الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 29th December,2003 العدد : 41

الأثنين 6 ,ذو القعدة 1424

الوهابية المصطلح وأزمة الإعلام
مؤخراً شاع مصطلح جديد، أو هكذا بدا لنا، وإن لم يكن جديداً لدى غيرنا لكنه جديد علينا نحن المعنيين بالأمر.
«الوهابية» مصطلح أصبح الإعلام يردده بكرة وعشيا منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وفي حين اطلقه الغرب كغيره من المصطلحات التي اصبحت تصنع او توظف على عين الادارة الامريكية.. الا ان الإعلام العربي والذي كعادته.. يلقف ما يأفكون تحول طوعا او كرها الى آلة ببغائية لتسويق المصطلح.
وكأنما الإعلام استفاق فجأة فاستدرك ان في جزيرة العرب جماعة «وهابية»!! ولاشك في ان هذا التوقيت اقتضته المصلحة بل إن المصلحة ذاتها اقتضت التعامل بعنصرية مع أي ايديولوجيا لا تتفق وطموحات القطب الأوحد.
وبهذا أصبح الوهابيون متهماً أولاً أو وحيداً في كل ما يعكر صفو العالم ويهدد حضارته وانفتاحه .. فتارة هم يقتلون من لا يتبع «وهابيتهم» وتارة هم يدعمون الارهاب في كل الدنيا.. وتارة يعادون السامية.. ومؤخرا سمعنا خبرا عجيبا مفاده ان الوهابيين يقفون وراء اعتزال الفنانات العربيات!
وعبثا حاول المجتهدون مطالبة الاعلام العربي بأن يكون متفردا على الاقل في أبجديته ما دام غير قادر على معظمه على التفرد في رؤيته.
إن خطورة تداول المصطلح تكمن في الاعتياد عليه فيبدو وكأن «الوهابية» مذهب مستقل ويبدو الوهابيون وكأنهم طائفة مستقلة بفكرها وعقيدتها وشرائعها.. والاخطر من هذا هو التأسيس لحالة الفرقة بين المسلمين فلا عجب ان سمعنا غدا عن الطائفة البازية او القرضاوية او الزندانية او الكبيسية.. فكل شيخ او مفكر او عالم او مفتي تلتف حوله الأمة ويعتني المسلمون بعلمه وتوجهاته .. سيصبح في ثقافة المصطلحات الاعلامية صاحب مذهب مستقل ويصبح اتباعه طائفة مستقلة.
أتساءل.. متى سيعي القائمون على الاعلام خصوصا في بلادنا دورهم في هذه المسألة؟! نحن بحاجة ماسة الى اعلام محارب في هذا الزمن المخيف.. الاعلام اصبح اشد فتكا بالامم من اسلحة الدمار الشامل، الاعلام اليوم يصنع المعجزات .. ويشكل قناعات الشعوب.. ويمثل وسيلة من وسائل البقاء.. لا تقل اهمية عن الخبز والماء والدواء.
والمؤسف حقا أن معظم الفضائيات التي طرحت فكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب على مائدة النقاش.. لم تقدمه كما ينبغي ولم تتمكن من بناء رأي منصف منطقي حوله.
انه وفي حين لانعتقد بأن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله إلا عالما ومعلما وفقيها.
فلا نعظِّمه ولا نقدِّسه ولا ندَّعي له الكمال.. فانه يتحتم علينا ان نجتهد في طرح رؤيته وافكاره بمنهجية متطورة تتناسب وروح العصر وحال الأمة.. ولتكن منهجية تأخذ بعين اعتبارها أن هذه الهجمة الشرسة انما تقف خلفها اهداف سياسية بالدرجة الاولى ولكنها للأسف أصول اللعبة القذرة أن تباع السياسة على الشعوب ملفوفة بعباءة الدين.


فاطمة البدر
المدينة المنورة

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
وراقيات
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved