الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 29th March,2004 العدد : 52

الأثنين 8 ,صفر 1425

هؤلاء مرُّوا على جسر التنهدات
صوت الكروان الدافئ
بقلم/علوي طه الصافي

حين كنتُ في مدينتي الصغيرة كنتُ أتابع برنامجه (في الطريق).. وكان من البرامج الإذاعية الميدانية الناجحة على كل المستويات.. تنتظر وقت إذاعته شريحة كبيرة من المستمعين.. لأنه كان برنامجاً (جماهيرياً) تسمع من خلاله نبضات الشارع، حيث يقدم نماذج مختلفة، ومتباينة من الناس.. وكثيراً ما اسهم في حل مشكلات المحتاجين.. والمعوزين.. وأصحاب الأمراض المستعصية.. وبهذا فإن مقدمه المذيع الناجح الصديق العزيز (بدر أحمد كريِّم) يحقق الى جانب أجره المادي ما هو أكبر من أي أجر مادي.. وهو ثواب الآخرة.. وأنعم، وأكبر به من أجر.. فهو بهذا البرنامج واسطة خير.. ودال عليه.. والدال على الخير كفاعله.. دون أن ينقص من أجر الفاعل شيئاً.
ومع أن فكرة البرنامج مقتبسة من برنامج (على الناصية) الذي كانت تقدمه المذيعة الناجحة (آمال فهمي) من إذاعة القاهرة.. إلا ان صوت الصديق (بدر) كان يضفي على برنامجه (في الطريق) خصوصية مميزة.
كنت حين اسمع صوته اشعر أنني اسمع صوت طائر (الكروان) الدافئ.. يتسلل الى أعماقك في وداعة، ورخامة.. فتحس بالراحة النفسية، والطمأنينة.. كما تحس في صوته نوعاً من حزن اليتيم.. ونبرات الصدق.. لا تكلف فيه، ولا تقعر ولا تنطع.. مخارج الألفاظ من حنجرته لها رنين عذب.. في صوته تحس جمال اللغة العربية، وجرسها الموسيقي.. ينتقي عباراته ومفرداته المناسبة للحال.. المتوائمة مع المقام.. فلكل مقام عنده مقال، كما تقول العرب.
خُلق ليكون مذيعاً مؤثراً دون أن يتلقى دروساً في (فن الإلقاء الإذاعي) لأن ظروفه المادية حينذاك لم تكن تسمح له بأكثر من نيل (الشهادة الابتدائية) ليعمل بعد ذلك موظفاً في (الجمارك) لاعالة أسرته.. وهذا يعني انه لم يأت الى الحياة وفي فمه ملعقة من ذهب.. كما يقال.
كان يحضر الى وظيفته بجسمه.. في الوقت الذي كان احساسه العنيف يشده الى (الاذاعة) التي كانت تسري دماؤها ساخنة داخل شرايينه واوردته.. حين يتحدث الى زملائه في (الجمارك) يشعر انه في مواجهة (المايك) بكل ما يوحي به من خوف ووجل.. لكنه كان يشعر في الوقت نفسه.. ان هذا الرأس الأسود الباعث على الخوف والوجل من أحب اصدقائه.. وأقربهم في تكوينه النفسي.. وتركيبته الذهنية. لهذا لم يطل به المقام في الجمارك.. ووفقه الله بالنقل الى معشوقته (الإذاعة)!!
في عام 1382هـ على ما اذكر سمعت اسمي على لسانه من الإذاعة.. وهو يعلن اسماء الناجحين في مرحلة (الكفاءة المتوسطة) فأحسست برنين خاص لاسمي، كأنني أسمعه لأول مرة.. فكانت الفرحة فرحتين.. كانت الاذاعة في الماضي تذيع أسماء الناجحين في مرحلتي (المتوسطة والثانوية العامة) لقلة عددهم.
وانتقلت إلى (جدة) لدراسة (الثانوية العامة).. وفي إحدى (العصاري) كنت والصديق (هاشم عبده هاشم) المولع برياضة (كرة القدم) في ملعب فريق (التسامي) الرياضي الذي يرأسه صديقي وقريب هاشم (سديري مقبول) نشاهد مباراة دورية للفريق.. فإذا بسيارة صغيرة تقف قريباً منا.. ثم نزل منها شاب لونه كحقل حنطة.. مربوع القامة.. حيّانا فأحسست أنني اعرف هذا الصوت جيداً.. فبادرته سائلاً: أأنت بدر كريم؟ أجاب: نعم.. وكيف عرفت ذلك؟ أجبته: من صوتك!! لقد كان صوت بدر كالبصمة التي لا تشبه غيرها من البصمات.. وبعد أن تعرف علي، وعلى الصديق هاشم، استسمح منا في لطف وتواضع بإجراء لقاء معنا في برنامجه المعروف (في الطريق)، فوافقنا، وأخرج مسجله من خلف سيارته.. وأجرى اللقاء الذي كان مفتاح صداقتي الطويلة المشرقة به، التي جرَّت إلى عشرات الذكريات.. والمواقف.. وما تزال.
في الفترة التي أجرى فيها معنا اللقاء في برنامجه كان يحضِّر للحصول على (الشهادة المتوسطة) وفق ما كان يسمى بنظام (الثلاث سنوات التطبيقي) الذي كان يسمح بموجبه دراسة الثلاثة أعوام في عام واحد.. وبموجبه تأتي أسئلة الاختبار من مقررات الأعوام الثلاثة كلها.. وهو نظام رغم أنه يختصر الفترة الزمنية.. إلا أنه يمثل عبئاً كبيراً، وشاقاً، ومضنياً للمتفرغ للدراسة.. فما بالك بغير المتفرغ المرتبط بعمل يتعدى وقت دوامه العادي.. تصوّر ذلك، ولك أن تطلق عليه أكثر من شاق، ومضمن.. وغيرها من هذه الصفات في اللغة.. وفي الوقت الذي كنت مشفقاً عليه.. الا أنني كنت اقرأ في عينيه روح التحدي الإنساني.. و( الإصرار النفسي).. والقدرة على الاستيعاب (العقلي).. وهي أمور تصنع كبائر الأمور، وعظائمها!!
وهذا ما حدث فعلاً فقد نجح في الاختبار.. واختصر ما فاته من زمن الدراسة.. فشعرت يومها انني من نجح.. وأن جهده لم تذره الرياح هباء ولأنني أحب الناجحين.. وأسعد بالشباب الطامحين فقد انتشيت.. وتحركت مشاعر الصداقة، والاعجاب، فأرسلت له رسالة في أسلوب (تلغرافي) نشرتها جريدة (عكاظ) في العدد (2615) بمقدمة.. وهذا نص الرسالة (التلغرافية) العفوية بمقدمتها:
(هذه رسالة إنسانية.. بل قطعة فنية تزخر بالعاطفة التي تشكل احدى دعائم الأدب.. بعث بها الزميل الأديب (علوي طه الصافي) إلى صديق له بمناسبة النجاح الذي حققه في مجال الدراسة.. يقول علوي:
أخي.. تهنئة من الأعماق، أيها الفلاح الذي هزأ بالجفاف.. وحرث أرضه، ثم جنى ثمار جهده، وتحديه نجاحاً!!
نجاحك يا عزيزي هو سنابل القمح الذي تحدى الجفاف.. أنت بصمودك، واصرارك على النجاح.. رسمت الصورة، أو اللوحة الرائعة لانسان هذا البلد الواعد بالخير، والعطاء.
قبل أن أهنئك.. يجب أن اهنئ نفسي، لأنني اتعشق السنابل المصرة على مواجهة الشمس.. وافتتن بالزهر الذي ينبت في شقوق الصخر.. والتحدي عموماً أروع أعمال الإنسان.. تحياتي.. وعطر حبي.. أخوك علوي) انتهت.
ومن حسن المصادفات إننا كنا نعمل في (وزارة الإعلام).. كان هو في (الاذاعة) وكنت في (الصحافة).. وحين انتقلت الوزارة إلى الرياض، كنت ممن شملهم النقل.. اما الصديق (بدر) فقد بقي في جدة بجانب بحرها لأنه إحدى سمكاته.. وليكون بجوار ابيه.
وبرز الصديق (بدر) في الاذاعة بحيث ارتبط اسمه باسمها، والعكس صحيح.. وتألق اسمه.. وتلألأت شهرته بحيث لا تقام مناسبة كبيرة، الا بوجوده.. ومن ابرز هذه المناسبات الكبرى تقديم الحفل التكريمي السنوي الذي يعد لتكريم رؤساء الدول، وملوكها، وزعمائها، وكبار الشخصيات في كل المجالات في كل موسم.. هذا الحفل الذي كان يشرفه الملك الشهيد السيف فيصل بن عبدالعزيز رائد (التضامن الإسلامي) تغمده الله بواسع رحمته.. حفل مهيب، وموقف أكثر هيبة.. إذا قابلت الأخ (بدر) قبل بدئه بدقائق.. لا يحس بوجودك، ولو كنت من أقرب المقربين إليه.. تشعر أن على رأسه ناطحة سحاب (ابيرستيت) بنيويورك صامتاً لثقل المهمة التي سيقوم بها.. ولجسامة وطأة الموقف الذي سيقفه امام ذلك الحشد المهيب.. لم أكن املك وقتها الا الدعاء له في سري بالتوفيق، والسداد، والنجاح.. مئات الأعين والآذان مشدودة إليه.. لا أبالغ إذا قلت إنه موقف من المواقف التاريخية بالنسبة له و (على قدر اهل العزم تأتي العزائم)!!
ولبره بأبيه حرص أن يكون بجواره في (جدة).. لهذا اعتذر عن السفر إلى (الرياض) رغم الاغراء بالترقية إلى أعلى من مرتبته ليكون مديراً عاماً للاذاعة التي تطلب وجوده في الرياض.
لكن مركزه الأدبي والاجتماعي كان كبيراً.. وكان محظوظاً لأنه رافق الملك فيصل بن عبدالعزيز في كل رحلاته إلى الدول الإسلامية في إفريقيا.. وآسيا.. وغيرها أثناء دعوته النبيلة إلى (التضامن الإسلامي).. وهي مهمة شاقة، ومتعبة.. لكنها كانت ثرية بدروسها، وعطاءاتها المثمرة.
وللود والاعجاب اللذين يكنهما معالي الأستاذ الكبير (ابراهيم العنقري) للصديق (بدر) اختاره ليكون مديراً لمكتبه أثناء توليه منصب (وزير الإعلام).. لهذا لم يتردد.. فجاء إلى الرياض.. وللصداقة التي بيينا كنا نلتقي في اليوم مرتين.. كان وجوده في الرياض مؤقتاً فلم يستأجر سكناً خاصاً به.. بل سكن في أحد فنادق الرياض.
كان إذا انتهى من عمله نهاراً يتصل بي لنذهب معاً لتناول طعام الغداء في مطعم معين في (شارع الوزير).. ولأن الجو كان شتاء فكنا نذهب إلى مطعم آخر معين في (شارع المتنبي بالملز) لتناول وجبة العشاء التي يحبها الصديق (بدر) المتمثلة في (المعصوب).. وهي وجبة اشتهر بها هذا المطعم دون غيره.
من مواقف الصديق العزيز (بدر) الإنسانية انني كنت في إحدى الليالي حزيناً على غير عادتي.. فقد تلقيت خبراً عن تعرض والدي لمرض اضطر الأهل معه إلى ادخاله المستشفى.. ورغم محاولتي أن أكون طبيعياً أمام الصديق (بدر) لمعرفتي برقته وشفافية نفسه إلى حد ذرف الدموع وان كنت اعرف نفسي أن ما يختزنه صدري يظهر على ملامح وجهي.. وأمام اصراره اخبرته بالأمر.. فتعاطف معي صادقاً حين قال لي: إما أن تأتي لتنام معي في الفندق.. أو أن آتي لأنام معك.. لن أتركك لوحدك.. لأنني الآن أكثر قلقاً منك!!
طمأنته.. وافترقنا.. لكن في منتصف الليل سمعت صوت هاتفي يرن فاضطربت.. وقلت:
اللهم اجعله خيراً.. ورفعت السماعة فاذا بصوت الأخ (بدر) يشق اذني في دفء، وحنان، لكن صوته مشروخ.. وتحدثنا طويلاً حتى شعر بالاطمئنان.. وفي الصباح المبكر اتصل بي لأنه اعتاد على الذهاب للعمل قبل موعده.. وفي العمل تلقيت مكالمة بخروج الوالد من المستشفى.. ولم أشعر بالراحة إلا حين سمعت صوت والدتي العطوف من المنزل، فاتصلت بالصديق (بدر) لأطمئنه.. فرد من فرحته ان الغداء اليوم على حسابه!!
وفي موقف آخر لانسانيته دُعينا الى مؤتمر عن العلاقة بين (الإعلام والعلاقات العامة) في امارة (المنطقة الشرقية).. وكان يرافقني ولدي (صافي) الذي كان يومذاك في المرحلة الابتدائية.. كنت والصديق (بدر) وغيره من الزملاء في بهو الفندق.. وكنت في منتهى السعادة بوجود (صافي) معي لأول مرة.. وبعد تناول طعام العشاء تغيرت حالة (صافي) الصحية.. وهمس في أذني أنه يشعر بالرغبة في التقيؤ.. وبحرارة في جسمه.. فاستأذنت من الزملاء، وصعدت، وابني الى غرفتنا فتقيأ.. لكن حرارته ما تزال مرتفعة.. فاتصلت بالاستعلامات طالباً طبيباً.. وأخذت استعمل كمادات مبللة بالماء البارد على جبهته، وجسمه.. وأنا على هذا الحال. إذا بأحد يطرق الباب.. ظننت أنه الطبيب.. فتحت الباب لأجد أمامي الصديق العزيز (بدر) منزعجاً متسائلاً: ما به (صافي).. ماذا حدث له.. أجبته معللاً حالته بتسمم.. سأل: هل طلبت طبيباً؟ قلت له: نعم.. ونحن ننتظره.. تركني واتصل بالاستعلامات مهدداً أنه اذا حدث للطفل شيء ستكون مسؤوليتكم كبيرة.. وقال كلاماً ساخناً لا أذكره لانشغالي بحالة ابني.. والخوف ينتاب مشاعري.
وبعد دقائق جاء الطبيب.. وبعد الكشف شخص حالته بأنها فعلاً كما عللتها حالة (تسمم) وطمأنني الطبيب بعد ان عرف انه تقيأ.. ثم اعطاه حقنة.. وقال لنا: بعد ساعة سيكون في حالة جيدة.. اضطررت للجلوس بجواره.. وشكرت للصديق (بدر) نبله وشهامته.. وسمحت له بالعودة الى الزملاء.. فرفض حتى يطمئن على صحة ابني الذي بدأ الكلام. بعد أن انخفضت حرارة جسمه.. وعاد إلى حالته الطبيعية.. وألح الصديق (بدر) أن يقضي بقية السهرة معي.. ولم يتركني إلا بعد أن حان وقت النوم.. وخلال بقائه معي كان يداعب (صافي) كأنه أحد أبنائه.
هذان مجرد موقفين أذكرهما في هذه العجالة.. وكما قيل (بعض الربيع ببعض العطر يختصر).
وقد مر الصديق (بدر) بمرحلة لا أردي بماذا أصفها نتيجة شعوره بجحود الآخرين.. وهي حالة يمر بها كثيرون غيره تشكل (ظاهرة شرقية).. لكن إيمانه بخالقه ساعده على تخطي هذه المرحلة العصيبة.. هذا ما لمسته من خلال مكالماتي الهاتفية الدائمة معه.. وما تزال.. وستستمر إن شاء الله.. لأنه نعم الصديق الذي عناه وأمثاله أستاذنا الكبير الدكتور (عبدالعزيز الخويطر) في كتابه الماتع، المورق الموثق بالعبر والدروس الحياتية المتعددة (ملء السلة من ثمر المجلة) حيث قال:
(الصديق له من اسمه نصيب، فالصديق يصدق صديقه في القول والعمل، يصدقه في الاخلاص له، ويعتبره كأنه هو، يحب له ما يحب لنفسه، ويكره له ما يكره لها، يحفظه في حضوره وغيابه، يتحرَّى ما ينفعه، ويحذر ما يضره.. والصديق الحق نادر الوجود، لأن هذه الصفات نادرة، وإذا اجتمعت لإنسان فعلى صديقه أن يحافظ عليه، وأن يعض على هذه الصداقة بالنواجذ، حتى لا تفلت، أو يطرأ عليها ما يفصم عراها، أو يوهي حبالها) (ص50 ج2).
وبعد إحالة صديقنا العزيز (بدر كريم) على المعاش (التقاعد الوظيفي) كتبت عنه كلمة في جريدة (عكاظ) العدد (11604) تاريخ 521419هـ الموافق 3051998م عبرت فيها عن شعوري نحوه بصفته من الأصدقاء النادرين.. ومما قلته فيها:
(بدر كريم، صديق أعتز به، تجده في أي وقت تنشد.. فهو رغم المراكز التي تقلَّدها لم يضع الحواجز بينه، وبين الآخرين سواء في عمله، أو في منزله.. فالمناصب لم تغيِّر من إنسانيته.. وإنسانيته لم تجعله يتوانى أو يتخاذل في عمله.. ومن صفاته أنه رجل طموح إلى حد التحدي فنال (البكالوريوس) و(الماجستير)، تخصص (علم اجتماع).. ورغم بلوغه العقد السادس من عمره بعد رحلة متميزة بالتخطي، والتجاوز على الاحباطات، والمعوقات.. رغم ذلك التحق بجامعة (الإمام محمد بن سعود الإسلامية) بالرياض محاضراً في (فن الالقاء الإذاعي) من منطلق خبراته العملية) انتهت.
وإلى جانب ذلك استطاع أخيراً أن يحصل على (الدكتوراه) بهمته العالية، وبجدارة قادرة مقتدرة ولمكانته العلمية، والاجتماعية اختير (عضواً في مجلس الشورى).. وحالياً يستعد لإنشاء (محطة إذاعة) شخصية.. أتوقع لها من خلال معرفتي العميقة به النجاح، وإقبال المستمعين عليها إقبالاً نابعاً من علاقة جمهور المستمعين بالصديق (بدر)، وعلاقته الطويلة بهم. وكلما كبرت، وتطاولت، وأثمرت مكانته ازداد تواضعه.. فهو كما يقول الشاعر:
ملأى السنابل تنحني بتواضعٍ
والفارغاتُ رؤوسُهن شوامخُ
ومع ذلك يواصل الكتابة في صحيفة (عكاظ) من خلال زاويته (خاطرة).. وفقه الله وسدَّد خطاه.


alawi@alsafi.com
ص.ب (7967) الرياض (11472)

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved