الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 29th August,2005 العدد : 120

الأثنين 24 ,رجب 1426

قصة قصيرة
ماذا يعني؟؟
عند باب المدرسة لكزتي إحدى زميلاتي مشيرة إلى ذلك الواقف بعيداً رغم الزحام الشديد وأصوات منبه السيارات وتشابه الشمغ والعباءات السوداء.. لكن نظرت له بعجل..
كان يلف يديه حول صدره ويرتدي نظارة شمسية تحتل مساحة واسعة من وجهه الحنطي، حاولت التذكر أين رأيته؟ فملامحه مألوفة بالذاكرة.
وبلحظة صمت كل شيء وبقي هو..
أصبحت أراه شبه يومي أمام المدرسة.. اصبحت أترقبه عرفت أخته حدثتها وصارت ضمن صديقاتي.
كان فعلا هو..
لقد شاهدته أكثر من مرة في رحلاتنا البرية، وأذكر جيداً تلك العاصفة التي اقتلعت الاشياء امامه وحملت معها غطاء وجهي ونثرت شعري وركضت حيث الخيمة هاربة من فضول عينيه.
قالت لي اخته إنه أب لطفلين.
يااااااه كانت كصفعة على وجهي.. لكنها همست بخبث انه لا يحب زوجته..
بعدها حاولت تناسي امره لم تعد صديقتي تشير لي بأن أراه لكنه ما زال يقف امامي وجوده يشعرني بأن لي قلباً ينبض.
وذات مساء قالت لي أمي وهي تبتسم: لقد تقدم لخطبتك. وفززت بسرعة ثم حافظت على توازني وسألتها.
ماذا قال والدي؟؟
صمتت قليلاً أرخت نظرها على فنجان قهوتها وارتشفت منه القليل قالت : طبعاً رفضه.. وبشهقة سريعة تمالكتها قلت..
ولِمَ
كنت أريد أن اقول لها
ماذا يعني ان يكون متزوجاً قلبي؟ ماذا يعني أن يكون أباً لطفلين؟
ماذا يعني أن الأماكن شغرت بغيري لتصل إلي دافئة؟
ماذا يعني قلب سيدة أخرى ان يتحطم؟
وماذا يعني إذا قالت النسوة عني في جلسة ضحوية انني خاطفة الرجال
ماذا يعني ان ينبذني العالم وأبقى أنا بقربه؟
ألا يكفيني يا أمي ان اشعر بقلبي ونبضه عندما أراه؟
ألا يكفي بأني اشعر بالقشعريرة والتعرق عندما يمر طيفه علي وانا بين اخوتي وصديقاتي؟؟
ألا يكفي ذلك؟
في الحصة الأولى غافلت أخته المعلمة ودست ورقة بيدي كتب بها،
كنت أحلم بأن أشرع أبواب العالم بيديكِ
أنت وحدك من يشبهني وحدها أنفاسك ستهبني الحياة
وبعدكِ
سأدوس على قلبي، لكن سأظل أترقب خطاك بين السواد ظهر كل يوم
طويت بيدي الرسالة وفتحت باليد الأخرى كتاب النحو والصرف.


فوزية الحربي

الصفحة الرئيسة
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved