الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 28th November,2005 العدد : 131

الأثنين 26 ,شوال 1426

رؤية
أفكار (نسقية) ظاهرة..؟
محمد الدبيسي
لا يُختلف كثيراً على الدور الذي قام به الناقد (الثقافي) عبدالله الغذامي في مشهدنا (الأدبي).. وتحوله من الأدبي إلى الثقافي.. وإشكالية أطروحاته وطرافتها.. واشتغاله المتواصل على قراءة خطابنا الثقافي في مواضع تبدو له ذات حساسية (شهية)، وعمقه في تشكيل تصوراته النقدية, الذي يكثر الاختلاف عليها مثلما يكثر قراؤها.. الذين يحتفون بأطروحات هذا الإشكالي الصعب والعميق في آن..!
لتستشري (شهرة) الغذامي في الوطن العربي، كمثقف بارع وناقد أصيل..؟.. وكوجه مشرف للحراك الثقافي، في بلد ظل ولوقت طويل يقتات على رجيع منتجات المعرفة في أقانيمها العربية الكبرى، تحت وطأة غياب أو تغييب لمنجزات رواده, أو تواضع فواعل وآليات الاتصال بين الأجيال فيه.
(الغذامي) الذي كابد وعمل واجتهد.. لينال استحقاق كل ذلك الطموح.. (استحقاق) يروق الغذامي كثيراً ويعزز (نرجسيته) التي لم تكن (خجلى) ذات يوم..؟ بل لذّت وطابت كثيراً للناقد الكبير.. الذي لم يبرح حضوره يتعاظم.. وقامته تطول.. وجهده يتواصل وإنتاجه يتراكم, حتى جاوزت قامة ذاته الجهات..؟
واستصغرت (رؤيته) من حوله.. وما حوله..!.. ليبدون أجراماً (ضئيلة) وكائنات هوائية, أمام مجرة كبريائه المهول..! وهنا يصعب فرز الثقافي من الذاتي.. والمعرفي البحت.. من الشخصي الآني, وهو ينسل من طيات التكوين النفسي للإنسان أياً كان..؟ إذ يصعب رسم خط ٍٍفارق بين (الرؤية/ والموقف).. كما يعبر أستاذنا (محمد العلي)..؟ (الغذامي) أول من استقدم النظرية النقدية الغربية.. واخترع لها (نموذجاً) محلياً..؟ وحاول التوفيق بين معايير النظرية ومراوغات (النموذج)... الذي كبَّله (الناقد) بمتاريس من التفسيرات والتأويلات.. فكان له بعض ما أراد، وفاته كثير مما تمنى..؟
من (تشريح النص).. إلى (ثقافة الأسئلة)، ف(الكتابة ضد الكتابة) ف(المرأة واللغة) إلى (النقد الثقافي).. ف(حكاية الحداثة).. وما بعدها.. التي كانت مزلاجه الذي فتح فيه باباً واسعاً يعبر منه (بحجمه الهائل) إلى مشهد الواقع الثقافي المحلي.. الذي ساهم (الغذامي) مع غيره بتحريك (رواكده) وبث روح الحوارية الحيوية المختلفة والمخالفة.. وتبديد (سكونيته) المطلقة ومسلماته السائدة..؟ إلى آخر تلك الصنائع (الطليعية) التي لا يُنكر دوره فيها..؟
حتى قرر تدوين (حكاية الحداثة).. التي حاولت بما وعته واستوعته ب(نسقيتها) و(أسطوريتها) تذويب كل الذوات والتكتلات والشخصيات والحقائق والبنى الثقافية الأخرى..؟
ومن ثم تتحول إلى مهاد من (حرير).. يخطو عليها (الفحل النرجسي) فينعم بترف معرفة ما تمناه وعمل لأجله..؟
بعد أن قطع - ليصل - إليه مفاوز من رمضاء وشوك..!...............؟؟
كل ذلك يمكن أن يقبل (نظرياً).. مثلما نقبل (نظرياً) موت المؤلف.. وانتهاء صلاحية (النقد الأدبي).. واستفحال (القبحيات والعيوب النسقية) في خطابنا الشعري/ الثقافي..؟
كما يمكن أن يُحَاور ويُقاطَع ويُجادَل.. وهو ما يرحب به (الغذامي) ويسعد..-نظرياً على الأقل- تأكيداً لمقولة (نسقية) متوارثة: (لا يُختلف إلا عظيم)..؟!
إلا أن ما يصعب قبوله أن يتحول (الناقد الثقافي)...(بطريارك) مفوَّضاً من لدن نفسه.. أو نبياً وهادياً.. يُصنِّف ويُعرِّف ويُحدِّد.. ويُدخل في ملة الثقافةقوماً.. ويحرم منها آخرين...؟
ويمنح عبر (حوار متلفز) شهادات المعرفة وإجازات النقد وصكوك الإبداع وبراءاته.. لمن شاء ويمنعها عمن شاء.. ولا رادّ لمشيئته..؟؟ ويُنعِم بشهادات التحصين المناعي ضد (النسقية).. إلى من يختار..؟
فذلك ناقد رجعي.. وهذا شاعر.. والآخر بداية روائي...... و.. و.. إلخ......؟؟ إلى آخر تلك الأحكام (المتعجلة).. التي تقع على حافر النسقية والفحولية التيدأب (الناقد الكبير) على خلخلة بنيتها وكشف مضامينها.. وفضح أنساقها (المضمرة)...؟ أظننا الآن أكثر قناعة من أي وقت مضى.. بأن ثمة (خطيئة) نسقية في خطابنا (الظاهر)...؟؟


Md1413@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved