الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 29th December,2003 العدد : 41

الأثنين 6 ,ذو القعدة 1424

شكراً لهذا الحوار وأمثاله
العبودي المعجم والمشروعات المنتظرة

بقلم: فائز بن موسى الحربي
لقد أحسنت جريدة الجزيرة بإجراء تلك المقابلة المتميزة مع فضيلة الشيخ محمد بن ناصر العبودي والتي أجراها الكاتب المتألق دائماً الأستاذ إبراهيم التركي، ونشرت على حلقتين يومي الأحد 13/10/1424هـ و20/10/1424هـ.
لقد سعدت أنا وكثيرون غيري بمتابعة ذلك الحوار مع الشيخ محمد العبودي الذي يتميز برصيد عظيم من الإنجازات العلمية والبحثية الرائدة التي تزداد قيمتها مع مطلع كل يوم جديد..
إن أهمية هذه المقابلة التاريخية لا تتوقف عند كونها مع باحث محقق، أو مع داعية صادق، أو مع إداري عريق، أو مع مسؤول كبير، ولكنها تنبع من أهمية صاحبها التي لا يدركها إلا من يعرفون من هو الشيخ العبودي، وما هي إنجازاته وأسباب عظمته وتميزه.
إن الشيخ العبودي ليس مجرد رائد من رواد هذا الوطن، لكنه رائد في عدة مجالات.
إنه عدد من الرواد والعظماء في رجل!
إنه رائد في العمل الدعوي العالمي، ورائد في ميدان الرحلات، ورائد في البحوث الجغرافية والاجتماعية، ورائد في بحوث الأنساب، وفوق كل ذلك فهو عالم جليل متواضع، لم يخدعه سلطان الوظيفة، ولم يغيره بريق الريادة في كل ما سبق، وهذا هو ديدن العظماء دائماً!
إن هذا النوع من الرجال هو الثروة الحقيقية للوطن، وهو الكنز الثمين للأمة.
لقد رأينا بريطانيا تضع تمثالاً ضخماً في أشهر ميادين عاصمتها للرحالة داوتي لمجرد أنه وصل إلى الجزيرة العربية في رحلة شخصية أراد أن يشبع فيها رغبته في الاستطلاع والسياحة في بلاد العرب في رحلة وحيدة قام بها دون تخطيط أو تكليف من جهة أخرى في حين نجد الشيخ العبودي قد جاب الكرة الأرضية من شمالها إلى جنوبها ومن غربها إلى شرقها في رحلات متكررة، هادفة إلى الدعوة إلى دين الله في المقام الأول، ومثمرة كتابة تاريخية وصفية لتلك البلدان وأحوالها وسكانها ومعيشتها في سلسلة من الأعمال الضخمة التي بلغت أكثر من مئة كتاب، وهو ما لم يبلغه أي رحالة آخر قديماً أو حديثاً، حسب علمي، وفضلاً عن هذا التفوق الكمي لهذه المذكرات فهي متفوقة في الكيفية ودقة التسجيل وبراعة الوصف وقوة الملاحظة.
والشيخ محمد العبودي أديب متمكن يشد المتلقي إليه كاتباً ومتحدثاً، ويطرب الأسماع أديباً ومؤرخاً ورحالة وجغرافياً ونسابة، وعالماً إسلامياً وداعية، ولست هنا في مجال الحديث عن هذه الجوانب لديه، لأن المجال لا يتسع لذلك.
كما أود أن أشير إلى لفتة أخلاقية كريمة تدل على عظمة الرجل ونبل أخلاقه عندما نفى ما يتردد عن استغلال الشيخ حمد الجاسر لمسودة كتاب العبودي حول أنساب أسر القصيم، فقد جاء نفيه لهذه التهمة واضحاً وقاطعاً في الوقت الذي أحوج ما يكون فيه المتهم إلى إثبات براءته، فقد نفى هذه التهمة عن رفيق دربه ومنافسه الذي لاقى ربه، ولو كان العبودي على غير تلك الأخلاق العالية لاستغل غياب منافسه، وأطلق لنفسه العنان بعد أن خلا له الميدان! ولكنها أخلاق الرجال العظماء.
ونقطة أخيرة أود الإشارة إليها لأهميتها، وهي مشروع معجم أسر القصيم، وهو عمل بحثي ضخم أنجز منه الشيخ الكثير وبقي القليل، ولكن ظروفه الوظيفية تعيق إكمال هذا المصنف الفريد في بابه وموضوعه، وأود هنا أن أهيب بالجهات المسؤولة دون تخصيص أن تهيئ للشيخ كل ما يمكن من أسباب التفرغ العلمي والوظيفي، ومن توفير الإمكانيات البشرية والمادية لإنجاز مشروعاته العلمية، وعلى رأسها معجم أسر القصيم.
إن الأعمال الوظيفية التي يؤديها الشيخ العبودي من الممكن أن يقوم بها غيره، أما المشروعات العلمية التي يقوم بها فلن يؤديها أحد سواه، ولن يسد أحد مكانه إن لم يكملها هو.
أقول هذا الكلام لأنني أعرف الأهمية العلمية لمعجم أسر القصيم، كمصنف فريد ومتميز في باب تاريخ الأسر وأنسابها، وهو ميدان قل من يجيد العوم فيه، وسيمضي زمن طويل قبل أن يوجد الباحث المحقق والعالم الموسوعي كالشيخ العبودي.
لقد طالت غفلتنا عن إعطاء هذا العلم ما يستحقه حتى جاءت باحثة أمريكية على حساب جامعات دولتها لتصنف معجماً في أنساب قبائل المملكة، إنها الباحثة: شيلا اسكولف، التي تتواجد على أرضنا منذ عدة شهور، في حين لا يجد أمثال الشيخ العبودي من يتبنى مشروعاته، ويعطيه ما يستحق من الرعاية والتكريم..
وختاماً، فشكراً للجزيرة، وشكراً لأخي الكاتب القدير إبراهيم التركي.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
وراقيات
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved