الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 28th July,2003 العدد : 22

الأثنين 28 ,جمادى الاولى 1424

المجلة الثقافية تفتح ملف تاريخ الفن التشكيلي في الطائف (الحلقة الثانية
حماد الجعيد أول من أسس لفن الكاريكاتير في الطائف
خرج فنانو الطائف بلوحاتهم إلى مدن أخرى لعدم توفر المكان المناسب

* الطائف هلال الثبيتي:
في الحلقة الأولى كان الحوار يدور حول بدايات الفن التشكيلي في محافظة الطائف ومسيرته التاريخية واليوم نكمل الحوار حول أسباب خروج فناني الطائف بلوحاتهم خارج الطائف وعرضها في مدن أخرى وماهو الدور المطلوب من المؤسسات الحكومية والأهلية في إعادة الفن التشكيلي في الطائف إلى ما كان عليه في سابق عهده، فتعالوا معنا إلى هذا الحوار:
الفنان جميل الجفري قال: ظهر فن الكاريكاتير في محافظة الطائف في فترة سابقة واحتل مكانة كبيرة وهذا الفن برز فيه الاستاذ حماد الجعيد وأثر فنه كثيراً وأصبح من البارزين حتى قبل بعثته إلى أمريكا وبعد العودة لم يمارس حماد الجعيد هذا الفن لماذا؟ لا أعرف عن ذلك شيئاً وهذا يرجع شخصياً لحماد الجعيد.
وعن ركود الفن التشكيلي في محافظة الطائف أكد الجفري ان العكس هو الحاصل ففي هذا العام أقام فنانو الطائف في مدينة جدة العديد من المعارض الفردية والمشتركة أما إذا كان المقصود عدم إقامة معارض داخل الطائف فأقول نعم لأن الفنان يحتاج إلى مردود يستعين به على عمل لوحاته وأهل الطائف بخلاء لايشترون أعمالاً فنية.
ومن جانبه قال الفنان حماد الجعيد: فن الكاريكاتير يعتبر أحد الفنون النادرة ويعاني من شح شديد في المواهب على الرغم من وجود العديد منها بالساحة الصحفية كما انه فن ليس بالضرورة ان يكون وجوده فقط على صفحات الصحف أو المجلات بل يمكن ممارسته كفن مستقل له خصائصه وهويته وأنشطته ومعارضه والطائف حظيت بعدد من فناني الكاريكاتير المتميزين منهم صاحب هذا الرأي الذي يعتبر ثالث مؤسسي الكاريكاتير بالمملكة بعد الخرجي والخنيفر وأول من أقام معرضاً شخصياً للكاريكاتير بالمملكة.
وغياب هذا الفن يرجع إلى عدة عوامل منها الفنان نفسه ورغبته في الاستمرارية في هذا المجال خاصة على صفحات الصحف ولكن هناك مشاركات جيدة بالمعارض الخاصة بالكاريكاتير وتحكيم المسابقات الخاصة به.
أما الفنان فيصل الخديدي فقال: برز الفنان حماد الجعيد في فن الكاريكاتير كرائد من رواده ليس على مستوى الطائف فقط بل على مستوى المملكة العربية السعودية ولكن لزيادة أعبائه المهنية ولظروف خاصة به توقف عن العطاء في هذا المجال رغم أفكاره المميزة وامكاناته العالية ولكنه مع ذلك ورغم توقفه تبقى أعماله السابقة شاهداً على ابداعه وريادته في فن الكاريكاتير كما ان هناك عدداً من الشباب لهم ممارسات جيدة في هذا المجال منهم على سبيل المثال الفنان فواز حامد والفنان فهد الثبيتي والفنان سعد صيام.
الفنان محمد صالح الغامدي أكد ان غياب فن الكاريكاتير الذي ظهر واختفى في محافظة الطائف يعود إلى عزوف بعض فناني الكاريكاتير عن مزاولة هذا الفن وانشغالهم بأعمال فنية أخرى أمثال الأستاذ حماد الجعيد رسام الكاريكاتير السابق في جريدتكم الجزيرة والندوة لاحقا وكذلك نقل بعض فناني الكاريكاتير إلى مدن أخرى مثل الاستاذ فواز حصوصة.
ومن جانبه قال الفنان عبده ياسين: أعتقد ان بدايات فن الكاريكاتير كانت من الطائف ممثلة في الفنان الأول للكاريكاتير الاستاذ حماد الجعيد ولا ننسى الفنان حمد الخرجي والفنان محمد الخنيفر من الرياض وغيرهما، هؤلاء رواد تبعهم بعد ذلك جيل جديد وأتمنى أن يتم من خلالكم عمل لقاء مع استاذ فن الكاريكاتير الأول حماد الجعيد أو مع رائد فن الكاريكاتير الحديث في الطائف فواز الشهري.
وعن ركود الفن التشكيلي في محافظة الطائف قال الفنان فيصل الخديدي: الركود هذا واضح وملموس ومزعج لنا في الطائف رغم أننا لم نتوان عن تحريك هذا الركود ولكننا دوماً نصطدم بواقع «المجتمع والمسؤول ورجل الأعمال» غير المهتم بالتشكيل وقضاياه ومسببات الرقي والتطور بهذا المجال الهام والحيوي من ثقافتنا ومن جهة أخرى فإن غياب أو تغييب دور المؤسسات الثقافية في الطائف ساهم بشكل كبير في هذا الركود رغم وجود عدد من الفنانين أو المهتمين بالفن فعلى سبيل المثال نجد مدير مكتب رعاية الشباب بالطائف كان مسؤول الشؤون الثقافية بمكتب جدة سابقا ورئيس لجنة الفنون التشكيلية بفرع الجمعية فناناً تشكيلياً ونائب الأمين العام للجنة التنشيط السياحي فناناً تشكيلياً إلا أنهم انشغلوا أو تشاغلوا عن دورهم في خدمة التشكيل بالطائف فشكلوا بابتعادهم عقبة للتشكيل بدل ان يكونوا عامل بناء. وعن تنقل فناني الطائف بلوحاتهم خارج الطائف لعرضها قال: الطائف كمنطقة سياحية تمتلك إمكانيات طبيعية عالية ومصدر إلهام للابداع والمبدعين في شتى المجالات ولكن وللأسف غياب الوعي التشكيلي وغياب المقومات الضرورية لمسيرة التشكيل من قاعات مجهزة وتقدير للفن والفنانين قضت على تفاعل فناني الطائف معها مما حدا بهم إلى الخروج بانتاجهم وابداعاتهم «وتحمل مشاق السفر ونقل الأعمال» إلى أماكن التقدير والدور الإعلامي البارز والقاعات المجهزة والحضور التشكيلي المتميز وما إلى ذلك من مقومات التشكيل.
الفنان حماد الجعيد قال: نعم فن الطائف التشكيلي يشهد ركودا واضحا وذلك لعدة عوامل منها قلة انتاج الفنانين ومعاناة الفنانين التشكيليين التي أدت للاحباط وتعثر ايجاد المكان الذي يجمعهم ويرجع السبب إلى عدم الحصول على موافقة الرئاسة العامة لايجاد المكان المناسب للمتلقي التشكيلي حيث سبق ان تمت مخاطبة الرئاسة وخاصة الشؤون الثقافية خمس مرات ولكن دون جدوى وعدم وجود الواقع والحوافز للانتاج لقلة مصادر التلاقي بين الفنانين فلا الجمعية ولا مكتب رعاية الشباب ولا النادي الأدبي لديهم القدرة على جمع شتات الفنانين التشكيليين المتميزين على مستوى المملكة.
ويرى الفنان عبده ياسين ان الفن التشكيلي في محافظة الطائف لم يشهد ركوداً ولكن يحتاج إلى دعم وتعاون فيما بين الأجهزة العامة والخاصة.
وأضاف: نسمع ونشاهد من حين لآخر أن الفنان العربي أو السعودي أقام معرضاً في مدينة كذا أو مدينة كذا وليس في ذلك عيب أو مشكلة بل العكس الفنان يبحث عمن يقدر قيمة عمله ولو بالحضور لمشاهدته في معرض ما وجمهور الطائف في الحقيقة وعلى مر عدد من السنوات لم نلحظ منه الاهتمام بالجانب التشكيلي إلا أنه في الآونة الأخيرة أصبح الفنان يسعى للتسويق لبيع لوحاته أكثر من سعيه للرقي بالفن التشكيلي ونستطيع ان نؤكد ذلك من خلال أحاديث بعضهم: لقد بيعت لي لوحة.. ولم يقل استمتع الجمهور بأعمالنا التي تحمل طابع بيئة ذلك الفنان.
وأكد الفنان جميل الجفري ان تنقل فناني الطائف بلوحاتهم خارج الطائف هو لطلب الشهرة ولم يجدوا من يشجعهم في مدينتهم وطلب المال حيث ان اللوحات تحتاج إلى مصروفات لكي تكتمل من فرش والوان ولوحة وبراويز وغيرها أليس هذا سبباً كافياً لعرض أعمالهم خارج المنطقة؟
ويقول الفنان محمد صالح الغامدي: توجد مشاركات خارجية جماعية وفردية وذلك يرجع إلى عدم دعم وتشجيع جمعية والفنون بالطائف بالإضافة إلى عدم توفر أتيليه أو صالات عرض وكذلك عدم وجود حافز مادي ومعنوي مما يضطر البعض لحمل لوحاته إلى خارج الطائف لعرضها.
وعن الدور المطلوب من القائمين على محافظة الطائف والمؤسسات الحكومية والأهلية في إعادة الفن التشكيلي في الطائف إلى مكانته الطبيعية قال الفنان التشكيلي فيصل الخديدي: قبل ان نتحدث عن الدور المطلوب أود ان ألقي الضوء على قضية الانتماء التشكيلي وحمل هموم الفنانين والنزول من الابراج العاجية إلى الواقع وملامسة قضايا الفنانين والاحساس بها لكي نصل سوياً في الطائف إلى المستوى التشكيلي المرضي.
أما عن الدور المأمول فنتمنى تفعيل دور المؤسسات الحكومية والمؤسسات الخاصة وتقديم الرعاية المناسبة لهذا الفن الذي هو رافد من روافد الثقافة وردم الفجوة بينهم وبين الفنانين وتبني الدعم الجاد والفاعل للفن والفنانين وإقامة القاعات المناسبة للعروض التشكيلية وعمل نواة لإقامة متحف خاص بأعمال فناني الطائف والاستفادة من موسم الصيف والمصطافين في إقامة البرامج التشكيلية وتفعيل الدور الإعلامي للمكاتب الإعلامية بالمحافظة.
وأكد الفنان عبده ياسين ان المؤسسات الحكومية والأهلية تدرك أهمية الفن التشكيلي وكم هو مفيد وكم هو محتاج للرقي به في مدينة الطائف بالذات وأعتقد ان الجهات الحكومية تؤدي ما عليها ولكن الأهلية تحتاج إلى رعاية لهذه الفئة من المبدعين في مدينة الطائف.
ومن جانبه قال الفنان جميل الجفري: إذا وجد الفنان المكان المناسب للعرض وجد من يشتري أعماله أو على الأقل المساهمة معه في استئجار الصالات المناسبة مثل ما يقوم به البنك الأهلي بجدة وتوثيق أعمال الفنان كما يحدث أيضاً في مدينة جدة، صدقني عندها لن يغادرالفنان الطائف.
الفنان محمد صالح الغامدي طالب القائمين على محافظة الطائف والمؤسسات الحكومية والأهلية وكذلك التنشيط السياحي بعمل اتيليه وصالات عرض كالتي في المدن الأخرى وكذلك الدعم المادي والمعنوي لكي تعود فنون الطائف إلى سابق عهدها.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مسرح
مداخلات
المحررون
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved