قصيدة باب القصيدة عبدالله الوشمي
|
موغل في سماء القصيدة
يسبر أشياءها
ويرتب أعضاءها
تضيء قناديل عينيه، يبقى المدى أفقاً
وتومض في راحتيه الشموع
يجيء التوالد، تبدأ في الرقص بين
يديه، يغازلها الواقفون،
تسلل عبر الحروف بقايا الحبيب الذي كنتهُ،
ثم تبدأ في العزف كلُّ الضلوع
وحين يتوجها العشق، يجرفها الناقدون
ولكنها
ساعة في الصراع
ومؤمنة بالدموع
***
كيف تغدو القصيدة ساحرة
تنفث الوجع المستقر بأعماقنا للحروف
وتمنحه للجموع
لكم مجدُ تلك القصيدة
لي حزنها
ولكم وجهها المتبتِّل
لي وجهها في الخريف
لكم بحرها المتهادي
ولي بحرها اللايطيع
أيها الساكنون على شفتي
ربما لم أقلكم
الى الآن لكنكم
في شواطئ حزني
ساكتون كما يسكن العطر داخل ورد الخزامى
ومبتسمون كما وردة في الربيع
***
كيف تهمي القصيدة؟
شيء ينوس على القلب، جرح أعالجه بالقصائد،
نفطم أحزاننا بالحروف
نعود جنوداً الى ساحة الحرب
نكتب أشعارنا لحبيباتنا ولأطفالنا
ثم نمهرها بأغاني الرجوع
كيف تكتب أنت القصيدة؟
أي مدى فيك لم تخترقه السهام،
وأي شواطئك البكر لم يعرف اليوم طعم القلوع
كيف تولد فيك القصيدة؟ قل لي:
أباً
عاشقاً
ساحراً مستكيناً أمام حريق الجذوع
لم تكتب أنت القصيدة؟ كم حانقاً يصبح الشعر في فمه وردة،
وكم غارقاً يصبح الحرف في فمه قارباً،
وكم قطرة سوف تهمي على قبر من مات مبتسماً،
لو كتبتُ القصيدة محتفلاً بالدموع
لأن يدي لم تزل في فمي
وأن فمي مغلق بالحروف
سأفتح نافذتي للحقول
وأشعل قافيتي للرجوع
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|