الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 28th November,2005 العدد : 131

الأثنين 26 ,شوال 1426

من الحقيبة التشكيلية
بمعرض ثلاثي
(قاعة لحظ) تقيم أول نشاطاتها التشكيلية
إعداد: محمد المنيف
بين فترة وأخرى يبرز خبر افتتاح صالة للمعارض التشكيلية من قبل القطاع الخاص، هذا الخبر وتلك المبادرة تسعد التشكيليين بشكل خاص وتلفت نظر واحترام وتقدير الجهات المعنية بالثقافة والفنون خصوصا في هذه المرحلة التي ينبغي فيها تكاتف الجهود للنهوض بالثقافة السعودية بمختلف مشاربها ولو عدنا للتجارب السابقة في مجال افتتاح أو إنشاء قاعات عرض للفن التشكيلي نجد أن الغالبية منها رغم قلة العدد يتوقف بعد سنوات قليلة وهذا ناتج عن اعتماد أصحاب تلك القاعات على دخل المعارض التي تقام فيها وهذه هي المعضلة خصوصا أن المتلقي والمقتني السعودي لا زال يعتمد على الأعمال المستوردة والمستنسخة من أعمال أجنبية، أما في حال رغبته اقتناء أعمال محلية فالغالبية يبحث عن الفنون التشكيلية التي تنقل الواقع فوتوغرافيا وتتضمن الأعمال نقلا ساذجا للتراث المعماري وخلافه.
هذه المقدمة لا تعني الإحباط أو التلميح للخوف من التجربة فهناك أيضا صالات عرض متميزة لها خصوصيتها ولها نمط حديث يرتقي بالذائقة ويتحرى الدقة في اختيار المعارض لهذا فهي متواجدة حتى الآن خصوصا في مدينة جدة أما الرياض فلا زالت تفتقد مثل هذه المبادرات ومنها ما سمعنا عنه وأصبح يتردد على ألسنة الفنانين والفنانات على وجه الخصوص وهذا أيضا ما تحمله لكم الحقيبة التشكيلية أو بمعنى اخر تزفها للفنانات التشكيليات حيث تقوم سمو الأميرة نوف بنت بندر بن محمد ال سعود بإنشاء قاعة للعرض باسم (قاعة لحظ) وموقعها حي السليمانية تقاطع شارع موسى بن نصير مع شارع عبدالله الحمدان مستهلة نشاطها بمعرض ثلاثي يحمل (عين الرياض) تقدم فيه سمو الأميرة نوف مجموعة من أعمالها، كما يشاركها في المعرض كل من الفنانة ريم بنت تركي الفرم، والفنانة افسانة ناصر محمد إسماعيل خليقى قدمن في المعرض 21 لوحة وسيكون زمن افتتاح للرجال يوم غدٍ الثلاثاء 29ـ11ـ2005 يليه في اليوم التالي افتتاح النساء يوم 30ـ11ـ2005م. ويستمر المعرض شهرا كاملا ويتم خلاله تغيير العرض.
إطلالة على فكرة الصالة
ما تحدثنا به عن التجارب السابقة للصالات الخاصة يدفعنا لطرح السؤال على سمو الأميرة نوف عن بداية تشكل الفكرة، فقالت (بدأت عندما أردت الذهاب إلى قاعات العرض أثناء وقت فراغي ولم أجد...) إجابة مختزلة مؤطرة تعبر عما يشعر به الجميع من التشكيليين والتشكيليات إلى نقد الواقع الذي يفتقد صالات العرض في مدينة مثل الرياض وبحجم عدد سكانها وكثافة رجال الأعمال فيها .
هذه الإجابة تقودنا إلى تساؤل حول ما يمكن ان تقدمه الصالة من تنوع في المعارض بين أسماء معروفة وأخرى موهوبة لتجيب بقولها (بكل تأكيد وذلك لوجود عدد كبير من الفنانات في البلاد العربية وخاصة بلادنا ولم يتم اكتشافهم وعن آلية العرض في الصالة.. مثلا أجور العرض أو النسبة المقتطعة من الأعمال قالت ( ان المعارض متغيرة شهريا... ويمكن إيجار القاعة في فترة معينة للفنانات، وعن البرامج القادمة للصالة وهل تتضمن ورش عمل أو دورات للموهوبات مثلا، أجابت (برامجنا ستكون مفاجأة شهرية!.... وان شاء الله ستتضمن دورات للموهوبات.
صالة للفن النسائي.. فقط
الجميل في الفكرة أنها فقط للمعارض التشكيلية النسائية وهذه مبادرة رائدة في هذا المجال ومتفردة وذات خصوصية من بين الصالات الأخرى.. هذا التوجه دفعنا لطرح السؤال.. لماذا الفن النسائي؟ وهل هي قناعة بالحركة التشكيلية النسائية المحلية؟! أجابت سمو الأميرة نوف (كما قلت سابقا) يوجد عدد كبير من الفنانات الموهوبات في البلاد العربية وفى بلادنا خاصة ولم يكتشفهم احد... وهدفي أن أبرزهم... فالحركة التشكيلية خاصة عند النساء مندفعة جداً الآن.
الصالة ملتقى فني وثقافي
نعود للقول إن الفكرة جديدة مع أننا متفائلون بها إلا أن السؤال يطرح نفسه.. هل الفشل الذي تعرضت له بعض الصالات السابقة أدى إلى إغلاقها يشكل للأميرة مصدر خوف.. أجابت (الصالات السابقة ليست قاعات عرض مستمرة بل معارض تجارية.. إن شاء الله تكون قاعتنا هي بمثابة ملتقى ثقافي وتشجيع فني خليجي، فنسعى أن تكون مقر تجمع الناس مثل الأسواق التجارية).
أخيراً
حينما سألنا الأميرة نوف عن كيفية التعاون بين الصالة مع وزارة الثقافة والإعلام، وماذا تنتظر الصالة من الوزارة أيضا خصوصا أن تأسيس الصالة يأتي في وقت تتحرك فيه الوزارة بشكل جاد إلى تفعيل الفن التشكيلي.. أجابت (ننتظر التشجيع وان تمدنا بأفكار جديدة أو توجهنا بالتطورات الحديثة... كما إننا نستقبل المعارض الخاصة بالوزارة في أي وقت...).
سيرة ذاتية
للفنانة نوف بنت بندر
ولدت نوف البندر في باريس فرنسا عام 1983 من مزيج تقليدي وحضاري يجمع بين السعودي والتونسي.
درست علم الجينات في جامعة (King's college) في العاصمة البريطانية لندن وتخرجت منها عام 2004م
حاليا تتخصص في الأمراض الوراثية في مركز الأبحاث في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض , المملكة العربية السعودية.
في أول التسعينيات اكتشفت نوف البندر موهبتها الفنية وأصبحت تتأثر بالمذاهب الفنية المختلفة حتى وجدت روحانيتها في التعبير من خلال التصوير الزيتي.
نرى من خلال تقنياتها المتنوعة أنها تتبع الأسلوب الكلاسيكي وميولها لأسلوب فن رامبرنت، ورينوار وروبنز.
وبعد ممارستها لمواضيع الأعمال الفنية من مناظر طبيعية وبورترى نمت أسلوبها الشخصي العميق في تقنية تصوير الأيدي.
تستوحي نوف البندر لوحاتها من الخيال الدائم أو الذي يزول فتجسده إلى جمال أبدي ولقد ساعدها ذلك سفراتها في كل مناطق ايطاليا واسبانيا خاصة «غرناطة» مندفعة من ثراء الألوان..
تستقر الآن نوف البندر في الرياض وتكتب المقالات الإسلامية إلى مجلةEMEL في بريطانيا وتكتب أيضاً مقالات اجتماعية للجرائد المحلية.
خطوة تستحق الدعم
هذا الحوار المختصر مع سمو الأميرة نوف بنت بندر بن محمد آل سعود أحببنا من خلاله التعريف بخطوتها الوطنية لدعم الإبداع التشكيلي النسائي في بلانا الحبيبة في وقت اتجه فيه الداعمون إلى وجهات أخرى أبعد ما تكون عن الثقافة والفنون ودعم المبدعون مع أن من بين رجال الأعمال من يقدر الثقافة ويحترم عطاءات ابن الوطن، لهذا وكما عودتكم (الجزيرة) ممثلة في مجلتها الثقافية وفي مختلف صفحاتها الثقافية اليومية الوقوف مع كل جديد يخدم الساحة الثقافية عامة والتشكيلية على وجه الخصوص، واليوم وعبر هذا اللقاء ننقل سعادة كل من ينتمي للساحة التشكيلية من الفنانين وننقل أيضا تهنئتنا للتشكيليات على وجود صالة عرض متخصصة لإبداعهن في عاصمة الوطن الرياض متمنين أن نسمع الكثير من الانجازات التي تعودناها من العدد الكبير منهن ممن أثرين الساحة بعطاء بالمعارض وبالمشاركات، مع تمنياتنا أيضا ان تحتضن الصالة المعارض المتميزة وتستقطب الاسماء المعروفة لتعيد للمتلقي ثقته بالصالات التشكيلية وبالفن التشكيلي.


monif@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved