الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 29th November,2004 العدد : 85

الأثنين 17 ,شوال 1425

وقفة مع رامي
عُرف (أحمد رامي) شاعراً للأغنية الحديثة بشعره العاطفي الوجداني الذي ما فتئت الالسن تتداوله ومازالت الأفواه والمشاعر تردده في خلواتها ومراتع سهرها وسحرها، وهو في هذا اللون من الأدب ينحو الى التخصص المميز، فيجعل من الشعر الغنائي مثاراً خصباً لأدبه وفنه حيث يُسيِّل يراعه وأخيلته جداول منسابة بالألحان والأنغام، غنية بالثراء والغناء ورقة الشعور وهمهمات الوجدان والعواطف.
قال عنه أحد النقاد في معرض سيرته وتحليلاته:مارس ثلاثة ألوان من الأدب هي: الشعر الوجداني والعاطفي والوطني ثم أدب المسرح،ثم انتهى الى نظم الأغنيات وبها اشتهر وطار ذكره حتى أوشك الناس أن ينسوا رامي شاعر الفصحى ورامي كاتب المسرح، ولم يذكروا إلا شاعر الأغاني الى أن ارتد الى ايمانه بالشعر الفصيح غير أن رامي الشاعر الموصوف بالأدب الملون والمغنّى مع ما تميّز به وبرز في هذا المنحى من مناحي الأدب فإنه قد سلك الى الشعر الملتزم بفنونه وأغراضه الأخرى مسالك أمتع فيها وأجاد.
ناجى الماضي واستوحاه الصبر والعظات، وحسب الألم نعمة تؤدّب النفوس وتهذب الخواطر وتفسح آفاق الخيال والعواطف لتصل الناس بأنواع الصلات والمراحم.
وقف رامي الطائر المغرد فوق كل غصن وقفات طوالاً مع بنات الشعر يسائلها ويتوجد عليها لأنه بالقوافي المفصحة يكفكف الدمع السخين وهو بها يرفّه عن جوانحه وجواه ما تقاسيه من نوازع الأسى ولواعج الأيام والمحن، اسمه يردد الأنين والأسى ويقول:
لقد عزّت على فكري القوافي
وكنت بهن مُطّرد التّغني
وكم في العين من دمع سخين
إذا أرسلته رفهت عنّي
وكيف تطيب في سمعي الأغاني
وألحان الأسى يملأن أُذني
ورامي لا يريد من القوافي أن تظل ضنينة بمدامعه كل حين ولكنه يريدها أن تفسح للمدامع أن تُبلِّل مآقيه وأجفان مشاعره، فقد نالت الأيام منه منالاتٍ عاتية ولاقى منها ملتقيات موهنة أدمت ركابه وأسكتت أنفاس أمانيه وأحلامه وهنّ صغار لم يلدن بعدُ صباحاً تتوهج به صفحات مرآته وتزدان بحسنه قلائد جيده، ومع ذلك فإن زورقه المحطم رسى في بعض مطافاته القريبة تحت ظل المنى يستدر عطفها ويجتر بين يديها ذكريات غالية زرعتها يداه وكم زرعت من المنى ولكنه تزرع وتزرع دون أن تجني من ثمارها ما يطيب جناه ويصفو لونه وصداه، وها هو ينادي ويردد:
دعيني يا بنات الشعر أبكي
على ما نالت الأيام مني
أمانٍ مُتن في قلبي صغاراً
كما ذَوَت الكمائم فوق غصن
وزرع طاب لم أقطف جناه
وكم بذرت يداي ولستُ أجنِ
وإلى لقاء جميل مع وقفة أخرى وصوتٍ دافق بليغ

عبدالله ابراهيم الجلهم

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الملف
الثالثة
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved