الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 29th August,2005 العدد : 120

الأثنين 24 ,رجب 1426

السبيل وحركة الترجمة
د. محمد بن عبدالله القويزاني

بلا شك أسعدني وأسعد كل مثقف بهذا البلد صدور قرار تعيين الدكتور عبدالعزيز السبيل وكيلاً لوزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية، وهو الرجل القادم من وسط الجو الثقافي، الخبير بهمومه وتطلعاته، إضافة إلى كونه يجمع بين الحضور الأكاديمي المميز والحضور الثقافي الفاعل، مما يساهم في تضييق الهوة التي طالما وجدت بين المثقفين من جهة والأكاديميين من جهة أخرى.
والذي يدعوني كذلك للتفاؤل بتعيين الدكتور عبدالعزيز في هذا المنصب هو علمي بحرصه الشديد على حركة الترجمة والرقي بها. يتمثل ذلك في ترؤسه لتحرير مجلة نوافذ التي تعنى بترجمة الآداب العالمية، التي طالما أتحفتنا بإطلالات مشرقة على عوالم غير معروفة من خلال ترجمة آداب العالم الثالث وغيرها.
التقيت الدكتور عبدالعزيز في إحدى المناسبات، فباركت له صدور عدد خاص بالأدب الاوزبكي في مجلة نوافذ، وبعد لباقته المعروفة في تلقي الثناء بتواضع جم، تحدث عن ضرورة العناية بنقل الآداب العالمية غير الممثلة، كالآداب الافريقية، والآسيوية، واللاتينية، والأوروبية الشرقية وغيرها، والمجهولة إلى حد كبير عند القارئ السعودي العربي. وكوني أحد المعنيين بشؤون الترجمة وهمومها كانت تلك المحادثة ذات بعد خاص، ونحن المغرمون بترجمة الآداب الأوروبية الغربية، أو الأمريكية الشمالية، في حين أن هذه الآداب ممثلة تمثيلاً جيداً في الساحة الثقافية لدينا، بل يتواجد أحياناً أكثر من ترجمة لعمل أدبي واحد. غير أنه يجب تركيز الجهود على نقل المجهول (لدينا) من الآداب العالمية. وليست القضية هنا نقل الجديد، أو تعريف القارئ بما هو غير ممثل لأجل المعرفة المطلقة، بقدر ما هي توسيع الإدراك الثقافي بتواجد قدرات إبداعية أخرى ذات أصداء عالمية لم تجد طريقها بعد للقارئ العربي، إضافة لتجديد آليات التلقي والقراءة التي ستؤثر في إنتاج وتلقي الآداب المحلية.
لست هنا في معرض الحديث عن أهمية الترجمة، أو أثرها العميق في إثراء الساحة الثقافية والأدبية الإبداعية، وإنما لبيان جهود الدكتور عبدالعزيز السبيل في هذا المجال، وهو الذي يرأس أيضاً تحرير مجلة الراوي التي تعنى بالأدب القصصي، لذا فهو من المثقفين القادرين على معرفة علاقة الترجمة بتطور الفن الروائي، وهو الذي يرى تطورهما وتأثيرهما المتبادل من خلال رئاسته لتحرير هاتين المجلتين.
مرة أخرى أبارك لنا أولاً صدور هذا القرار، وكل دعائي بالتوفيق للدكتور عبدالعزيز الذي سيترك حتماً أثراً إيجابياً على الساحة الثقافية في المملكة، وسيرأب الصدع بين المحلي والعالمي، الأكاديمي والإبداعي، الثقافي النخبوي والثقافي الشعبي، وأبارك له مقدماً هذه النجاحات التي لا أشك بتحققها على يديه.
الصفحة الرئيسة
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved