قصة قصيرة تسمم فارس الهمزاني
|
تبحر بين أغصان الهوى، محلقة بين أوراق الامواج، تسكب الحنين في قنينة الامل، معلنة قدوم القدر، مازجة بين رهافة الحياة وعذوبة السماء.
تعشق الصمت.. لذلك قررت العيش بين ضجيج البلابل.. البراءة عنوانها.. لا تعرف شيئاً عن الوجه الآخر للحياة، تسمع احياناً عن نبضات القلوب الهائمة.. وأشياء شبيهة.. تجهلها.. يسير جسدها الطاهر بين أزقة المحبة، وجداول الخير، وينابيع الامل.
قررت ذات يوم ان تخوض تجربة جديدة.. لأول مرة.. تحس ان الحياة جميلة، والنسائم رائعة، وبدا لها طعم الحياة مختلفاً، حتى انها تألمت حزناً على دقائق الوقت التي اضاعت.
تتذكر كيف كانت تعيش وروحها الساكن، لا يحركه أنين قلب آخر.. تشعر ان الايام لها رائحة نفاذة، وأن الحزن رحل، حاملاً أمتعة الكآبة.
ظلت تتعطش لسماع الكلمات الساحرة، والعبارات الحارقة، والهمسات الدافئة حتى جاءتها حروف برنين خاص، فغاصت في سماء الكون.. سلمت كل ما لديها.. حتى قلبها النابض.. قدمته على صفحة من ذهب!
تتدفق اسارير الفرح بين طيات السماء منبثقة منها ألوان الطيف اللماعة بحبور متألق.. فجأة.. شعرت ان العواصف قادمة لا محالة، وان معطفها الواقي لن يحميها لسعات البرد القادمة.. حاولت أن تجرد نفسها من هموم الوقت، وتتقي طعنات الزمن الغادرة.. فشلت.. داهمتها الوساوس، واعتقلتها الهواجس.. بكت كل يوم، ثم اختفت!
alhmmazni@yahoo.com
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|