الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 29th August,2005 العدد : 120

الأثنين 24 ,رجب 1426

وميض
تشكيليو الأحساء..
البدايات
عبد الرحمن السليمان

أتذكر تواجدي المبكر في مراكز صيفية تقام في الأحساء مثلما هي في المدن الأخرى، وتواصلت أو تأكدت في الدمام بعد الانتقال إليها.
في الأحساء كان شباباً نشطاً ومتحمساً ومتفاعلاً مع المناسبات، كثير من الانضباط والحماس، كان الرسم إحدى هذه الأنشطة المهمة التي برز من خلالها أسماء (عبدالحميد البقشي وعبدالعزيز الخوفي وعبدالستار الموسى) وربما آخرون كأحمد المغلوث وأحمد الأمير ممن مثلوا حضوراً في مثل هذه المراكز ذات الفترات الصيفية المحدودة، كان ذلك أواخر الستينات وكانت مدرسة الهفوف الثالثة مركزاً صفياً متألقاً، وهي إحدى المدارس التي بنتها أرامكو السعودية في العام 1375. أتذكر أنه درّس التربية الفنية فيها اللبناني أحمد الشيباني وهو رسام ثم محمد العمير الذي دَرَس التربية الفنية في الولايات المتحدة الأمريكية وقد افتتح محلاً للخط فيما بعد، ذلك أنه يتمتع بهذه الموهبة ولم يشكل العمير أي حضور في الساحة التشكيلية في الأحساء على الأقل.
مسابقة للرسم نظمتها أرامكو السعودية أواسط الستينات في الظهران، حكّمها آنذاك الفنان عبدالحليم رضوي الذي كان وقتها عائداً من دراسة الفن في إيطاليا. فاز فيها إبراهيم المرابيع، الذي عمل فيما بعد معلماً للتربية الفنية ثم مشرفاً أو موجهاً تربوياً لها في الأحساء وعدد من الأسماء الشابة آنذاك وأقام رضوي خلالها عرضاً لأعماله.
وشهدت الأحساء أواخر الستينات وأوائل السبعينات نشاط مجموعة من الشباب الخطاطين مثل صالح التنم وأحمد المظفر، وصالح بوسعد الذي انتقل إلى الرياض بمشروعه (الخط) وكانوا بجانب خطاطين عرب مثل عبدالوهاب المصري الذي درّس التربية الفنية في بعض مدارس الأحساء بل إنه علّم بعض فنانيها والخطاط رجب الذي كانت لوحاته (الخطية) تأتي من الدمام وآخرون، كما ظهر فيما بعد خطاط يوقع لوحاته ب(جغثم) وأحمد المغلوث ثم أحمد الياس كخطاطين وغيرهم كثيرون ممن كانت لهم مثل تلك المحاولات في الهفوف أو المبرز أو غيرها.
كان الخط أحد المجالات التي كانت منطلقاً لممارسة الرسم الذي كان محدوداً على النطاق الاجتماعي وخارج المدرسة، لكن بعض استوديوهات التصوير الضوئي استقطبت أوائل السبعينات بعض الهواة لرسم خلفيات كان عبدالحميد البقشي واحداً من أولئك الذين رسموا خلفيات حملت مشاهد أجنبية أبرز مواصفاتها الدقة والأناقة التي يمكن أن تبعث خلفية لمكان جذاب.
أما التصوير الضوئي نفسه فكان من رواده الراحل جاسم بن علي الجاسم القادم من البحرين لممارسة هذه المهنة التي كانت حفائظ النفوس تتطلبها لكنه سرعان ما ظهرت بعض الاستوديوهات وبمحدودية فتقوم بنفس المهمة في تصوير الشخصيات. أما الرسم فاقتصر على بعض الاهتمامات الشخصية المنقولة من صور جاهزة ولعل تأثير البيئة ظهر في بعض الرسومات التي شاهدتها على جدران بعض المنازل لمقتدرين، مثل تلك الرسوم تمثلت في صور أشجار رمان وليمون على أغصانها بعض الطيور المرسومة ببساطة وعفوية. مثل تلك الصور شاهدتها محاكة على بعض فرش المجالس.
وسألت ذات مرة أحد البنائين المعروفين عن مصدر الأشكال الزخرفية التي يحفرونها في مداخل المنازل فأشار إلى أنها تنقل من البسط والزل المستوردة.
العلاقة بين هذه الاهتمامات الفنية المبكرة مع صيغها الخاصة لا تتلاقى مع المعطيات الأحدث في الساحة التشكيلية إلا بما ينقله بعض الرسامين من الصور المستوحاة من المحيط البيئي. هو ما نجد أثره في أعمال الرسامين الأوائل مثل محمد الصندل الذي رسم بيئته على نحو من البساطة التي جعلت للوحته طزاجتها وصيغتها الخاصة ومع أن هذا الفنان لم يرسم إلا القليل من الأعمال ضمن هذا التوجه إلا أنها عبرت عن فترة طبيعية من عمر تجربته.
تتلاقى أعمال الصندل خلال تلك الفترة وفيما بعد مع فنانين خليجيين أهمهم الكويتي أيوب حسين الذي أشبع الساحة الكويتية بصوره الشعبية المحببة، وكذلك الفنان سعد العبيد الذي تغيرت اهتماماته فيما بعد مثل الصندل.


aalsoliman@hotmial.com

الصفحة الرئيسة
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved