الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 28th November,2005 العدد : 131

الأثنين 26 ,شوال 1426

ولائي للإبداع والعادات غير مقدسة..!
أكتب لكي أستعيد صورة والدي
* نجاح روايتك الأولى الخباء ما يزال مستمراً معك حتى هذه اللحظة ما سر ذلك في رأيك؟
- أعتقد أن هذا صحيح إلى حد كبير، فقد كتبت الخباء بشكل مختلف عن كتابات أبناء جيلي وكان من الممكن أن أكون واحدة مثلهن ولا أكون نفسي، فالجميع كن يكتبن عن تجاربهن العاطفية وحياتهن في المدنية ومعظمهن كن يجدن اللغات الأجنبية، أما أنا فقد تخرجت من قسم اللغة العربية التي أجيدها وبالرغم من ذلك فقد اغرائي هذا على القراءة الكثيرة ووجدت في هذا الجانب دافعاً أكثر لكي أتأمل نفسي وابحث عن مواطن الجمال في أشياء لا تبدو لنا جميلة، وقد نشرت الجامعة الأمريكية هذه الرواية في 13 لغة والباذنجانة في ست لغات ونقرات الظباء في لغتين.
* وماذا عن العائد المادي مقابل هذه الترجمات؟
- تم الاتفاق على أن تحصل الجامعة الأمريكية 50% من حقوقي وفي حالة وجود وسيط ثابت فيحصل على 15% أي ما يتبقى هو 35% من عائد الكتاب. وفي الحقيقة أسأل نفسي إذا كان نجيب محفوظ قد وافق على هذا الاتفاق فمن العيب أن أطلب بأكثر منه. ويكفي القول انه بفضل هذه الترجمات تمت دعوتي إلى حفلات التوقيع في العديد من بلدان العالم، كما أنني كنت الكاتبة الوحيدة التي كتبت عنها صفحات في فرانكفورت. وعندما قابلت هناك مارك لينز مدير النشر بالجامعة الأمريكية قال لي قد سوقنا كل أعمالك.
* وهل هناك معايير لاختيار الأعمال المترجمة وماذا يجذب قسم الترجمة لأعمالك من وجهة نظرك؟
- منذ زمن معنى كانت الأعمال المختارة للترجمة تدور في فلك التعبير عن الطقوس الغريبة والمعتقدات الشعبية والغارقة في الأساطير واعتقد أن هذا الوضع قد اختلف الآن فمن كان يختار ما يترجم في الماضي كانت تقف وراءه بالتمويل جمعيات حقوق الانسان وما إليها أما الآن فالفضائيات والأفلام التسجيلية كفيلة بعرض أي شئ حتى لو كان مستورا ثم إن كل المؤتمرات إلتي دعيت اليها كانت ذا صبغه أدبيه كما أن في أوروبا الآن اتجاها كبيرا للانفتاح على الآخر واكتشاف عوالمه الابداعية واصبح من الخسارة ان تغلق بابها أمامه وكذلك فهي فتحت في حياد بوابات الترجمة من الشرق الأوسط وشرق آسيا والهند وأمريكا اللاتينية. وأعتقد أن أدبها هو الذي كرس هذه الفكرة.
الرواية أم الدكتوراه
* بعد حصولك على الدكتوراه أيهما الأهم لديك الرواية أم الدكتوراه؟
- الرواية طبعاً، فأنا في الحقيقة كنت أواجه مشكلة كيف يتحول الكاتب إلى باحث وهل سيكون النص الاكاديمي بمستوى النص الراوئي؟ وقد توصلت إلى أن الباحث حتى يكتب بحثاً جيداً فعليه أن يشتغل على مادة علمية قريبة من وجدانه وعلى مساحة يختارها. والمشكلة أن ذهن الباحث يهيمن عليه دائماً أن النص هو المقدس وهو الذي يدور في فلكه وقد كان رهاني هو محاولة اكتشاف الاجابة عن العديد من الاسئلة التى تخصني كإنسانه لماذا أنا مهمومة بتأمل فكرة المحرم ولماذا نجعل العادات الاجتماعية أحياناً مقدسة أكثر من النص الديني! ومع ذلك فقد ظل ولائي للابداع، فمنذ حصولي على الماجستير في عام 1996 وحتى عام 2002 وانا متوقفه عن اكمال الدكتوراه غير انني انجزتها أخيراً.
* ألم تشعري بالرهبة أو الخوف وأنت تعبرين عن خصوصية العائلة والبيئة التي نشأت فيها في أعمالك؟
- نعم فطوال الوقت أشعر الخوف رغم أن الخباء كان فيها الكثير من الأساطير والباذنجانة كان فيها الكثير من الرموز لكن المشكلات جاءت عبر نقرات الظباء لأني رصدت فيها حركة انهيار المكانة الاجتماعية والفتاة التى اقامت علاقة مع المصور الأجنبي وعندما جاءت قناة بادت الألمانية لتلتقي بأمي، سألتها المذيعة عن رد فعلها من الرواية فردت أمي قائلة ميرال تخلق شخصيتها من خيالها وحينئذ أدركت ان أمي متجاوزة ولم تسقط في فكرة ان هناك تقليلا من شانها بل وأكثر وعيا من هذه المذيعة الاجنبية المثقفة لكن الذي لم تغفره لي هو أنني أطلقت على بعض شخصياتي الروائية أسماء حقيقية لبنات كن يعملن في دارنا وكانت حجتها ماذا يكون الموقف خاصة أن أولادهن على قيد الحياة وطوال الوقت استشعر الخوف وأحياناً الجأ إلى التقييم لكني أتساءل لماذا لا أكتب عن ميرال الموجودة الآن ولماذا أكتب عنها وكأني أكتب عن أخرى بعيده، وقد اكتشفت أن الكاتب يحاول أن يجد حلولاً لما يواجهه لانه يخاف من المقدس فيستعيد التاريخ برغم أنه غير مغرم به وهو ليس أكثر من قناع.
* ولماذا تكتبين؟
- أعترف لك أنني مارست الكتابة لكي استعيد صورة والدي الراحل وهو كان مثقفاً وقارئاً مثالياً، وقد قرأت أعمال العقاد وطه حسين ونجيب محفوظ من خزانته والصورة التي لا تفارق ذهني هي صورة الكومدينو وفوقه أعمال نجيب محفوظ وإلى جانبها كوب الشاي وأعترف أن ما دفعني للكتابة هو الرغبة في استعادة والدي.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved