الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 29th November,2004 العدد : 85

الأثنين 17 ,شوال 1425

البواردي صافرة العصر وجرس إنذار الحياة
د. صالح زيَّاد
الاحتفاء بسعد البواردي هو احتفاء بمعنى الإنسانية والوطنية التي أكب على غنائها وبناء وعيها في دواوينه وكتبه، سعد البواردي إنسان يعي معنى الإنسانية، وفنان يدرك من زاوية محددة معنى الفن شعراً ونثراً. لقد أحال البواردي قيمة الأدب الى فضاء مفتوح على الحياة والمجتمع والعالم حيث زاوية الرؤية، الان وهنا، وحيث النهضة والتنوير والعدل والمساواة، معيار الحياة الذي إذا فقدته فقدت معناها.
البواردي سعد هو صاحب (صفارة الإنذار) و(أجراس المجتمع) و(ثرثرة الصباح) و(فلسفة المجانين) و(الاشعاع).. دواوين وكتب وجريدة تلحُّ عناوينها مثلما هي مضامينها على صوت يقرع الاسماع النائمة لتستيقظ، ونور يضيء ويشع لعيون كأنها لا تبصر موقع الأقدام..
(يا أيها الإنسان
المستفيض في دجى الأحزان
عيناك، والضباب، والسبات
لابد أن تفيق
دنياك، واجترار الترهات
والمرتفع الصفيق
لابد أن يهب النائمون).
هكذا هو سعد، إنه (صفارة إنذار) مجتمعه وأمته والإنسانية، وجرس اليقظة الذي لا يستريح له النائمون.
في حقبة (الرومانسيات) و(الوجدانيات) و(المدائح) كان البواردي متمرداً على السرير المخملي الذي نام الشعر فيه، كان عصيَّاً على الذات المدجَّنة والمترفة وأحلامها الوردية، كان يستعذب
الكلمة وهي تمد ذراعها الشجاع والحنون الى المشردين والمجانين وضحايا الظلم. كان دوماً داعية الى الإصلاح، منادياً برفعة شأن الوطن، ومتضامناً ومناصراً للمضطهدين من أبناء أمته والعالم، يحلم بسلام ذي عينين بريئتين وثاقبتين كعيون الأطفال...
كم أنت شامخ في عنفك يا سعد وأنت تمثل دور المواطن الأسود في جنوب افريقيا مخاطباً المستعمر العنصري الأبيض:
( أعرفتني أنا أسود. أنا مارد كرؤى القدر
أنا عابس ملأت خطاي الأرض يدفعها الفجر
أنا لعنة البيض الذين دعوا سوادي للحفر
أعرفتني
أعرفتني . بالأمس كنتُ لديك أخدم كالحمار
وتسوقني نحو الزريبة كلما ولَّى النهار
بعصاك تلهب ساعديَّ وبالشتيمة والصَّغار
أعرفتني
أعرفتني من ذا أكون؟ وفي يدي مفتاح أمرك
أعرفتني، اشهدت طوفاناً سيجرف ثقل قصرك
أعرفتني).
سعد البواردي جدير بالتكريم. إنني اتمنى أن يكون إحدى الشخصيات المكرَّمة في (الجنادرية). أما نادي الرياض الأدبي. وأقسام الأدب في جامعاتنا فأخشى كما عودنا السهو والغفلة ألا تشرف منابرهم وتكرم بسعد البواردي.
دمت طيباً.. أيها الإنسان، أيها الضمير.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الملف
الثالثة
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved