفاهيم مغلوطة وحماسية أحياناً. فالنقد كما عرفه د. أحمد ضيف «هو فن يضبطه العلم». وأضيف على قول د. ضيف ان النقد مزيج من الموضوعية والذاتية ولكن دون أن يطغى طرف على الآخر.
والنقد أمانة وليس مجرد ديماغوغية أدبية أو منبر شعاراتي لمصلحة زيد أو عبيد من المؤلفين ولا يجب ابداً اجتزاء النصوص لتأييد وجهة نظر الناقد بشيء من الانتقائية وبكثير من التفسير الذي لا يفيد كثيراً في النقد الحديث والمعاصر الذي يشبهه وأقصد النقد الحديث علم «السايتولوجي» الذي يهتم بالخلايا الحيوية دون إحياء لتلك المتهالكة.
وتأسيساً على ما سبق فإن على الناقد أن يكشف عن الحقيقة ويعيد تقويم ما يقرأه وينقحه ويعيد صياغته أحياناً كونه مبدع نص جديد. وان يتوخى الصدق في عمله مهما كانت المغريات الأخرى وحسبه ان يكون صادقاً مع ذاته أولاً ليأتي نقده منهجياً، لا احتفاليا أو نطباعياً مباشراً حتى لا يضلل الآخرين.. ولا بأس أن يأتي النقد ببعض التفسير والتقدير واحياناً التقويم للوصول إلى الأحسن كما يقول المويلحي. ولا يصح أن يكون النقد انفعالياً لا مبرر له أو أن يكون مجرد مجاملة على حساب العمل الابداعي فيه طبطبة ومسح. كما أنه ليس من اللائق دوماً أن نصب في آذان بعض المؤلفين الإطراء والمديح.
آمل أن يعي البعض ما قصدت إليه وأن تكون الحوارات مع المؤلفين موضوعية وخالية من التعليقات الشعاراتية. لأن وجود الأديب الحقيقي في فنه وليس في شخصه أو في علاقته مع الغير.
وحسبي في النهاية ألا يكون الأستاذ/ عبدالله السمطي واحداً من أعضاء جوقة المنشدين في الساحة الثقافية الأدبية بسبب ما نشره في المجلة الثقافية العدد 18 صحيفة الجزيرة 30 من ربيع الآخر 1424هـ 30 من يونيو 2003م.
والله الموفق..

++++
ممدوح القديري ناقد فلسطيني
أبها رجال ألمع ص.ب 104

++++
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مسرح
مداخلات
المحررون
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved